TOP

جريدة المدى > عام > بيت الشعر العراقيّ.. وردة لضحايا الموت المجانيّ في البلاد

بيت الشعر العراقيّ.. وردة لضحايا الموت المجانيّ في البلاد

نشر في: 11 فبراير, 2014: 09:01 م

في ثاني فعاليّاته ضمن منهاجه الثقافيّ الجديد للعام 2014، نظّم بيت الشعر العراقيّ، وبالتعاون مع المعهد الثقافيّ الفرنسيّ، أمسية "وردة الضحايا" المهداة إلى أرواح ضحايا الموت المجانيّ في العراق، والتي تضمنت توقيع البيت لكتابه الشعريّ الأوّل "وردة الضحاي

في ثاني فعاليّاته ضمن منهاجه الثقافيّ الجديد للعام 2014، نظّم بيت الشعر العراقيّ، وبالتعاون مع المعهد الثقافيّ الفرنسيّ، أمسية "وردة الضحايا" المهداة إلى أرواح ضحايا الموت المجانيّ في العراق، والتي تضمنت توقيع البيت لكتابه الشعريّ الأوّل "وردة الضحايا" الذي هو مختارات من الشِّعر العراقيّ المعاصر عن "الموت" وعذاباته في نسخته العراقيّة، منذ خمسينيات القرن الماضي وإلى يومنا. وفي مقدّمة الكتاب الجديد نطالع:" هنا في هذا الكتاب الذي أعددناه، مقاطع من نصوص لشعراء عراقيّين من أجيال شتّى، كتبت عن الموت وعن الإنسان "الضّحيّة" الذي تواصِلُ البلادُ إنتاجَه من دون انقطاع أو تقاعسٍ. أما لِمَ أسميناه "وردة الضّحايا"؟ وهي عنوان قصيدة للشّاعر الرّاحل إبراهيم زاير، فما من أحد اليوم ينصف الضّحايا أو يوقف عذاباتهم، لا الأرض التي اختلط ترابُها بدمائهم، ولا السّياسة التي عبثت دائماً بمصائرهم وقادتهم إلى الهاوية، وحدَه الشّعر كان أصدق المعبرين عن آهاتهم وصرخاتهم..".
وافتتحت الأمسية التي أقيمت على قاعة المعهد الثقافيّ الفرنسيّ، مع عرض مسرحي عنوانه "حكايات مقهى" الذي أخرجه الفنّان رائد محسن وجسّده الممثلون: مرتضى حبيب، تحرير الأسدي، ياس خضير، وتستند فكرة العرض إلى نصوص صحافيّة وقصائد عن الموت العراقيّ، إذ يشرح أستاذ لتلاميذه سبل النجاة من الموت في بغداد، قائلاً لهم:"الموتُ قادم، كلّ ما عليك هو العمل على تأجيله ولو قليلاً. لذا ادفعه بأصابعِ قدمك التي تخرجها من تحت اللحاف في الشتاء لتتحسس البرد. ادفعه بالكلام الكثير. والنقيق كالضفادع..".
ويدور الحوار بين شخوص العرض وكأنّهم غير مكترثين بالموت، في إشارة إلى اقتراح حياة تتعايش مع الموت اليوميّ، وفي صياغة لسيرة ذاتيّة جديدة لحياة الفرد العراقيّ يتجنّب فيها السيارات المفخّخة:" كلّ ما عليك فعله أن تفوّت صباحك. اغرق طويلاً في نوم عميق، وتخيّل المدن التي تحبّ أن تزورها. داعب وجنات النجمات اللواتي شغلن تفكيرك في سنوات المراهقة، خطّط لمستقبلك طويلاً.. أي شيء، المهم أن تفوّت صباحك اللعين بأفضل طريقة..".
ثمّ ينتهي العرض ويتبيّن للجمهور إنّ الثلاثة، الأستاذ والتلميذان، كانوا يتحاورون في براد للموتى.
بعدها كان الجمهور على موعد مع مقطوعات موسيقيّة أضافت شيئاً من التميّز على أجواء الأمسية بتناغمها مع العنوان العام المكرّس للضحايا العراقيّين، أداها العازفون: مصطفى سبع، ومهند كريم، وأسامة خليل.
وعلى غير العادة في طريقة تقديم القراءات الشعريّة، قدّم الشعراء بعضهم البعض، فالشاعر أحمد عزاوي قدّم زميله القادم من محافظة ميسان رعد زامل، إذ أطلّ الأخير على الحضور بقصائد من كتابه الجديد "خسوف الضمير" الصادر عن دار الروسم، ومنه نطالع:" ما كان بالقمر وحده /جدي يستنير/بل في أحلك الليالي /جدي بالضمير المشع/الساطع /المنير /كان على الظلام يستعين/وكان جدي /يطيل البكاء كلما خسف القمر..".
ليعرّف "زامل" لجمهور الأمسية، من أدباء وعائلات وممثّلي وسائل إعلام، بالشاعر الثاني ضمن القراءات الشعريّة، وهو فارس حرّام الذي قرأ قصيدة "الحائر بوعائه"، وفي مقطع منها:" كان الشعر يقوم ويعثر بجثث الكلمات. /ينهار المارّة /عليه، /وتنسدّ الأسطر. /بينما أسند بيته بأُسْرَتي.../ولو تعلم أيها القارئ من أينَ../وليس من أيّ كلمةٍ/هذه القصيدةُ..".
ثمّ أتى الدور على حرّام ليقدّم الشاعر الأخير في هذه الأمسية القادم من محافظة صلاح الدين، ألا وهو أحمد عزاوي، إذ يقول في مقطع من قصيدته "مخطوطةُ المكانِ الذي نسميهِ ساحةَ التحرير":" كيف يمكنُ أنْ لا ترى/غمزاتِ المصابيحِ/وهي تستدرجُ بركاتِ الليلْ/وأنْ لا تسمعَ غزلَ النهرِ/وهو يدغدغُ المدينةَ لكي تحبلَ باللؤلؤْ/وهل ستنسى الطيورَ اللاجئةَ إلى سوادِ الأشجارِ/منعمةً بأثداءِ الثمرِ ودانتيلِ الظلالْ..".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مالية البرلمان تحدد أهداف تعديل قانون الموازنة

نائب عن قانون تعديل الموازنة: من المستبعد إقراره خلال جلسة الغد

مفاجأة مدوية.. نائب يكشف عن شبكات تتجسس على المرجع السيستاني

برلماني يصف الوضع السوري بـ"المعقد": العراق يسعى لحماية مصالحه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram