اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > البيئة: حرق النفايات وسط المناطق السكنية مصدر لنشر الأمراض الخطرة

البيئة: حرق النفايات وسط المناطق السكنية مصدر لنشر الأمراض الخطرة

نشر في: 12 فبراير, 2014: 09:01 م

الواقع البيئي والخدمي في العاصمة بغداد والإهمال الذي أصاب الشوارع والأحياء السكنية جعل منها مدينة بلا ملامح، إضافة إلى توسع  وانتشار بحيرات الوحل في الأحياء والأزقة التي أصبحت تثير المواطن العراقي وتجعله متذمرا ،وربما تجعله قلقا وخائفا  من

الواقع البيئي والخدمي في العاصمة بغداد والإهمال الذي أصاب الشوارع والأحياء السكنية جعل منها مدينة بلا ملامح، إضافة إلى توسع  وانتشار بحيرات الوحل في الأحياء والأزقة التي أصبحت تثير المواطن العراقي وتجعله متذمرا ،وربما تجعله قلقا وخائفا  من انتشار الأمراض المعدية، خاصة والكلاب السائبة تصول وتجول في بعض الأحياء العشوائية، بينما نجد في الدول المتقدمة ان صناعة النفايات أصبحت إحدى وسائل الجذب الاقتصادي في دول العالم ،الأمر الذي يمكن ان  تتسبب هذه المشكلة في العراق بهدر للمال العام واستنزاف للموارد البشرية، فضلا عن ضررها البيئي والصحي على حياة المواطنين. انتشار النفايات بشكل عشوائي في مناطق كثيرة يؤكد  انه لامجال لعقد مقارنة بين بغداد الأمس وبغداد اليوم. ومع الأسف ان أغلب العوائل تعتمد مبدأ اللامبالاة في رمي النفايات بشكل عشوائي على الأرصفة وفي الساحات  من دون أوقات محددة ولا تستخدم الأكياس التي وزعتها المجالس البلدية في مناطق بغداد.
كميات كبيرة وحشرات
في أغلب أحياء ومناطق بغداد ساعدت الكميات الكبيرة للنفايات على انتشار أنواع مختلفة من القوارض والحشرات، فالطرق البدائية في معالجة النفايات كحرقها أو دفنها في مناطق غير مخصصة زاد من تلوث الأجواء المحيطة بالسكان ، كما ان هذا الانتشار  في مناطق عديدة أصبح يربك حركة المواطن بسبب تطاير النفايات من السيارات المخصصة لنقلها صباحا ومساء  ،والمنظر الذي جعلنا نكتب عن هذا الموضوع هو وجود مكب للنفايات يقع في منطقة حي الجهاد قرب السيطرة الأمنية ومقابل مجمع حي السلام الذي يضم مايقارب ألف وحدة سكنية يوميا ومنذ بزوغ الشمس تبدأ سيارات مكشوفة ،نعم مكشوفة بنقل النفايات إلى منطقة البياع قرب المرآب  لتتم معالجتها لوجود نقطة معالجة هناك تابعة إلى أمانة بغداد ومع مغادرة هذه العجلات المختلفة الحجم والشكل تتطاير من أحواضها المكشوفة  النفايات في الشوارع وعلى السيارات التي تسير خلفها من دون أي مبالاة من سائق العجلة أو محاسبة من المراقبين في نقطة تحميل النفايات التي تنشر الروائح الكريهة وأكياس بألوان مختلفة لا توجد بينها أكياس النفايات التي وزعتها أمانة العاصمة.
لامعالجة وروائح كريهة
 تقول سارة إياد وهي من  سكنة حي السلام المقابل لنقطة تجميع النفايات التابعة إلى المجلس البلدي/ قاطع الرشيد ، عندما رأينا مجموعة من الشباب يقومون بنشر فكسات ملونة وتعليقها على الأسلاك الشائكة لقطعة ارض متروكة منذ سنوات وهي تابعة لأمانه بغداد ،توقعنا ان  يتم فيها بناء  مجمع سكني ،أو مدرسة أو متنزه للأطفال لكن اكتشفنا بعد مرور عدة أيام ان الأرض الخاوية أصبحت مكبا للنفايات ،مما جعلنا -والكلام للمواطنة- لانستطيع الجلوس في حديقة المنزل،وساعد هذا الأمر على انتشار النمل وحشرات قارصة أخرى بكثافة مع حلول المساء ،ويشارك إياد الرأي المواطن يوسف علي وهو من سكنة منطقة حي الجهاد قائلاُ: يضطر الأطفال في أيام الدوام إلى السير وسط تلك (المزبلة) بالوصول إلى مدرستهم حيث هذا المكب يتوسط الشارع الرئيسي لعدة أحياء وهو شارع عام يقود إلى الدخول والخروج من منطقة حي الجهاد التي يسكنها مايقارب 170 ألف نسمة ،لكن الأمر يثير الاشمئزاز ،وفي كل يوم الروائح تزكم أنوف أهالي تلك المناطق ،وكذلك من الشاحنات والعربات التي تنقل النفايات من المكب وسقوط الكثير منها وسط الشوارع بحسب قول علي.

المجلس البلدي :  السيارات المخصصة لنقل النفايات قليلة
وعلى الرغم من وجود عدد من مناطق تجميع النفايات إلا ان جمعها من المنازل يتم بصعوبة ، وهذا ما أوضحه رئيس المجلس البلدي لحي الجهاد أبو شهد الذي قال في تصريح لـ(المدى) : قلة السيارات المخصصة  لنقل النفايات (الكابسات ) التي تتجول في المناطق السكنية  تؤدي إلى الاستعانة بأصحاب السيارات الحمل ذي الأحجام المختلفة لنقل النفايات من  الأزقة، وعندما تنقل إلى المكب المخصص لتجميعها تكون خارج مراقبة  العاملين ،لكن عندما تخرج من المكب المخصص  لجمعها  يجب على سائقها المتعهد بالنقل  وضع غطاء فوقها وإذا حدثت حالة واحدة أو اثنتان فلا يمكن تعميم الأمر أما في ما يخص اختيار هذه العرصة لتجميع النفايات أشار أبو شهد في حديثه قائلا:  الأزقة السكنية في حي الجهاد كثيرة وكبيرة إضافة إلى عدم وصول سيارات رفع النفايات إلى داخل الأزقة بسبب غلق الشوارع المؤدية إليها بالحواجز الكونكريتية،ولا يوجد حي أو زقاق لا توجد فيه حاويات للنفايات ،إلا ان اغلب العوائل لا تضع النفايات بداخلها ،وهناك عوائل   تقوم  بحرق النفايات بين الحين والآخر ،وهذا يسبب انتشار الروائح وتلوث البيئة
وما أن يبدأ عمال النظافة مع ساعات الصباح أو المساء  برفع النفايات حتى تمتلئ (النقطة) من جديد بحسب قول رئيس المجلس البلدي، حيث يتجمع  رعاة الأغنام و(النباشة)  من خلال البحث وتمزيق ما وضع داخل الأكياس ،كما أننا نحاول ان تكون  البلدية  والعاملون التابعون إليها باتباع إجراءات حازمة في هذا الأمر، وأن تفرض غرامات على المخالفين ممن يقومون برمي النفايات بشكل عشوائي والسماح بدخول هؤلاء إلى نقاط تجميع النفايات .

وزارة البيئة :مواقع الطمر الصحي  مصدر للأمراض الخطرة
وقال مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي أمير علي الحسون في تصريح لـ(المدى): أغلب مناطق الطمر الصحي هي في الحقيقة تراكم تجميعي لرمي النفايات أو ما يسمى خطأ بالطمر الصحي وأسلوب التجميع الذي يحدث الآن يؤدي إلى تقليص تحلل النفايات والعمل على صناعة تلوث البيئة المحيطة ، فحرق النفايات من قبل السكان يؤدي إلى تلوث البيئة والدخان المتصاعد الذي ينتج عن الحرق يكون مليئا بالغازات الضارة على الهواء الذي يتنفسه الإنسان ، مسببة ظهور مواد سوداء ضارة ناتجة عن حرق مواد مصنعة من المشتقات البترولية ،مثل إطارات السيارات والمنتجات الاستهلاكية التي تحتوي على أكاسيد كاربونية، حيث تتصاعد أبخرة سوداء كثيفة، مما يؤدي إلى موت الأشجار القريبة من مكان الحرق. وأصبح مصدرا من مصادر الأمراض الخطيرة وعلى رأسها السرطان وأمراض الجهاز التنفسي ،وأشار الحسون في حديثه  إلى ان هناك تعليمات نشرتها وزارة البيئة  تؤكد ان تكون مواقع الطمر الصحي خارج التصاميم الأساسية للمدن وفي المناطق الصحراوية البعيدة عن المصادر المائية بمسافة كم إضافة إلى الحد من ظاهرة انتشار الأزبال وعدم حرقها على الأرصفة وبين الأزقة ومداخل المدن ومحاسبة المخالفين.

أمانة بغداد :إنشاء خمس محطات لمعالجة النفايات
وأشار المتحدث الرسمي لأمانه بغداد حكيم عبد الزهرة في تصريح لـ (المدى) قائلا: الأمانة دائما تؤكد على المجالس البلدية ضرورة توعية المواطن بالحفاظ على النظافة والبيئة من التلوث ،والأمانة بصدد إنشاء خمس محطات لمعالجة وتدوير النفايات ،وأكد حكيم في حديثه قائلاُ: ان المواطن بحاجة إلى توعية أيضا من اجل عدم حرق النفايات وسط المناطق السكنية ،لأن هذا  يسبب   انتشار الأمراض وتلوث البيئة .
 
 مجلس محافظة بغداد :تقادم خطوط شبكات المياه والصرف الصحي
عضو مجلس محافظة بغداد علي الهيجل قال في تصريح إلى المدى برس ان موازنة محافظة بغداد للعام 2014 تبلغ 1.64 تريليون دينار والحاجة ملحة إلى تكاتف الجهود لإعادة العاصمة إلى ألقها التاريخي وسابق ألقها،مضيفا  أن هناك مشروعا كبيرا جدا هو مشروع "حزام بغداد الأخضر" وقيمته 65 مليار دينار، وسيتم تنفيذه على ثلاث مراحل، لافتا إلى تقادم خطوط المياه والصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب الموجودة منذ ستينات القرن الفائت  ،إذ لا يخلو أي زقاق أو شارع من كدس لتجميع النفايات أو ما يسمى بـ(النقاط) حسب مصطلحات البلدية، ساحات وأرصفة وبعض المساحات الصغيرة تحولت إلى مناطق موبوءة ترتع فيها القوارض والحيوانات السائبة وتكثر فيها مستوطنات الحشرات الضارة ،فهناك يوميا ثمانية آلاف طن من النفايات تلقى في بغداد، يذكر أن أمانة بغداد أعلنت في شهر كانون الأول من عام 3013  على لسان  أمين بغداد نعيم عبعوب الكعبي، ، عن إحالة مشروع تأهيل موقع الطمر الصحي في منطقة البوعيثة إلى إحدى شركات وزارة الصناعة بكلفة بلغت  أكثر من سبعة مليارات دينار وتحويله إلى موقع نموذجي حاوٍ على جميع الشروط والمتطلبات البيئية والصحية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram