اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تعالوا ندفع الجزية للنائب قاسم الأعرجي

تعالوا ندفع الجزية للنائب قاسم الأعرجي

نشر في: 10 فبراير, 2014: 09:01 م

ألا نشعر بالخجل ونحن نرى شعوباً تغير مصائرها عبر احتجاجات سلمية ومنظمة..بينما نجلس، على قارعة الطريق ننتظر من يقرر مصيرنا ويسمح لنا ان نأكل ونشرب ونلبس ما يرتضيه سيادته؟ أعرف أن السؤال عبثي ولن يقدم أو يؤخر، لكن رؤية شباب مصر وهم يمارسون فعل التغيير، بينما نحن "نيام" بانتظار أوامر النائب قاسم الاعرجي، أمر يثير الحزن والأسى.
سيقول البعض إن الواقع في مصر مختلف، وهناك فروق كثيرة بيننا وبينهم في مجالاتعدة، لكن المؤكد أننا نحن وهم نشترك في كوننا بلدين متخلفين، عندما يتعلق الأمربالاقتصاد أو بالفساد أو حتى بالاستبداد.
ما يفرقنا عن مصر، وأمم كثيرة أخرى سبقتنا إلى تصحيح أوضاعها المتردية، أنهم يملكون قوى حية وفاعلة للتغيير، مقابل موت الحركة السياسية في "بلاد السيد الاعرجي" .
عندما أراد شباب مصر التحرك استطاعوا حشد الملايين وأقنعوهم بالخروج إلى الشارع،الأمر الذي هز حكومة مرسي وجعلها تنفرط بسهولة!
تصوروا حالتنا المأساوية.. ونحن نشاهد نوابا يحشدون لتظاهرات ، ليس من اجل نبذ الطائفية، ولا الدفاع عن حق العراقيين بثرواتهم، ولا احتجاجا على الفساد المستشري في معظم مؤسسات الدولة، ولا تنديدا بالقتل المجاني الذي يتعرض له العراقيون كل يوم .. وانما ضد رسم بورتريه توهم النائب قاسم الاعرجي انه كاريكاتير ساخر.. وكان لابد من عقاب اصحاب هذا المطبوع  بالترهيب من خلال العبوات الناسفة، والتخويف من خلال التظاهرات التي طالبت بتعليق المشانق للعاملين في هذه الصحيفة  .
في مقال بعنوان "الحلم أولاً" يكتب الناشط المدني المصري علاء عبد الفتاح احد الشباب الذين قادوا الانتفاضة ضد مبارك "حلمنا، فصار الحلم واقعاً لأننا آمنـّا؟ والفعل الثوري من بوعزيزي للسفارة مشبع بالإصرار والتحدي، لكن الفعل الثوري كان بحاجة إلى جمهور، والجمهور في عصرنا هذا يعتمد على من يُحيي فيه الامل بالمستقبل.. ويعيد إليه الأحلام".
ماكتبه عبد الفتاح يثبت أن الشعب الذي يحب بلده، لا يرتضي له السقوط، فالسقوط له نهاية واحدة هي الخراب .
حاول مرسي ومن معه أن يختطفوا انتفاضة المصريين، متوهمين وهم يرفعون شعارات الدولة الدينية، ان الناس يمكن لهم ان يعيشوا ثانية في اقفاص الجور والحاجة والعوز وكهوف الظلام! فكان ان تصدى لهم شباب الحلم ببلد يرفض الاستبداد حتى وان كان يرفع شعار دولة القانون.
فيما نحن في العراق مطلوب منا جميعاً أن نصبح جبناء، وأن نمارس فضيلة الخوف.. مطلوب منك ومني أن نحمل لقب مواطن "جبان" بامتياز، مطلوب منا أن نراقب تصرفاتنا ليل نهار، وأن نتحول في لمحة بصر الى "هتاف"، مهمته الخروج في تظاهرة يحدد زمانها ومكانها  النائب قاسم الاعرجي، مطلوب منك أن تؤمن أن السيد النائب ومن معه يريدون حمايتك من الرذيلة، والحفاظ عليك من "أكاذيب" الإعلام، ومطلوب منا ألا نغادر مرحلة وصايا القائد، مطلوب منا جميعاً أن ننمي غريزة التقرب الى أولي النعم والعطايا.
علينا ان نخاف من كل الذين حولنا، والأهم أن تتخندق ضد الأعداء أصحاب الأجندات الخارجية.. علينا أن نخاف من أصحاب الرأي، ومن المنادين بدولة المؤسسات، ومن الداعين الى إشاعة العدالة الاجتماعية، وعندما تكتمل دائرة الخوف هذه، سنجد انفسنا نلجأ الى حضن النائب الاعرجي، مستسلمين، طالبين منه العفو والأمان.
مطلوب منا ان نخرج في تظاهرات للتنديد بالإعلام "المحرف"، بينما الملايين من شعبنا يعيشون تحت خط الفقر، مطلوب منا ان نغضب من اجل البحرين، فيما نرفض ان نملأساحات الوطن بأصواتنا ضد الفشل الحكومي في مواجهة عصابات القاعدة.. مطلوب منا ان نهتف من اجل تحرير السعودية ، فيما بلادنا على شفى هاوية بسبب صبيانية وتعنت مسؤولينا الكبار.
منذ عشر سنوات والكوارث تحيط بنا من كل جانب، لكن أيا منها لم يكن كافيا لكي يخرج النائب قاسم الأعرجي للتنديد والاستنكار والرفض.
للأسف البعض يريد ان يوهم البسطاء ان القضية هي دين ضد علمانيين، كما صرح الاعرجي الذي اتهم الإعلام بانه ينفذ أجندات صهيونية.. ان يوهم الناس وكأن الامر معركة بين مؤمنين وكفار، كما أن السيد النائب لم يتمالك نفسه من نشوة النصر فاعتبر أن العراق أصبح ملك يمينه، وعلى الآخرين من امثالنا ان يدفعوا الجزية لكي يعيشوا بامان  او أن يبحثوا عن تأشيرة هجرة عسى ان  يشملهم في المستقبل  قانون "الجهاد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 7

