تستوقف قراء معظم الصحف العراقية ، كلمات معدودات في ركن منزو على هيئة سؤال استطلاعي: من سيكون رئيس الحكومة القادم؟: فلان أو فلان أم فلان؟.
هذا الاستطلاع مشوب ومبتور . لأنه يختصر الجواب بنفر ، أحلاهم شديد المرارة!
بعد سنوات الخيبة ، تخلى العراقي عن شروطه التعجيزية في الحاكم ٫ وغدا لا يشترط فيمن سيحكم العراق إلا (إنسانيته) و صلاحيته للحكم ! وما ذاك بشرط يسير .
الشعب في حومة الوطن ليس جرادا يجرب عليهم –الحاكم- المبيدات، ولا نعاجا يسوقهم للذبح في الاضاحي ، ليقدمهم قرابين كلما شحت موائده باللحم الحلال.
المواطن -في قناعة المرشح الجديد-، قيمة عليا ، سيد بذاته ، لا بحسبه او نسبه ، لا بجبته ولا بعمامته ولا بكشيدته، ولا بوشاحها الحريري او عباءتها المقصبة بالذهب.
المرشح المرتقب: صغير أمام الحق، كبير بمعية القانون ، امين ، مؤتمن ، حريص على ثروات البلد كحرصه على حر ماله، العراقيون سواسية أمامه، يتوازون عند تكافؤ الفرص٫ لا فرق بين عرق وعرق ، وطائفة وطائفة ، ودين ودين ، أبواب المرشح المرتقب ٫ موصدة دون الأدعياء ٫ وتجار المال والدم ٬ وبقايا المصفقين، وأرباع المثقفين ٫ وآهل التقية ، اولئك : يجارونه ليجوروا بإسمه ٬ ويضحكوه ليضحكوا —في سرهم —عليه ! ويمتدحونه ليستدروا لبن رضاه وعطاياه .
ليس في سجون -المرشح الجديد - أبرياء، ولا محكومين بالظن ولا مدانين بالشبهة . وما في شعاب دولته مريضا دون رعاية او دواء ، ولا طفلا دون غذاء ولعب ، ولا صبيا دون مدرسة ٬ ولا يافعا دون مستقبل ٫ ولا قادرا دون عمل، حاشيته : العقلاء ، الموشومون بالنزاهة ، اهل الحكمة والبصيرة . وثاقبوا النظر ، و….و…و .
التطلب عسير حقا . لكنه ليس بمستحيل ٫ فليتقدم من يجرؤ على حكم بلد . تنازعته الأحقاد والضغائن . ونهشته أطماع الجيران واولاد العم ٫ وتقاذفته الأهواء والخيبات .
ليتقدم : ولا يهم من يكون : سني المذب آم شيعي ، عربي ام كردي ، مسلم ام غير مسلم ،حيثما كان : على ضفاف هور او عند سفح جبل .
نادوا عليه ، وقارعوا به غيره …. ممن ذاقوا عسل السلطة واستمرأوا طعمها او أولئك الذين يتلمظون لمرأى الكيكة الشهية المحشوة بالمغانم والمكتسبات.
استطلاع جس النبض
[post-views]
نشر في: 12 فبراير, 2014: 09:01 م