إياد الصالحي rnتتجه انظار العراقيين والكويتيين اليوم الى قلعة هولير وهي تطلق حمائم المحبة والسلام لإعتبارات عدة لعل ابرزها ان الرياضة رئة نقية لملتقى تنافسي يجمع شهيقها كل نسائم الوفاء والتسامح ، ويطرد زفيرها سموم الكراهية والحقد ، وتبقى الارقام والنتائج محصلة طبيعية لحسم المسابقات لاسيما ان كرة القدم لا تعترف الا بفائز واحد تكافئه على اجتهاده وحرصه واحترامه لقيمة الوقت في كيفية هز الشباك.
ان مرآة لقاء هولير تعكس حزماً ضوئية كثيرة فقدنا رؤيتها منذ سنين طوال بسبب الظروف القاسية التي مرت ببلادنا .. فمباراة اربيل والكويت وعلى الرغم من اهميتها لتحديد الفريق المتأهل الى دور نصف النهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي بنسختها السادسة الا انها اول مباراة رسمية تشهد طي صفحة الحصار الرياضي المفروض على ملاعبنا الى غير رجعة ان شاء الله ، كما انها تمثل تحدياً للعراقيين عموما وللإخوة المسؤولين في ادارة نادي اربيل خصوصا بان ملعب (فرانسوا حريري) قادر على استخراج شهادة السلامة الأمنية لمباريات كرة القدم تلك الشهادة التي ظل الاتحادان الدولي والآسيوي يماطلان كثيراً بحجة عدم توفرها في ملاعب العراق وسبق ان دحض الاربيليون جميع الشكوك والافتراءات بنجاحهم في إقامة اكبر عرس كروي اثناء اللقاء الودي الذي جمع منتخبنا الوطني بنظيره الفلسطيني في تموز الماضي .rnولا يمكن التغافل عن رمزية المناسبة اليوم وهي ترتقي بمخيلاتنا فوق بساط سندباد لنذهب في عمق التاريخ نشم عبق الاحتكاك المثير بين القمتين الكرويتين العراقية والكويتية منذ خليجي الدوحة عام 1976 حتى ودية بغداد عام 1988 حيث نزل ( الأزرق) آخر مرة في ملعب الشعب الدولي للاحتفاء معنا بقرار (فيفا) برفع الحظر عن ملاعبنا ، ويومها ترجل ( ابو الكرة الكويتية) الراحل فهد الاحمد من المقصورة لمعانقة لاعبي منتخبنا وقال بالحرف الواحد : ( جئنا لنكون اول من يقطع شريط الحصار) !لكن شاءت الظروف والاقدار ان تكون الكويت نفسها آخر محطة فراق الشقيقين عام 1990 في خليجي 10 حيث ذرف الاحمد الدموع على اكتاف مدرب المنتخب انور جسام وقال له بالحرف الواحد : انسحابكم يؤلمنا .. وامسحوها بلحيتي ، لكننا لن نحيد عن القوانين ) تعليقاً منه على شرط الوفد العراقي بالعدول عن الانسحاب من الدورة في حالة شطب اللجنة المنظمة الكارت الأحمر الذي تلقاه المدافع عدنان درجال !rnنتطلع ان تكون مباراة (فرانسوا حريري) ذكرى طيبة وفاتحة خير ليس على صعيد اللقاءات الثنائية بين العراق والكويت ، بل لمناسبات كثيرة لإحتضان بطولات عربية وآسيوية ودولية مثلما نطمح ان تسمو نفوس الجميع فوق الضغائن وعُقد الماضي نأمل ان نشاهد 90 دقيقة من الاثارة والاهداف والمنافسة من دون ان تعكرها هفوات اللاعبين وسوء تقدير الحكم ، فاللقاء اغلى من بطاقة آسيوية ربما تكون من نصيب اربيل اذا ما عرف كيف يوظف نتيجة لقاء الذهاب ويخرج متعادلا من دون اهداف او يحسم موقفه بالتسجيل وربما تكون من مصلحة الكويت لرد اعتباره بعد تعرضه الى انتقادات قاسية من الاعلام والجمهور في بلاده ، لكن تبقى التكهنات في كفة ودور جمهورنا في كفة اخرى ، فالتشجيع المثالي المتوقع ان نراه في ملعب يتسع لـ 30 الف مشجع سيكون داعماً لملف استضافة العراق للبطولات المقبلة ولنا وطيد الأمل بان جهود الهيئة الادارية لنادي اربيل في اتمام جهوزية الملعب لن تخيب بعد توارد الانباء عن انجاز متطلبات انجاح المباراة وفق الشروط المطلوبة من الاتحاد القاري .rnلم نخض في الامور الفنية ، لكننا نعرف ان مدرباً غيوراً على سمعة تاريخه وفريقه ووطنه مثل ثائر احمد لابد ان يغتنم الفرصة ليصطحب اربيل الى محطة ما قبل النهائي ، لتوفر الارض والجمهور واللاعبين المهرة وصولا الى ليلة القبض على الكأس ، لنؤكد ان الكرة العراقية لا تستحق الإقصاء من دوري الابطال لولا ظروفها القاهرة.rnEy_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: سندباد هولير ودموع الاحمد
نشر في: 29 سبتمبر, 2009: 11:34 م