TOP

جريدة المدى > عام > في استذكار فهد الأسدي.. المقلّ كتابةً والمتميّز تجربةً

في استذكار فهد الأسدي.. المقلّ كتابةً والمتميّز تجربةً

نشر في: 7 فبراير, 2014: 09:01 م

بمناسبة مرور عام على رحيله نظم اتحاد الأدباء ضمن منهاجه الثقافي ليوم الأربعاء الماضي جلسة استذكار أدارها الشاعر علوان السلمان ،مبيناً أنها اجتماع للتميز والآهات والاحتجاج تضامناً مع أدباء البصرة، العاصمة الاقتصادية التي يعاني مثقفوها من التهميش بحسب

بمناسبة مرور عام على رحيله نظم اتحاد الأدباء ضمن منهاجه الثقافي ليوم الأربعاء الماضي جلسة استذكار أدارها الشاعر علوان السلمان ،مبيناً أنها اجتماع للتميز والآهات والاحتجاج تضامناً مع أدباء البصرة، العاصمة الاقتصادية التي يعاني مثقفوها من التهميش بحسب قوله، مضيفاً: سألغي فقرة الوقوف دقيقة واحدة لأن فهد الأسدي موجود بيننا قاصاً جنوبياً أسهم في كتابة أدب ينحاز للإنسان من خلال تجربة متميزة بدأت منذ ستينات القرن الماضي وهي تنطق بفهم واقعي للإنسانية ومعاناتها.. وكان أول المتحدثين عنه ابنه ليث فهد: عاش الراحل الكبير فهد الأسدي فارسا لم يستطع الانتصار ولكنه لم يكن ليطيق الهزيمة ولم يترجّل.
أوصل بريده إلى الشاطئ وغادرنا حزيناً . 
قال الشاعر حميد قاسم في رثائه له: لو ألقت الأقدار بفهد الأسدي في بلد غير العراق لنال بعضاً مما يستحق كقاص عالمي بلا مبالغة، وكما قال د. رشيد الخيون في رثائه لأستاذه الأسدي أيضا: عاش فهد إلى زمان أغبر، الثَّقافة فيه تحولت إلى ابتذال، وزمن لا يطربه سوى الصّراخ والأنانيات وكائنات لا ندري مِن أي كوكب نزلت، لا تهزها سوى الشَّعوذة. فهد هو حفيد عمرو بن بحر الجاحظ ليس لبشرته السَّمراء، فالجاحظ كان كذلك، إنما حفادة (إذا جاز لنا الاشتقاق) الأدب الرَّاقي، والقلم السَّيال، والمكان الذي اهتم به الجاحظ، واعتبر الماء بعد خروجه مِن غابات القصب والبردي، متجهاً إلى البصرة، هو أعذب المياه وأصفاها، كذلك ظل فهد وفياً لذلك المكان، وكتب مِن أجوائه رائعته الصَّليب حَلب بن غْرَّيبَة. وكنا نعرف مَن هي غَرَّيبة.. قال في مقدمة المجموعة القصصية الأولى ( عدن مضاع )أحببت شعبي لذا لم أجد أصدق من أن أكتب تجاربي معه، التناقضات الحادة التي عاشها مجتمعي كانت قدراً لون أيامي بالمرارة، فما كنت قادراً على الفكاك منه لأنني مشدود إلى العجينة التي اقتطعت منها أمس مرّ الضالعون فسخروا من إنساني المدمر ولكني لم تثرني سخريتهم بمقدار ما أساءني جهلهم كوني لست المهزوم إنني مسرور لكوني أحس بأنني قد تلمست ذاتي بهذه الحروف عبرت بالآخرين إلى وجودي فعرفته وقد تكون مجرد خربشات طفل صغير ولكن ألا ترون معي أن سعادة الطفل في رسم خربشاته لاتقل عن سعادة الفنان في فنه.. بهذه الكلمات بدأ الراحل الكبير فهد الأسدي مشواره الأدبي وخط لنفسه طريقا خاصا عرف في ما بعد بالواقعية الملتزمة في القصة والرواية العراقية وكان يردد دائما في لقاءاته: أن الواقعية ليست جواداً هرما لكي نطلق عليه رصاصة الرحمة. 
فيما عبّر أخوه حبيب الأسدي عن فخره واعتزازه ،مبيناً انه تتلمذ وتخرج على يد أخيه فهد، ورثاه بقصيدة (من ذاكرة البرديات) قال فيها: خذ بيدي.. نحو سماء صفائك.. فأرضي فوضى.. وضياعي يباب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram