كمنجة الغرام، أو باسمها الأوروبي المعروف عالمياً، فيولا داموره، هي أداة وترية يعزف عليها باستعمال القوس، ويمكن تصنيفها كأحد أعضاء عائلة الفيول، وهي العائلة الوترية التي سبقت عائلة الكمان. استعملت منذ بداية القرن السابع عشر، مع بداية عصر الباروك، واخت
كمنجة الغرام، أو باسمها الأوروبي المعروف عالمياً، فيولا داموره، هي أداة وترية يعزف عليها باستعمال القوس، ويمكن تصنيفها كأحد أعضاء عائلة الفيول، وهي العائلة الوترية التي سبقت عائلة الكمان. استعملت منذ بداية القرن السابع عشر، مع بداية عصر الباروك، واختفت عملياً بانتهائه في مطلع الفترة الكلاسيكية بعد منتصف القرن الثامن عشر. لكنها لم تختف تماماً، بل بقيت تستعمل بشكل ضيق ومحدود، إذ ظهرت في مؤلفات الموسيقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين، غالباً ضمن الأوركسترا، مع استثناء أعمال الحجرة التي كتبها بول هندميت (1895-1963) مثل سوناتا فيولا داموره مع البيانو.
ميزة هذه الأداة الموسيقية ذات الاسم الجذاب هي احتواؤها على عدد من الأوتار الطليقة التي تسمى بالأوتار التعاطفية، التي تهتز وترن أثناء العزف بشكل حر، مما يزيد صوت الأداة جمالاً وغنى.
تحوي هذه الأداة ستة أو سبعة أوتار يعزف عليها، وعدد مشابه من الأوتار التعاطفية التي تمتد تحت الرقبة (الزند) وتمرر داخل الفرس (الجسر حسب المفاهيم الأوروبية) وتشد مع باقي الأوتار. والميزة الثانية، هي استعمال أوتار معدنية منذ البداية تقريباً، بينما لم ينتشر استعمال الأوتار المعدنية في الكمان إلا متأخراً، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهاتان الميزتان أعطيتا الفيولا داموره صوتها الخاص. وغالباً ما تكون متقنة الصنع ومنحوتة ومزينة، ومفاتيحها (الملاوي) مزينة ومنقوشة كذلك.
من أجمل الأمثلة على استعمال هذه الأداة بعض أعمال هاينريش بيبر (1644-1704)، ومجموعة كونشرتات كتبها أنتونيو فيفالدي (1678-1741)، وكونشرتات وافتتاحيات كريستوف غراوبنر (1683-1760)، كما استعملها باخ في مؤلفاته الدينية، ولاحقاً برز كارل فريدريش آبل (1723-1787) فقد استعملها في نحو 60 عملا له، وكتب لها هايدن ديفرتمنتو (موسيقى ترفيهية) لرباعي وتري استبدل فيه الكمان بفيولا داموره.