الفن الروائي العراقي ، اجتاز الأسماء الجامدة و اهتم مرغما" أو مستحبا" ، بالجودة و الإبداع والمضمون الحي و المعايش ، فهذا الفن ، كسر قوالب الاحتكار الأسمية و اجتاز حواجزها ، بانفتاحه و خلقه و مرونته ، بتعامله مع الواقع الموظف للمبتغى و المشهد السائد ،
الفن الروائي العراقي ، اجتاز الأسماء الجامدة و اهتم مرغما" أو مستحبا" ، بالجودة و الإبداع والمضمون الحي و المعايش ، فهذا الفن ، كسر قوالب الاحتكار الأسمية و اجتاز حواجزها ، بانفتاحه و خلقه و مرونته ، بتعامله مع الواقع الموظف للمبتغى و المشهد السائد ، حيث أنه لم يخضع لأرث المنجز المنصرم ، بل تفاعل حاضرا" ، مع السائد أو المتحقق في ظل هذه الظروف ، سلبا" أم إيجابا" ، بيد أن المهم أن هناك تيارا" روائيا" ناضجا" ، انطلق من منصة الإبداع الروائي ، إلى فضاء المنجز الأكثر إبداعا" و تواصلا" و اتساقا" مع الواقع .
و على طريق المنجز الذي نحن بصدده ، ترشح عملان روائيان عراقيان إلى اللائحة القصيرة لجائزة ( بوكر ) للرواية العربية في هذا العام ، التي تضم أساسا" ، ستة روايات على هذا النحو : رواية ( طشاري ) للكاتبة إنعام كجه جي ، و قد سبق لكاتب السطور أن قدم عرضا" لها في ملحق ( أوراق ) لصحيفة المدى .
و رواية ( فرانكشتاين في بغداد) للكاتب أحمد السعداوي ، الذي أكد على الهوية العراقية ، عندما يقول : هوية الأديب العراقي الأساسي هي أن يكون شاعرا" ، لدينا تقاليد شعرية عريقة تمتد إلى أيام الدولة العباسية ، و لم تنقطع في يوم ما .
و المزاج الثقافي العام مزاج شعري ، أما في مجال الفنون السردية فازدهرت لدينا القصة القصيرة ، و لدينا أسماء كبيرة فيها عربيا" و عالميا" ، مثل محمد خضير و محمود عبد الوهاب و محمود جنداري و مهدي عيسى الصقر و غيرهم .
و رواية ( طائر أزرق نادر يُحلق معي ) للمغربي يوسف فاضل ، و كذلك رواية ( تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية ) للمغربي أيضا" عبدالرحيم لحبيبي ، و رواية ( الفيل الأزرق ) للمصري أحمد مراد ، بالإضافة إلى رواية ( لا سكاكين في مطبخ هذه المدينة ) للسوري خالد خليفة.
و للتعريف بكتاب الروايات التي ضمتها اللائحة القصيرة ، من المفيد أن نبدأ بالعراقية إنعام كجه جي : ولدت في بغداد عام 1952 درست الصحافة و عملت في الصحافة و الراديو العراقية قبل انتقالها إلى باريس لتكمل أطروحة الدكتوراه في جامعة السوربون ، من أعمالها الروائية ( سواقي القلوب) (2005) و ( الحفيدة الأمريكية) (2008) التي وصلت إلى اللائحة القصيرة للبوكر عام 2009 .
و العراقي أحمد السعداوي : روائي و شاعر و كاتب سيناريو من مواليد بغداد 1973 ، يعمل في إعداد البرامج و الأفلام الوثائقية ، و قد صدر له ( عيد الأغنيات السيئة ) ( شعر ٬ 2000) و ثلاث روايات : ( البلد الجميل ) ( 2004 ) ٬ ( إنه يحلم أو يلعب أو يموت ) ( 2008 ) و( فرانكشتاين في بغداد ) ( 2013 ) ، كما حاز عدة جوائز و اختير ضمن أفضل 39 كاتبا" عربيا" تحت سن الأربعين في مشروع ( بيروت 39( في 2010 .
المغربي يوسف فاضل : روائي و مسرحي و سيناريست من مواليد الدار البيضاء ٬ المغرب ٬ 1949 ، قضى فترة في أحد معتقلات سنوات الرصاص - معتقل مولاي الشريف ( 1974 /1975 ) ، نشر العديد من المسرحيات و الروايات و ( طائر أزرق نادر يحلق معي ) ( 2013 ) هي روايته التاسعة .
المغربي عبدالرحيم لحبيبي : روائي مغربي من مواليد مدينة أسفي عام 1950 ، حصل على الإجازة في اللغة العربية من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بفاس سنة 1970 ، عمل أستاذا" للغة العربية و آدابها بالتعليم الثانوي من العام1970 إلى 1982 و مفتشا" تربويا" و منسقا" للبرامج ، أصدر ثلاث روايات : ( خبز و حشيش و سمك ) ( 2008 ) ٬ ( سعد السعود ) ( 2010 ) و ( تغريبة العبدي المشهور بابن الحمرية ) 2010 .