  1. رمزي الحيدر

    هذه مؤشر واضح على الطائفية التي تؤدي الى إنحطاط المجتمع . مع بلاغة اللغة العربية فلاتوجد كلمات لوصف ما يحدث بالعراق .

  2. ابو سجاد البصرى

    اعتقد ان ما حدث امس لجريدة الصباح الجديد دلنا وبشكل واضح على زارعي المتفجرات وعلى علاقتهم بالسلطة التنفيذية

  3. احمد الكاتب

    السلام عليكم، يرجى المساهمة في هذا المشروع الثقافي، والاجابة على السؤال التالي: كيف نوحد العراق ونقضي على الطائفية، على مستوى الثقافة والدستور والقوانين والمجتمع؟ رأيكم يهمنا، ويمكن ان يأخذ طريقه للنشر احمد الكاتب: هذه هي جذور المشكلة الطائفية، وهذا هو ال

  4. حسن الدراجي

    كنا نستهجن الاصوات التي تتهم الحكومة ، وتصفها بمجموعة ميليشيات متطرفة ..كمااننا لا نوافق من يستخدم العبارات الطائفية التي تقول : ان حكام العراق وساسته ما هم الا مجموعات صفوية ايرانية في توجهاتهاوارتباطاتها ، وان ملالي ايران هم من يتخذون في طهران قرار اخت

  5. saham dawod

    الذي حصل لجريدة الصباح هو البداية القادم اسوء احذروا الجبناء يااصحاب العقول النيرة

  6. داخل السومري

    نسيت يا استاذ علي ان تكمل الجمله فتكون ندفع الجزيه ونحن صاغرون .انها الدكتاتوريه الدينيه والتي هي اسوأ انواع الدكتاتوريات على الاطلاق.هذا ما تسعى اليه الاحزاب الاسلاميه بعد ان تتم لهم السيطره الكامله.من الامور التي عليهم انجازها لتمكين الدكتاتوريه الديني

  7. داخل السومري

    التركيز يا استاذ حامد الكاتب في رأي المتواضع يجب ان ينصب على انقاذ العراق من الوضع الذي هو فيه.والخطوة الاولى في رأي هو تخليص العراق من تدخل الدين في السياسه.رجال الدين المعممون منهم وغير المعممين اذا كانوا حريصين على الدين الاسلامي عليهم ان يكفوا عن اقحا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram