مهما قيل عن إطاحة العسكر بالحكم الملكي صبيحة 14 تموز 1958، سلبا او إيجابا، فانه قد يكون قابلا للنقاش. لكن ان يأتيك من يدعي ان ما حدث في 8 شباط 1963 كان "نتيجة" ويحمّل عبد الكريم قاسم سبب اندلاعها، فانه قطعا مصاب بداء التلذذ بسفك الدماء وانه ومن مثله قد أسسوا لنواة ما يحل بالعراق اليوم من ذبح وسلخ وخراب. أمس التقيت صدفة بواحد من هؤلاء. عراقي يفتخر انه عروبي وقومي حد النخاع. وليثبت صدق ادعائه، صار يكثر من سب عبد الكريم قاسم. يصر على ان زبالة الفاشية وقاذورات النازية كلها التي صبت العراق في يوم 8 شباط الأسود، هي نتيجة لأخطاء عبد الكريم وتذمر العرب "الأصلاء" منه. قلت له لا اسألك عن "الأصلاء" فيكفيهم الذي فيهم، لكن اسألك: عن أية "نتيجة" تتحدث؟ رد علي بزهو زائف يجيده البعثيون: لقد ذبح "قاسمك" هذا العائلة المالكة أتنكر ذلك؟ وهل أتيتم بانقلابكم من أجل رد اعتبار العائلة المالكة؟ وإن صدقت، رغم شكي بان لقاسم يد بالجريمة التي طالت تلك العائلة، فإنكم قد ذبحتم العراق كله من بعده. أهذه هي "النتيجة" التي تفخرون بها؟ قد أعطي الحق لمن يتمنى ان ما حدث بتموز لم يحدث، لأن الحكم الملكي، بعد الذي شفناه من الذين أتوا بعده، لربما لو بقى ما شفناه.
قلت له يا "أبو الشباب" أتذكّر هوسة لمهوال من ثورة العشرين قال فيها: "نِعم الثورة المنها امتدت كل ثورات". تنحنح وقال والنِعم. قلت له لكن ثورتكم الشباطية يصح فيها القول انها بؤس الثورة التي من يومها ما عاد العراق يعرف شيئا اسمه راحة او أمان او سلام. ثم سألته: هل تتذكر كتاب "المنحرفون"، رد علي بسرعة نعم وقد وضعته المخابرات الامريكية. لكنه كتب بأيد عراقية ونشر بالعربية ووزع بنطاق ضيق وانه وصمة عار في جبين هذه التي تسمونها "ثورة". هنا غضب بجد وصاح: لم تكتبه أيد عراقية بل شيوعية! شلوووووووون؟ شيوعية لو أمريكية أخونا؟ اثنينهم، والحساب جاي. قلت له لا تهتم انا سأدفع الحساب، وناديت على النادل. مو هذا الحساب؟ لعد شنو؟ قبل ان يجيب عن سؤالي حضر النادل فقلت له: اقبض حسابك من عمّك دبش، وخرجت.
على هامش كتاب "المنحرفون"
[post-views]
نشر في: 7 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
عراقي انا
اللعلم وللتاريخ لم يكن هناك نية لقتل العائلة المالكة حيث انه وباختصار شديد ان من قام بقتلهم هو الرئيس عبد الستار العبوسي الذي اشارة الى انه قام بفتح النار عليهم بسببين الاول انه تذكر ماحدث من عودتهم الى الحكم في عام 1941 وعدم تكرار ماحدث .وثانيا انه شك ب
ابو سجاد
لربما الرجل صادق حينما قال الحساب جاي بعنجهية النضام السابق جاء بهؤلاء السراق والفاسدون وكلفنا الكثير وبعنجهية هؤلاء ايضا سيضيعونها ويعيدوها لهم او لغيرهم وسيبقى العراق يدور في تلك الدائرة المغلقة الى مالانهاية وسنبقى ندفع ثمن غباء واستهتار هؤلاء فلا تستغ