تخبط وسوء تنظيم وفوضى وقلة وعي وادراك وضبابية، كلها مفردات طرقت أسماعنا كثيراً ودائماً ما ينعت بها المتحدثون اتحاد الكرة من خلال وسائل الاعلام سواء بموضوعة الانتخابات التي باتت الشغل الشاغل للشارع الرياضي أو لما تفصح عنه مباريات دوري الممتاز من مشاكل عدة ابتدأت بقضية مدرب كربلاء المرحوم محمد عباس مروراً بالعديد من المشاكل وانتهاء بقضية الحكام وناديي الكرخ وكربلاء تلك المعضلة التي للأسف لم يتوصل الخبراء والاكاديميون في مجال اللعبة الى اتفاق يضع النقاط على الحروف أزاء تلك القضية التي باتت تهدد كيان الكرة العراقية إن استفحلت في المستقبل القريب كونها منحت للحكام حق الغياب والتنصل عن المهام التحكيمية تحت ذريعة الاتهام بالرشوة وغيرها من الأمور التي من شأنها حرمان الناديين من مواصلة مشوارهما في الدوري الممتاز برغم التزاماتهما المادية والإدارية، من دون أي رادع لشريحة الحكام التي اتخذت قرارها الإرتجالي من دون اية مبالاة لما يترتب على خلفية حرمان ناديين من خوض مباريات الدوري وكأننا نعيش في غابة موحشة لا وجود للقانون فيها !
أخذتني قضية الحكام بعيداً عن موضوعتي المهمة التي تتعلق بالمفردات التي سطرتها في البدء والتي وددت خلالها أن أعرّج على أمر قد تناساه كل ذوي الشأن يوم قرر اتحاد الكرة بعد نهاية الموسم المنصرم عدم تأجيل أية مباراة لأي سبب كان بعد ان استمر دورينا لنهاية الصيف الماضي في الوقت التي بدأت به دوريات العالم للموسم الجديد، وهذه حالة للأسف غير صحية ينفرد بها الدوري العراقي بعيداً عن كل دول العالم ، واليوم نشاهد بأم أعيننا كيف سيتأخر دورينا الى وقت طويل بسبب التأجيلات التي ترتبت على استحقاقات المنتخبات الوطنية، وهذا أمر يعد غريباً عجيباً، فهل لا يمكن ان يتم التنسيق والتنظيم بالصورة التي تضمن استمرارية مباريات الدوري بعيداً عن التأجيلات التي ألقت بظلالها على أداء اللاعبين في الاندية لاسيما التي تدخل دائرة المنافسة على اللقب والتي استنزفت ميزانياتها ازاء ضمها لاعبين محترفين من معظم دول العالم لكنها وجدت نفسها معطلة بفعل فاعل ومعظم لاعبيها ضمّتهم القائمة الدولية والقسم الآخر منهم يتدرب من دون خوض المباريات.
أمر كهذا يدعونا الى التساؤل والوقوف وقفة جادة وحقيقية للنهوض بواقع الكرة المتردي حول ضم 12 لاعباً من فريقي أربيل والشرطة ونحن نمتلك 16 نادياً في الدوري الممتاز عدا اندية الدرجة الاولى ، فما بال هذا الكم الهائل من اللاعبين هل انهم لا يعجبوا القائمين على المنتخب الوطني تحت شعار (مطربة الحي لا تطرب) أم انها طريقة أراد منها المعنيون بالشأن الكروي تعطيل الدوري ، فلو تم التخطيط السليم باستقطاب لاعبين فقط من كل فريق لكانت الأمور مختلفة تماما عما وصلت اليه الآن وجعلت كرتنا مترهلة في كل الأوقات والجميع بانتظار عمّا ستفصح عنه مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره المنتخب الصيني التي سيدخلها بخيار الفوز فقط في الوقت الذي يبحث خصمنا منها عن نقطة واحدة فقط تأخذه الى استراليا صيف العام المقبل، تساؤلي هو اذا لا سمح الله وخسر منتخبنا سنكون خسرنا المنتخب والاندية معاً كون الدوري أصبح بلا طعم أو لون أو رائحة ، والله من وراء القصد.
دوري أم غابة؟!
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2014: 09:01 م