اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أنا والألف الثالث ومذكرة "الحاج"

أنا والألف الثالث ومذكرة "الحاج"

نشر في: 5 فبراير, 2014: 09:01 م

أعلن أنني المدعو علي حسين صاحب هذا العمود الذي يحتفل اليوم مع زملائه بالعدد 3000 لصحيفة المدى، بأنني لم أكن اعرف الديمقراطية جيدا، ولا أفهم بأنظمتها الجديدة التي تشكلت في العراق، وكنت أظن –وهذا من سوء الظن- أن العراق يعاني مشاكل كثيرة حاولت أن استغلها لصالحي في هذا المكان من الجريدة، لكن تبيّن فيما بعد وبسبب قصور في النظر ظل يلازمني وأنا اكتب بشكل يومي إنني أقف وحيدا في وجه التجربة السياسية الجديدة ومنجزاتها الكبيرة التي يعرفها القاصي والداني، لأنني وبصراحة اطمح إلى أن استولي على السلطة، وهي الأمنية التي لازمتني طوال حياتي.. ولهذا أصرّ كل يوم على أن أصدّع رؤوس القراء بمقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية وغياب الأمن والرشوة والفساد، فيما الحقيقة تقول إن كل ما نشرته في هذا العمود هو مجرد لغوٍ وبهتان تبطله الوقائع والشواهد التي تؤكد بأننا نعيش أزهى عصور الحريات المدنية والرفاهية الاجتماعية، في ظل دولة وساسة شعارهم الأول القانون ثم القانون، والدليل ان "الحاج" رئيس مجلس الوزراء، بعد ان قدم شكوى قضائية ضد مقالات رئيس التحرير فخري كريم، واعلن حربه الضروس ضد جاري في هذه الصفحة "سرمد الطائي" تذكر ان هناك متآمراً اخر هو "جنابي" حيث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي انباء تفيد بان مكتب "الحاج" رئيس مجلس الوزراء اصدر مذكرات القاء قبض بحق عدد من الصحفيين الذين يحاولون من خلال كتاباتهم تعطيل مسيرة التطور والتقدم التي تشهدها البلاد.
إذن أنا رجل يستحق اكثر من مذكرة إلقاء قبض، لأنني وبشهادة مكتب رئيس مجلس الوزراء أسعى لتحويل الحق إلى ضلالة، واكتب ما يصادف هواي الشخصي ويوافق أفكاري وهي أفكار اكتشف مناصرو السيد نوري المالكي أنها تحمل في طياتها سوء النوايا وليس سوء التقدير، وإنني متورط مع منظمات دولية عميلة تريد تشويه صورة العراق وتحريف الحقائق فتسعى كل عام لبثّ سمومها من خلال شائعات تقول إن العراق حصل على المركز الأول في الدول الأكثر فسادا، فيما الحقيقة التي أريد أن احجبها عن القارئ تؤكد بالدليل القاطع أننا حصلنا على ذهبية المدن الأكثر ازدهاراً واستقراراً وأمناً.
الواقع اليوم يقول إن السيد القائد العام للقوات المسلحة استطاع بفضل مذكرات القاء القبض والملفات التي يخبئها في درج مكتبه أن ينقل هذه البلاد التي كانت تعيش على هامش التاريخ خلال سنوات قصيرة من الزمن لتصبح اليوم البلاد الأفضل في الشرق الأوسط ، والأدنى والأقصى.
بلاد لم تكن فيها سوى المستنقعات والفقر واقتصاد يعتمد على التسوّل من دول الجوار، حاكم استطاع وبوقت قياسي " دورتين انتخابيتين وبانتظار الثالثة والرابعة " ان يبني بلدا للناس وليس لمقربيه، وحين واتته الفرصة بنى المصانع وطلب من الناس أن تعمل لا أن تهتف له، أغلق السجون السرية وفتح المدارس الحديثة . وطبّق حكم القانون، فأقام نموذجا لبلد لا تنتهك فيه الحريات ولا تعطى الأوامر للجيش باعتقال الناس على الشبهات، لم يفضل طائفة على أخرى، فقط طلب من الجميع أن يتساووا في الحقوق والواجبات، عمل على إنتاج مجتمع آمن ومستقر.
والآن هل تستكثرون على السيد رئيس مجلس الوزراء ان يصدر مذكرة القاء قبض بحقي، وانا الذي اريد تحويل الاحتفال بهذه المناسبة الى عمود يسخر من منجزات الحكومة التي يتغنى بها القاصي والداني.. لاعليكم سنحتفل بالعد 3000 وننتظر العد5000 ونسعى الى العدد10000 لأننا نؤمن بان هذه البلاد لايمكن لها ان تظل تحت رحمة من يعتقد أن الحكم ليس شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة.
تتقدم المدى لرحلة ما بعد الألف الثالث ومعها قراؤها الذين أدمنوا كتابات تشرح الواقع السياسي العراقي، وتثبت للجميع أن القلم الصحفي الحقيقي يمكن أن يصبح سلاحا في مواجهة الفساد.
بالتأكيد أنا لست سعيدا بالمذكرة التي سيطاردني بها "الحاج" حتما " ولكنني سأحتفل برغم كل محاولات البعض من الذين يريدون سرقة بهجة الفرح وراحة البال منا ، ويصرون على ان يحيلوا أيامنا الى سلسلة متواصلة من الفواجع، سأقول لهم لاتفرحوا فالمدى ستظل دوما مصدر سعادة وفرح للكاتب والقارئ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. خليلو...

