TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فريق"..." ركن

فريق"..." ركن

نشر في: 7 فبراير, 2014: 09:01 م

الغزو الأميركي افرز ثلاثة نماذج احتلت المشهد العراقي ، الأول مسؤول شغل منصبه عبر بوابة المحاصصة ، والثاني نائب من أبناء القائمة المغلقة ، والثالث منح صفة قائد عسكري بطريقة الدمج وحمل رتبة فريق "..." ركن ، ليتولى مع الآخرين من صنفه مسؤولية إدارة الملف الأمني في بلد يتعرض بشكل شبه يومي لأحداث إرهابية نوعية ، تنفذها جماعات لا دين لها ، تستهدف المدنيين بشتى أنواع القتل والذبح بطرق مبتكرة ، أصبحت سائدة اليوم في العراق وبعض دول المنطقة .
النماذج الثلاثة حققت حضورها في المشهد العراقي بفضل الاحتلال الأميركي ،فرسخت وجودها ووسعت نشاطها الجماهيري ، وخاضت صراعا مع الآخرين من اجل البقاء ، ولها كل الحق في ذلك ، للحفاظ على مكتسباتها ومصالحها ، فهي تدعي وتزعم بانها حررت العراقيين من نظام ديكتاتوري ، ونقلتهم الى الديمقراطية ، وتجاهلت الفضل الأميركي ، وأخذت تعلن بان احتلال الولايات المتحدة للعراق ، أعاده الى العصور الحجرية. اول النماذج شغل منصبه الوزاري وتفرغ لتجارته في استيراد الجكاير ، النموذج الثاني ، مشرع القوانين ، بعد ان ضمن لعائلته المقيمة في الخارج منزلا فخما ، ودخلا شهريا ثابتا ، وعين الأبناء في السفارات العراقية في دول أوربية ، تفرغ لتحقيق رسالته في الإصلاح الاجتماعي عن طريق الزيجات المتعددة ورعاية الأيتام والأرامل ، اما النموذج الثالث صاحب الرتبة العسكرية ، والمعروف عنه ان اسمه لم يرد في سجلات التجانيد ، فمهمته الدفاع عن شرف الأمة ، وملاحقة الإرهابيين ، ثم الظهور على شاشات الفضائيات ليعلن تحقيق النصر الكبير ، فيما تشهد العاصمة حوادث تفجير في أحياء متفرقة ، على الرغم من خضوعها لإجراءات أمنية مشددة.
المؤسسة العسكرية العراقية بتضحياتها الكبيرة وتفانيها في أداء واجباتها ومواقفها المشرفة في مواجهة التنظيمات الإرهابية ، قادرة على سحق أعداء العراقيين ، لكنها خضعت لإرادات من يعتقد او تساوره الأوهام والتصورات المريضة بان القوات المسلحة قد تنفذ انقلابا ضده ، فزج النموذج الثالث بين صفوف العسكر المهنيين ، وكلفه بمهمات المراقبة ، وكتابة تقارير فورية عاجلة عن احتمال التحرك والسيطرة على مرسلات الإذاعة في ابي غريب وقراءة البيان رقم واحد من مبنى الإذاعة في الصالحية .
الفريق "..." الركن المتسلل الى المؤسسة العسكرية بطريقة الدمج ربما يكون احد مبتكري "صنف الفضائيين" في القوات المسلحة المعروفين بين زملائهم من عناصر الجيش والشرطة بالتخلي عن رواتبهم مقابل الحصول على إجازات طويلة ، هكذا نموذج يعد "ثروة وطنية " لا تقدر بثمن ، يستحق الاستنساخ ، وإعارة خدماته للدول الصديقة للإفادة من خبراته في مكافحة الإرهاب لضمان امن المنطقة ، الوصف لا يعني التعميم فالجيش العراقي والشرطة الاتحادية تضم ضباطا أكفاء ، لطالما كشفوا في احاديثهم الخاصة عن تأثير العامل السياسي وتدخلات فلان وعلان في عرقلة أداء واجباتهم ، ولهذا السبب "بالشطرة كبت نار بالحي حريجة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram