TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اليابان تترحّم لعمران!

اليابان تترحّم لعمران!

نشر في: 15 فبراير, 2014: 09:01 م

التخلف وريث شرعي للكسل ، أمر لابد ان يعيه جميع العاملين في رياضة الانجاز إذا ما ارادوا ان يفكروا في كيفية تطوير الالعاب وصناعة النجوم وكتابة تاريخ مجيد للرياضة العراقية التي لم تستفق حتى الآن من رقادها بين ملفات الفساد وصراع الانتخابات وحرب التشكيك وطعن الوطنية بشتى أنواع الأسلحة من اجل إبقاء الصيد الثمين آمناً في سلال الجشعين !
يكفي أن نستلّ ورقة من درس الأمس لفضح حاضرنا .. فاليابان خرجت مطأطئة الرأس وهي تغطي وجهها المضرّج بدموع القهر عقب اهتزاز شباكها بكرة رأسية في الدقيقة 90 من الصقر جعفر عمران ضمن التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم في 28 تشرين الأول 1993 محققاً هدف التعادل الثاني، ليشرع بعدها الاتحاد الياباني بدعوة عمران نفسه الذي تسبب هدفه بإقصائهم من الوصول الى نهائيات المونديال لمحاورته امام مجلس خبراء الكرة والإعلام ودراسة كيفية تسجيله الهدف القاتل وطبيعة الدور المسند اليه بالرغم من وجود ثلاثة من ابرز اللاعبين أحمد راضي وعلاء كاظم ونعيم صدام في المقدمة ، وفي اختتام زيارته لطوكيو مسك بيده أحد رجالات الاتحاد هناك قائلاً له " هدفك أشعل فينا ثورة كروية آن أوان انطلاقها بدءاً من الاندية وصولاً الى المنتخبات"!
ومنذ صدمة تشرين الأول 1993 لأبناء الساموراي حتى الآن 20 عاماً ونيف من العمل الدؤوب والنظام العالمي في شؤون التدريب والإعداد والمشاركات التاريخية اللافتة في كؤوس العالم والقارات وأمم آسيا ثأراً لانتكاسة ربما تعدها الاتحادات الأخرى ومنها اتحادنا عادية أو كما يصف ناجح حمود الإقصاء من أية مناسبة كروية لا يعني نهاية العالم إلا في اليابان فإنه يأذن لبداية جديدة من التصحيح وترويض النفوس لتقبّل النقد بهدف التقويم، وفي المقابل مضى 20 عاماً عراقياً تعاملت خلالها إدارات اتحاد الكرة السابقة والحالية مع المنتخبات (فرض واجب) وكأن لاعبيها عابروا سبيل لا علاقة لهم بتطويرها وتجديد حيويتها، ولهذا لم تحصد كرتنا طوال السنين تلك في فئة الكبار غير لقب واحد (كأس أمم آسيا - جاكرتا 2007 )!
وفي وقت انشغل الاتحاد (الهيصة) بالتطبيل والتزمير لمنتخبي 2004 و 2013 بالحصول على المركز الرابع أولمبياً ومونديال الشباب على التوالي ، راح يكرر ذات التجربة بتحميل عناصر المنتخبين أعباء المشاركات ضمن الروزنامة الخليجية والقارية والدولية ولا نفكر بغيرهم حتى ينهكوا ويلفظوا انفاس وداع الكرة في ظروف غريبة لا تستقيم مع سن الاعتزال الواقعي 30-34 اذا كان اللاعب قد ولج الملاعب وفق لائحة قانونية ، بينما لم يأبه الاتحاد الياباني لإقصاء منتخبه الأولمبي تحت 22 عاماً الذي اختار المنضوين اليه في مسقط بأعمار صغيرة وقرر بعد العودة الى بلاده الاعلان عن انطلاق الموسم الأول من دوري المحترفين للدرجة الثالثة من 9 آذار ويُختتم في 23 تشرين الثاني المقبل ، ويكون من بين الفرق المشاركة فريق يجمع أفضل اللاعبين تحت 22 عاماً ممن لم يجدوا فرصة اللعب مع أنديتهم بالدرجتين الأولى والثانية من أجل إعدادهم لدورة أولمبياد (ريو دي جانيرو 2016 ) وهو ما دفع رئيس رابطة الدوري الياباني اوهيجاشي لمصارحة الإعلام "مازلنا مستمرين في التحدي لنشر الاحتراف في جميع الأندية اليابانية.. هذا التحدي يساعدنا في صناعة كرة قدم ممتعة للجماهير وانعاش الاقتصاد بالبلاد ".
من يريد ان يخدم كرة بلاده فالباب مشرعة من دون قيود شريطة أن يتخلى عن مصالحه واطماعه ونزواته قبل أن تطأ قدماه أرض المهمة الموكلة اليه ، ولا يُشغلنا باستقوائه على الحكومة والبرلمان بشرعية (فيفا) في معاركه الطاحنة داخلياً ويشعرنا بالخجل من كونه مواطناً مثلنا لا يقوى على الدفاع عن ملفات سيادية خارجياً.
نريد رئيساً لكرة العراق حريص على مال الشعب (دينار.. دينار) ويعلم في كل حين ان اخلاقية الانسان تسمو في نكرانه لنفسه عندما تحضر قامة الوطن في محن البطولات وينتفض دمه ولا يغمض له جفن إذا ما سقطت دموع العراقيين حزناً على ضياع أملٍ لم يكن مستحيلاً ..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram