ماجد البصراوي فضل التوجه الى العاصمة بغداد مع ما تبقى من أسرته بعد العام 2003 ليحقق أمنيته في اقتحام الساحة الغنائية ، ليصبح مطربا مشهورا ، ومن مهنة الغناء يوفر لأفراد عائلته دخلهم اليومي ، لكن أمنية ماجد المعروف بين معارفه وأصدقائه بإجادته غناء الأطوار الريفية ببراعة ، أشاد بها السامعون ، اصطدمت بعقبات كثيرة ، فهو عندما اجر منزلا في حي المعالف ، وأقام أول حفلة فيه لفرقة الخشابة ، واجه انتقادات الجيران ، وبعضهم هدده بالترحيل القسري ، فالتزم المطرب الموعود الصمت وابتعد عن الغناء إلا في مناسبات معينة ، وعاد الى عمله السابق "مبيضجي " ، وحين يكون بلا عمل في ايام الكساد يجمع حوله عمال البناء ويقيم حفلة غنائية مجانية في مصطر حي العامل ، ونشاطه الجديد فتح له فرصة إحياء حفلات مسائية على نطاق محدود استجابة لرغبة المعارف ، لقاء توفير المتيسر من الطعام والشراب .
بانتهاء الوصلة الغنائية لحفلة ماجد البصراوي ، وبعد التأكد من مغادرة الغرباء ، يطيب له الحديث بالسياسية ودهاليزها، خصوصا عندما يصل دبيب الشراب الى مكان الألم والإحباط وتبديد الأماني ، وضياع فرصة الحصول على الشهرة ، وهو لايقل موهبة وكفاءة عن بقية بعض المطربين من شاغلي الساحة الغنائية هذه الأيام بأعمال هابطة " وطربكة " عديمة اللون والطعم والرائحة ، والحديث في السياسية يأخذ عادة طابع إصدار قرارات ومراسيم ذات طبيعة أمنية وسياسية ، يعتقد صاحبها بان تطبيقها سيسهم في ضمان استقرار الوضع الأمني ، ومن قراراته تعيين نائب رئيس الجمهورية المدان طارق الهاشمي بمنصب وزير الدفاع ، ومنح حقيبة الداخلية الى وزير المالية السابق رافع العيساوي ، ويتضمن القرار فقرات اخرى تنص على ان يتكفل الهاشمي والعيساوي بجمع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والهاونات لدى الأهالي وتسليمها الى وحدات الجيش ، ويتعهد الوزيران أمام البرلمان بانهما على استعداد لانزال اقسى العقوبات بحقهما عند سماع صوت اطلاق نار في جميع المدن العراقية ، وكتابة تعهد خطي بعدم التفكير والتخطيط لتنفيذ انقلاب عسكري للإطاحة بالنظام .
قرارات ماجد غير قابلة للبحث والمناقشة ،فهو عندما يعلن قراراه او مرسومه ينهيه بالقول "على الجهات المختصة تنفيذ هذا المرسوم ، بدءا من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية "، والرجل في بعض الأحيان تتلبسه حالة من الاستبداد ، فيرفض خوض حوار مع الحاضرين عندما يبدون آراءهم لغرض الاستيضاح ، فقرار تولي الهاشمي منصب وزير الدفاع ، يعني تسليم البلد بيد الجماعات الإرهابية ، وهذا القول طرحه احدهم ، وقوبل بدعم وتأييد اكثر الحضور ، لكن ماجد البصراوي يحسم تباين الآراء بقوله" نفذ ثم ناقش" لقرارات تالي الليل .
في بعض الأحيان تكون القرارات صائبة وواقعية وخالية من أية تصورات وأوهام ، وفيها لون وطعم ورائحة ، فيسمع ماجد عبارات الإطراء ، والتقدير والاحترام ، والتشجيع لعرض خدماته أمام المسؤولين ، لعله في قدرته على تشخيص الواقع بدقة ، يحصل على وظيفة مستشار لشؤون الأمن القومي.
قرارات" تالي الليل "
[post-views]
نشر في: 10 فبراير, 2014: 09:01 م