اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تجار وأصحاب بسطيات الشورجة: النيران التهمت مليارات الدنانير

تجار وأصحاب بسطيات الشورجة: النيران التهمت مليارات الدنانير

نشر في: 16 فبراير, 2014: 09:01 م

* الفوضى وجشع التجار سبب في عدم  وجود سوق نموذجي   على صوت انفجار قوي قطع حركة الشارع المكتظ  بصيحات الباعة والمشترين الباحثين عن  سلع رخيصة  في منطقة الشورجة التي تعد أشهر وأقدم أسواق بغداد.. ركض قاسم علوان  سريعا، شق

* الفوضى وجشع التجار سبب في عدم  وجود سوق نموذجي

 

على صوت انفجار قوي قطع حركة الشارع المكتظ  بصيحات الباعة والمشترين الباحثين عن  سلع رخيصة  في منطقة الشورجة التي تعد أشهر وأقدم أسواق بغداد.. ركض قاسم علوان  سريعا، شق طريقه  باتجاه صوت الانفجار،  وهناك كان المشهد المؤلم كما يصفه"وجدت  حريقاً هائلاً في  المحال الكبيرة , والبسطيات المنتشرة في السوق،حاولنا إطفاء الحريق مع  عدد من العاملين في السوق  إلا ان النار كانت قد اشتعلت في كل  المحال، و كالعادة وصلت سيارات الإطفاء متأخرة ولم تكن أعدادها كافية،وعندما وصل لها الإمداد كانت النيران قد أتت على الكثير من المحال التجارية  التي ظلت النار مشتعلة فيها لساعات طويلة ، يشير قاسم  بيده إلى كومة كبيرة من الرماد يتصاعد منها الدخان قائلا"في هذا المكان كان هناك اكثـر من بسطية  والآن تحولت إلى رماد".

أصبح حدوث حريق في بغداد خبرا عاديا لا يقف عنده الناس كثيرا، لأن أخبار الحرائق الكبيرة أصبحت تحتل عناوين الصحف في العراق كل يوم، إلى جانب أخبار السرقات والفساد المستشري في معظم مؤسسات الدولة، والقتل على الهوية، وبعد ان كانت الحرائق لها أسباب معينة مثل التماس الكهربائي أو الإهمال ، الآن أصبحت الحرائق بسبب التفجيرات اليومية تتصدر أخبار معظم المحافظات منذ حريق وزارة الصحة ثم النفط وبعدها سوق الشورجة لأكثر من مرة وأسواق في الحلة والبصرة وجميعها تسجل ضد مجهول أو بسبب أعمال العنف.
وعن الخسائر الكبيرة التي يتكبدها أصحاب المحال التجارية وأيضا الحكومة بسبب هذه الحرائق أشارت دراسة صدرت عن احد مراكز البحوث إلى أن الحرائق في العراق تتجاوز خسائرها ملايين الدولارات كل عام،وأضافت الدراسة"أن بغداد وحدها اشتعلت فيها عشرات الحرائق ، وتشكل النسبة الأكبر في إجمالي الحرائق في العراق.
حريق الشورجة الأخير يضاف إلى سلسلة الحرائق المتعددة التي التهمت وزارات ومؤسسات حكومية كثيرة من دون الإعلان عن من يقف وراء تلك الحرائق. وكانت هذه الحرائق السابقة تلتهم عادة الطوابق التي تحتوي ملفات لها علاقة بالمال والمشتريات وعقود الاستيراد، التي أصبحت علامة بارزة على الفساد الإداري، 
أبو زينب أحد أصحاب المحال التي احترقت حدثنا بألم كيف انه سدد قبل أيام مبلغا كبيرا حسب تعبيره إلى أحد التجار كدين سابق عن البضاعة التي التهمتها النيران في الحريق الذي حدث العام الماضي . اليوم يشاهد الحريق نفسة، أكوام من النفايات وهي بضاعة تمثل أقمشة وصناديق أخرى لم يميز بينهما نتيجة تحولها من مواد تجميل وملابس إلى قطع سوداء مفحمة.
المدى التي رافقت أبو زينب إلى مكان عملة همس لي،أني تعبت من هذا الحال ولا أعرف الصحيح من الخطأ،وهذه المرة الثانية التي تحترق بضاعتي فيها ومعها أيضاً دين ثقيل. أبو زينب بدا عليه التعب وضيق التنفس بسبب حالته الصحية، وحين ظهر بالقرب من مخزنه بدأ العديد من العاملين في السوق بتقبيله والقول له : الحمد لله بالمال ولا بالبنين. أبو زينب قال لي:تعبت من هذه الدنيا. 
هذا هو الحريق الخامس بعد عام 2003 الذي تشهده منطقة الشورجة التي تعد من المناطق التجارية والتاريخية الهامة في وسط العاصمة بغداد. المدى سلطت الضوء على هذه الحادثة لما فيها من أهمية اقتصادية واجتماعية.
الحريق يوم 13من الشهر الحالي
حمودي 24 عاماً حمال يشير لـ- المدى – انه في صباح يوم الخميس الماضي وأثناء عمله سمع صوت انفجار شديد،ثم تسارعت النيران في عمارة القادسية وركضنا لغرض إنقاض الجرحى لكن النيران والدخان كان كثيرا،وسمعنا انفجارا ثانيا وعمت الفوضى في السوق وبدأت القوات الأمنية تطلق النار لغرض حماية أملاك التجار والمخازن وتم أيضا قطع الطرق،واستمرت النيران مشتعلة حتى الساعة الرابعة عصرا مما جعل الكثير من أصحاب المحال والبسطيات في الشورجة إلى الإسراع في إقفال محالهم ومحاولة حماية مخازنهم من السراق. وكانت الحرائق- حسب وصف حمودي- سريعة بحيث وصلت إلى سوق الكهربائيات.
 
التجار والجميع يتحمل المسؤولية 
الحاج عباس الكربلائي وهو تاجر ووكيل العديد من الشركات العالمية خصوصاً العدد اليدوية أوضح للمدى بأن الحرائق التي تعاني منها الشورجة هي بسبب وجود إهمال من كل الأطراف:التجار، وأصحاب البسطيات، والمسؤولين عن شارع الشورجة، فالبسطيات تنتشر من ساحة حافظ القاضي إلى الرصافي مع تراكم النفايات. عباس أشار إلى أن هذا الحريق هو الثالث خلال العام الحالي. وهذه الفوضى يجب ان يكون لها حل بسبب هدر مليارات الدنانير من أموال التجار إلى أصغر بسطية موجودة. مضيفا: المفروض أن يكون هذا السوق نموذجا رائعا يعرض التجار بضاعتهم عبر محال تجارية واضحة المعالم، وفيها منظومة أمنية، لكن الفوضى منتشرة . يشاطره جعفر الرأي حول هذه الفوضى،مبيناً انه قبل أسبوع كان شاهدا على مشكلة تدخلت فيها عشائر بسبب خمسة أمتار لبسطية دفع صاحبها مبلغ عشرة ملايين سر قفلية لتكون الأرض ملكة!
 
الأكثـر أضراراً 
بعد حريق عام 2003
سمير أبو فرح تاجر لم يتعرض مكتبه أو بضاعته إلى أي ضرر بسبب وجود المخازن التابعة له في منطقة تبعد مسافة كبيرة عن الشورجة وتحديداً في منطقة الوزيرية الصناعية صرح للمدى قائلا: الحريق إنه الحريق الأكثر ضررا بعد حريق عام 2003.سمير طالب بضرورة وجود جهة مسؤولة عن أسواق الشورجة تضم جميع المعنيين، للحفاظ على أموال الناس داعياً أمانة بغداد ودائرة عقارات الدولة لجرد الأبنية كون الكثير منها آيلة للسقوط وعبارة عن أماكن للنفايات، سمير بيّن أن منطقة الشورجة تشهد -للأسف الشديد- تدميرا كاملا من الناحية الاقتصادية والتجارية والتاريخية، والدليل هو وجود الفوضى في كل شيء ،إذ أن هناك عددا من البنايات لا يُعرف أصحابها الشرعيون،حيث تباع وتشترى سر قفلية بعشرات الألوف من الدولارات، مطالباً الجهات الأمنية المختصة بالحد من هذه الفوضى.
رفع سبعة أطنان 
من النفايات يومياً
مدير الإعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة أشارلـ المدى أن التجار يحمّلون الأمانة مسؤولية ماجرى وما يجري، ومنها تراكم النفايات التي يعتقدون أنها السبب الرئيس لاندلاع الحرائق. عبد الزهرة أكد أن كوادر الأمانة تقوم يوميا برفع النفايات.والمعروف أن سوق الشورجة يغلق مساء، والأمانة تقوم في هذا الوقت برفع النفايات،إذ يتم رفع 7 أطنان من النفايات يوميا في بغداد،وهذا الكم دليل على الجهد الكبير الذي تقوم به دوائر الأمانة.
حملة لرفع التجاوزات 
من المخالفين 
أثناء متابعة المدى لهذا الموضوع قامت كوادر الأمانة برفقة القوات الأمنية برفع التجاوزات ،إضافة إلى رفع أطنان من المخلفات التي لاتزال موجودة في المخازن التي تعرضت للحريق والأكوام الكبيرة من النفايات في الأزقة والشوارع العامة حيث تقوم الأمانة بإطلاق حملة كبرى لإزالة التجاوزات عن سوقي العربي والشورجة بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد، عبد الزهرة أوضح أن عبئاً ثقيلاً يقع على أمانة بغداد من خلال عرقلة عملية تقديم الخدمات ورفع النفايات والمخلفات وتنفيذ مشاريع تطوير الشوارع والأزقة مما تطلب اتخاذ إجراء عاجل وفوري بإعادة النظر بملف هذين السوقين وإعادة تنظيمهما واتخاذ أشد الإجراءات بحق المخالفين والمتجاوزين وفق القوانين والأنظمة البلدية.
مئات العمال تركوا أعمالهم 
المواطن مشتاق من سكنه منطقة الحسينية 28 عاماً متزوج ويعمل عامل تفريغ وتحميل في مكتب للنقليات يوضح لـ المدى أنه يعمل هنا منذ أكثر من خمس سنوات ومقدار ما يتقاضاه هو ليسد حاجة البيت وليس له طموح أو أحلام لكنه يتساءل:أين نذهب ونعمل وليس لنا مورد والدولة عاجزة عن تشغيلنا والحكومة تكذب علينا دائما -حسب قول مشتاق- واليوم تشاهدون منطقة الشورجة ومعها قوات عسكرية مختلفة لرفع التجاوزات وكأننا في حرب. مشتاق يتساءل عن أسباب عدم وضع ضوابط مسبقاً بحق المتجاوزين وغيرهم . 
 
الحريق الخامس
في الشورجة منذ2003 
العميد كاظم بشير من مديرية الدفاع المدني يبين لـ المدى أن هذا الحريق هو الخامس الذى تتعرض له منطقة الشورجة منذ عام 2003،بينما تعرضت المنطقة إلى ثلاث حرائق في العام الحالي تمكنت كوادر الدفاع المدني من إخماد جميع الحرائق بمساندة المراكز العاملة فى المديرية بإشراف مباشر من قبل المعنيين والمختصين في وزارة الداخلية. كاظم عزا أسباب هذه الحوادث هو عدم وجود مخازن نموذجية وتفتقر إلى أبسط مقومات الأمان. مبينا ان جميع التجار والعاملين في الشورجة يعلمون جيداً أنهم معرضون في الأوقات إلى حادث، لكن من المؤسف لا يأخذون بنظر الاعتبار أي جهد أو مشورة من أجهزة الدفاع المدني.
جعفر: لا أستبعد وجود مافيا للهروب من التزام دفع المستحقات
المواطن جعفر الدهلكي ذكر لـ المدى أن أصغر محل فى منطقة الشورجة تقدر سر قفليته بملغ 30 ألف دولار،وأن المحال التى تعرضت للأضرار تقدر بمئات الملايين من الدنانير العراقية ،إضافة إلى البضاعة المستوردة التي تقدر بالعملة الصعبة. مشيراً إلى أن الجميع يتحمل المسؤولية: الحكومة،التاجر – صاحب البسطية – فالجميع يرمي بالمسؤولية على غيره.
وأضاف أن هناك معلومة تؤكد أن الحرائق المتكررة أصبحت ملاذاً آمناً للمستوردين وغيرهم في حال رغبتهم في عدم الوفاء بالتزاماتهم المالية للآخرين ،ولانستبعد وجود مافيا بهذا الخصوص بغض النظر عن أن الحريق الأخير كان بسبب العبوات الناسفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. alialsaffar

    الواقع والمؤشرات يؤكدان الادارة الفاشلة , سوء التنظيم والنوايا السيئة المبيته من قبل الانتهازيين واعداء الصالح العام يتامى الزمرة الساقطة ومن يساعدهم من الاداريين غير الكفوئين بالعملية السياسية وضعف الشعب وجهله وعدم مقدرته بالتالي على حسن الاختيار .هذه ا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram