المرجعية الدينية في النجف قالت كلمتها بخصوص المادة 38 من قانون التقاعد والخدمة الجهادية بدعوة الناخبين الى رفض منح أصواتهم للمرشحين في الانتخابات التشريعية المقبلة من أعضاء مجلس النواب الحالي، لتمريرهم قانون التقاعد المثير للجدل واللغط لما تضمنه من لبس، وخاصة الفقرة المتعلقة برواتبهم وامتيازاتهم.
في يوم التصويت على القانون وقف نواب التحالف الوطني على المنصة وزفوا بشرى تمرير قانون يخدم شريحة واسعة من العراقيين من ذوي الدخل المحدود، وفي مساء ذلك اليوم اطل عبر شاشات الفضائيات نواب اخرون من ائتلاف دولة القانون وكتلة الأحرار، وحزب الفضيلة والمواطن وغيرها من الكتل المنضوية في التحالف الوطني، ليستعرضوا أمام المشاهدين موقفهم البطولي في الدفاع عن مصالح الشعب العراقي بصولة جهادية لطرد الفقر من الأرض العراقية الى الأبد.
أهل النخوة الأجاويد من ممثلي الشعب بظهورهم في الصورة الجماعية ارتسمت على وجوههم ابتسامات عريضة، راودهم الإحساس بان ضمان البقاء في المقعد البرلماني لدورة ثانية، وربما ثالثة بات قريبا جدا، بحصد عشرات الاف الأصوات تتجاوز العتبة الانتخابية، لاعتقادهم بان قانون التقاعد فتح لهم "أبواب الجنة" والمكوث فيها اربع سنوات اخرى، نتيجة اتساع قواعدهم الشعبية.
دعوة المرجعية ركزت عليها احدى الفضائيات وعدتها موقفا جريئا يحتاج الى نشاط مدني للتعبير عن الإرادة الشعبية في رفض من اعتاد الضحك على الذقون طيلة السنوات الماضية، والدعوة تجاهلتها وسائل إعلام تابعة لأحزاب وقوى سياسية، وواصلت ذر الرماد في العيون بإعلان البراءة من التصويت لصالح قانون رتب بليل مظلم، فصلت فقراته على مقاسات من قدم مصالحه الشخصية ليرتدي بدلة دكم سراوين، ويركب السيارة المصفحة رباعية الدفع، ومن خلال زجاجها المظلل يدعو عباد الله الى التمسك بتوجيهات المرجعية الدينية الرشيدة لضمان استقرار العملية السياسية.
اللغط حول قانون التقاعد والحديث عن التصويت من عدمه وصل الى تبادل الاتهامات، طرف يريد ان يكون بطل صولة الدفاع عن المتقاعدين، وانه يستحق نوط الشجاعة ووسام الرافدين لمواقفه البطولي، وطرف اخر يدعي انه قتل" رستم" وتفرغ لإصدار البيانات واطلاق التصريحات بوصفه الأب الشرعي للنصر المظفر.
دعوة المرجعية الدينية لا تحتاج الى تفسير، ومما لاشك فيه فإنها ستخضع للتسويف من قبل بعض الجهات المتضررة من نتائج الدعوة وتأثيرها في مستقبل.
صولة الدفاع عن المتقاعدين
[post-views]
نشر في: 11 فبراير, 2014: 09:01 م