    Hans Anderson ورداء الامبراطور والصبي : حقاً ، انت وزملاؤك اصحاب المدى من دون سياسيي اليوم الأغبر تنطقون بالحق مثلكم كمثل ذلك الصبي الذي صاح في وجه إمبراطوره وحاشيته : ان الامبراطور عار لا يرتدي شيئا في الوقت الذي كانت حاشيته تبالغ في الإعجاب بما أو

  2. ابو احمد

    الاخ الكاتب علي حسين المحترم تحية وتقدير العراق البلد الوحيد في الكرة الارضيه طارد لمثقفيه،لفنانيه ،لمخلصيه ،لعلماءه في كافة المجالات . ومنذ عقود نعيش في بلد يسيطر الكثير على سلطاته ،عميان ،طرشان،خرسان ..ونتائجها دوما نسقط في حفر ولانخرج منها ،وعلى سبيل

  3. عراقي جريح

    القاعده الاساسيه التي يعمل بها (الحاج) وبطانته هي كالتالي اذا كنت ضد (الحاج) فانت اما ان تكون بعثيا مشمول بقانون المسائله او طائفيا يثير النعره او ارهابيا رقم 4 او تعمل لصالح دول الجوار اما اذا كنت مع (الحاج) فبالتاكيد انت لست من هؤلاء جميعا حتى وانت كنت

  4. ابو اثير

    تمنياتنا لكم جميعا بلألفية الثالثة وعقبال ألملايين أنشاء الله ...وتهنئة أخرى لحصولكم على نياشين ومذكرات ألقاء القبض فهي خير وسام وبطاقة تهنئة وورود جوري وقداح عراقي على صدوركم العامرة بمحبة الشعب والوطن وجزاكم الله كل خير .

  5. ابو سجاد

    الف تحية واجلال الى كادر الجريدة والى قراؤها الكرام ونتمنى لكم دوام التواصل والالتزام بالمهنية التي تتصفون بها وتكونوا اكثر عطائا و خدمتا لعراقنا الجريح ولوطنيتنا المسروقة وهنيئا لكم ياكتاب المدى على تلك الاوسمة التي اهداها لكم السيد مختار العصر التي لم ي

  6. داخل السومري

    وانا من جانبي يا استاذ علي بدأت اهتف بأعلى صوتي -تعيش الطائفيه،تعيش المحاصصه،تعيش العشائريه،يعيش مبدأ الاقربون اولى بالمعروف،يعيش الفساد،تعيش السرقات لاموال الشعب،يعيش الانشغال المستمر بالمسيرات المليونيه للعتبات المقدسه،يعيش التخلف والانحطاط،يعيش الارهاب

  7. ابو هبة

    الف تحية ومحبة الى ملاك المدى وهم يحتفلون بهذا الإنجاز المهني العظيم ، تمنياتي للجميع التوفيق في خدمة الشعب العراقي المظلوم الذي ابتلى بهذه الحفنة من اللصوص وسراق الحقوق والخيرات من قمة الهرم ابو حمودي عجل الله في هلاكه والبرلمانيين الذين حققوا العديد م

  8. فريد الحمداني

    اعتقد ان النخبة السياسية الحاكمة تتعامل مع الشعب وفق اساليب دكتاتورية النظام السابق من مبدء لكل زمان دولة ورجال .

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram