لم أتحول من السرد إلى الشعر بل إني أحمل 28 حرفا في داخلي تكون في لحظة ما طريقا للكتابة أشكل فيهما ما أراه مناسبا وفي الوقت الذي أصدرت فيه المجموعة الشعرية أكملت رواية وبدأت بالأخرى وبصدد إنجاز كتاب نقدي لي.هذه الكلمات قالها الأديب علي لفته سعيد في ال
لم أتحول من السرد إلى الشعر بل إني أحمل 28 حرفا في داخلي تكون في لحظة ما طريقا للكتابة أشكل فيهما ما أراه مناسبا وفي الوقت الذي أصدرت فيه المجموعة الشعرية أكملت رواية وبدأت بالأخرى وبصدد إنجاز كتاب نقدي لي.هذه الكلمات قالها الأديب علي لفته سعيد في الأمسية الاحتفائية التي أقامها له نادي الكتاب في كربلاء بمناسبة صدور مجموعته الشعرية ( أثر كفي ) التي قدمها الأديب علاء مشذوب بقوله:إن علي لفته سعيد واحد من مبدعي العراق الذين سيتركون بصمة كبيرة في عالم الأدب ،فقد اصدر تسعة كتب أدبية تنقلت بين القصة والرواية والمسرحية والشعر، وهو بهذا يريد ان يقول ان الإبداع لا تقف عنده حدود..ويضيف ان سعيد له القدرة على ان يطوع الحرف.
وبدأ المحتفى به بقراءات شعرية مختلفة من مجموعته الشعرية أو النصوص الجديدة التي تقرأ في الأمسية قبل نشرها في الصحف..وقال إانه بدأ شاعرا حاله حال أي أديب عراقي لأن البداية الأولى لمعظم الأدباء العراقيين هي الشعر، لأن البيئة العراقية بيئة شعرية..وأضاف انه لا يرى ضيرا ان يكون الأديب كاتبا للقصة أو الرواية أو الشعر ،لأن الحرف هو المصدر الأساس الذي يحرك كل هذه النتاجات إذا ما كانت المخيلة صادحة وقابلة للإنتاج المتميز..ويضيف ان في رأسه مخزوناً من الحروف يستخرج منه اللحظة التي تأتي للكتابة ويتمنى ان تكون هذه اللحظة قابلة للتأشير الإبداعي..وشكر سعيد جميع الذين حضروا رغم برودة الجو التي هبطت فيه درجة الحرارة إلى أدنى مستوى لها وهو يؤشر أيضا حب الحاضرين لإنتاج مشهد ثقافي كبير في المحافظة.
وقرأ الناقد جاسم عاصي ورقة نقدية اختتمها بقوله:لقد كانت قصائد ديوان ( علي لفتة سعيد ) مكللة بماء وهواء الأسطورة ، مستلهمة من السرد والروي نمطاً من الحكاية ، مستشرفة أصول الأساطير من باب التأثير البيئي المباشر ، متخذة من الرموز المفردة مرجعية لها ، فاتحة أفقا شعريا أكثر بهاء بالرغم من مسحة الحزن التي تشوب أجواء القصائد . لكنه حزن مبرر ، لأنه يرتبط مباشرة بالحزن العراقي عبر التاريخ ، لاسيّما تلك التراتيل والطقوس التي كانت تُقام على موت الآلهة ونزولهم إلى العالم الأسفل كدموزي السومري وأنكيدو . فقد استل خيط الحزن هذا ليخيط بإبرته رداء قصائده . وأرى أنه أفلح في الصياغة وخلق النسق الخاص به.
وقرأالناقد علي حسين يوسف مقالا نقديا أيضا وقال :إن المرتكزات التي يقوم عليها كل من الشعر والنثر تتمثل في الموسيقى واللغة والرؤى فمن خلال الموسيقى يمكن ان نميز بين إيقاع الشعر الثابت وإيقاع النثر المتحرك ،أما اللغة فإنها في الشعر تكتسي الإيحاء وفي النثر تكتسي التقرير ،أما الرؤى فإنه يمكن القول إن هذا الركن لابد ان يكون مشتركا بين الشعر والنثر من خلال خدمة كل منهما لقضايا الإنسان ، وعلي لفته سعيد قد امتاز بوضوح الرؤى الشعرية في مجموعته هذه ،وهذا مؤشر على إحساسه بالآخر حتى وان كتب بطريقة ذاتية فهمه تجسيد هم جيل برمته قد أرهقته سنوات الحرب والحصار.وتداخل الشاعر نبيل الجابري بقوله :انه للوقوف عند كتابة النمط لدى علي لفتة سعيد شاعراً كان لا بد من استرجاع علي لفتة سعيد القاص/ الروائي، الانتقالة التي ختم بها المبدع العراقي علي لفتة سعيد نتاجه مؤخراً جاءت شعراً بطريقة سارد يُجيد مسك النصوص رؤية ودلالة، فهو واحد من الأسماء التي تعتد في الكتابة على نمط "الرؤية" الذي يتيح للمتلقي أن يلمَّ بموضوع واحد لا يخرج عن أجواء الكتاب، وهذه تقنية سارد. الجميلة الكبيرة التي تؤطر بها نمط الكتابة لدى علي لفتة سعيد في (أثر كفي) هي دلالة أخرى على أن ثمة مساحة تمطيط أغلب الأحيان يستعملها السارد للتوسع في الفكرة، الأفعال ومفاتيح النصوص جاءت كدليل على أسلوب سارد محكم، ما يميز عمل الشاعر في هذا الكتاب أمر في غاية الأهمية، يتمحور حول إعادة السرد لمنطقته الخصبة (الشعرية) .من يقرأ (أثر كفّي) سيتلمس أن ثمة شعرية عالية استطاع فيها الشاعر دخول منطقة الحرب والخروج منها كطفل بريء.