جريدة المدى تحمل اليوم العدد "3000"،  والمناسبة تستحق الاحتفال ، ولكن الظروف الأمنية والسياسية ، والاخرى القضائية، قد تمنع الرغبة في الاحتفاء بالمناسبة ، والأمر متوقع جدا، ولاسيما ان رئيس التحرير التنفيذي عدنان حسين سيطل من "شناشيل" الصفحة  الثانية، فيبدد امكانية اقامة احتفال صغير وبسقف زمني قصير جدا، لمزاعمه بان الظروف الموضوعية والذاتية غير متوفرة بشكل كامل لقيادة "حركة تحررية" تجبر صاحب القرار و تدفعه الى صرف "خرجية" مالية لتغطية نفقات احتفال البطرانين، وعساها بركبة ابو الشناشيل، وصاحب العمود الثامن علي حسين  لتخليه عن موقفه في دعم رغبة الزملاء في الحصول على "العباديات" اي مبلغ المكافأة المالية بحسب تعبيره.
في الذكرى السنوية لتأسيس الجريدة العام الماضي، كتب احدهم مقالا تضمن دعوة  لمنح العاملين مكافآت مالية ،  فلم يستجب  اصحاب القرار لدعوته ، لان الخوض بالامور المالية  تحتاج الى موافقات وتعليمات وضوابط "وفوك الحمل تعلاوة" وابدى الكاتب ندمه الشديد على الخوض في قضايا لا تعنيه،  فتمسك بنصيحة من ارشده بان يسير على الصراط المستقيم  ويبتعد عن  الخوض في الملف الاداري ،  فالجريدة ليست مؤسسة خيرية تمنح المكرمات والهبات لمن القى قصيدة مديح ، او انشد اغنية لشحذ الهمم ورفع الروح المعنوية  للمقاتلين حراس البوابات الحدودية ، كما تفعل بعض الجهات المسيطرة على المال العام وتنفقه بقرارشخصي عندما يكون المزاج رائقا ، وبإيحاء من  مسبحة " 101" خرزة .
السير على الصراط المستقيم في أية جريدة ليس بالامر الهين ، وقد يكون سببا في اثارة المشاكل وخاصة  لكتاب الاعمدة ، وعلى الرغم من تاكيد الجريدة بان المقالات المنشورة تعبر عن اراء كتابها الا ان هذه "التخريجة " وليست "الخرجية " خاضعة لتاويلات وتفسيرات ،   لاتنفع كل التبريرات  والمسوغات في اقناع المسؤولين في  الجريدة في تحمل  تبعات اراء كتابها المشاكسين  من مثيري الشغب ، والكاتب المصاب بعقدة الخوف من الرقيب المتوارثة من سنوات ماضية ، يحاول ان يسير على الصراط المستقيم  بتداول الاسئلة قبل كتابة جملة واحدة ،  للبحث عن المسموح والممنوع ، فمثلا  يبتعد عن ذكر مفردة السدارة ، لانها تحمل اشارة الى النائب السابق عدنان الدليمي ، ولايتناول العكال خشية اثارة مشاعر شيوخ العشائر من قادة الصحوات ، اما "الجراوية " فهي خط احمر ،   بوصفها رمزا قوميا في  بعض المدن  العراقية ومنطقة باب الشيخ وقمبر علي والشواكة والجعيفر في بغداد ، علما  ان الحديث عن تاثيرات الخطوط الحمر ومتاعبها   في احتفالات الصحف كما هو معروف يكون مباحا ، تحت شعار "سلاما ياعراق" على ذمة الزميل  هاشم العقابي ، والله يستر من غضب  رئيس مؤسسة المدى فخري كريم عندما يفسر "الجراوية " من منظور اخر  باحالتها الى زعيم سياسي او مسؤول كبير ، وحينذاك لاينفع السير على الصراط  بطريقة "نص ردن ".
في سنوات سابقة واثناء الاحتفال بذكرى تاسيس جريدة يومية وكان عريف الحفل الراحل عبد الرزاق المرجاني ، زف بشرى تبرع شركة  الالبان بمنتوجاتها للعاملين ، وحصل الحاضرون على "سطل لبن"  فانتقل الجميع الى "عالم اخر " لم يكتبه سرمد الطائي، عالم الاستمتاع بشرب "الشنينة" ، في عيد تاسيس الجريدة .
في العدد "3000" ومابعده  يستحق جميع العاملين في "المدى" السابقين والحاليين ثلاثة  ملايين قبلة  تطبع على  جباه حتى لمن استحرمها منهم ،  والقبلة ليست مدرجة ضمن الخطوط الحمر ، رواه عدنان حسين في "شناشيل" سابقة ،  وايده ابو العمود الثامن، وباركه ابو  فواز مدير الحسابات ودونه رفعت عبد الرزاق "في مثل هذا اليوم".