المصري أحمد مراد : من مواليد القاهرة عام 1978 ، نشرت روايته الأولى ( فيرتيجو ) في عام 2007 , و ترجمت إلى الإنجليزية و الإيطالية و الفرنسية ٬ ثم تحولت إلى مسلسل تلفزيوني عام 2012 ، أصدر روايته الثانية ( تراب الماس ) 2010، درس أيضا" التصوير السينمائي في المعهد العالي للسينما بالقاهرة ٬ و تخرج عام 2001 .السوري خالد خليفة : ولد عام 1964 في مدينة حلب ، روائي و كاتب سيناريو و شاعر ، جذبت روايته ( في مديح الكراهية ) اهتمام وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم ، و ترجمت إلى اللغات ( الفرنسية , الإيطالية , الألمانية , النروجية , الإنكليزية , الإسبانية ) ، كما وصلت إلى اللائحة الطويلة لجائزة الإندبندنت للأدب الأجنبي عام 2013 ، فازت روايته مؤخرا" ( لا سكاكين في مطبخ هذه المدينة ) بجائزة نجيب محفوظ .
و كان الإعلان عن القائمة القصيرة قد جرى خلال مؤتمر صحفي عُقد في مؤسسة عبد الحميد شومان بالعاصمة الأردنية عمّان ، في حضور لجنة التحكيم الخماسية التي يرأسها الناقد والأكاديمي السعودي سعد البازعي .
وضمت لجنة التحكيم كلا من الناقد و الأكاديمي السعودي سعد البازعي رئيسا" ، مع عضوية كل من : عبدالله إبراهيم الناقد و الأكاديمي العراقي ، و محمد حقي صوتشين الأكاديمي التركي المتخصص في تدريس العربية و ترجمة أدبها إلى التركية، وأحمد الفيتوري الصحافي و الروائي و المسرحي الليبي ، و زهور كرّام الأكاديمية و الناقدة والروائية المغربية .
و قال رئيس لجنة التحكيم سعد البازعي ، زخرت القائمة الطويلة هذا العام بالأعمال الجديرة بالاختيار ، وكان من التحديات التي واجهتها هذه اللجنة اختيار أعمال قليلة من بين ذلك العدد الكبير من الأعمال الجيدة ، الأمر الذي يعكس ما حققته الرواية العربية في عام واحد ، حيث تنوعت في الروايات أساليب السرد و لغته على النحو الذي يكشف ما حققته الرواية العربية من ثراء فني .
و قبل اختيار اللائحة القصيرة في العاشر من الشهر الجاري في العاصمة الأردنية عمان كانت اللائحة الطويلة قد ضمت الأعمال الروائية التالية : ( في حضرة العنقاء و الخل الوفي ) للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل ، و ( رماد الشرق : الذئب الذي نبت في البراري ) للجزائري واسيني الأعرج ، و ( غراميات شارع الأعشى ) للسعودية بدرية البشر ، و ( لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة ) للسوري خالد خليفة ، و ( منافي الرب ) للمصري أشرف الخمايسي ، و ( حامل الوردة الأرجوانية) للبناني أنطون الدويهي .
و كذلك ضمت اللائحة ( ليل على باب الحزين ) للعراقي عبدالخالق الركابي ، و ( 366 ) للسوداني أمير تاج السر ، و ( فرانكشتاين في بغداد ) للعراقي أحمد السعداوي ، و ( موسم صيد الزنجور ) للمغربي إسماعيل غزالي ، و ( طائر أزرق نادر يحلق معي ) للمغربي يوسف فاضل ، و ( طشاري ) للعراقية إنعام كجه جي ، و ( تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية ) للمغربي عبدالرحيم لحبيبي ، و ( الإسكندرية في غيمة ) للمصري إبراهيم عبدالمجيد ، و ( الفيل الأزرق ) للمصري أحمد مراد ، و ( شرفة الهاوية ) للفلسطيني إبراهيم نصر الله.
يُذكر أن جائزة البوكر العالمية للرواية العربية ترعاها أدبيا" مؤسسة البوكر في لندن ، وتدعمها ماليا هيئة أبو ظبي للسياحة و الثقافة ، و يحصل الفائز بها على 60 ألف دولار و ترجمة عمله للغة الإنكليزية ، كما تحصل الأعمال الستة في اللائحة القصيرة على جائزة مقدارها عشرة آلاف دولار ، و تُعتبر واحدة من أهم الجوائز العربية .
و سيعلن عن الفائز لجائزة هذا العام في نيسان /أبريل المقبل ، عشية افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب .