اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أجهزة الكلاكسي والآيفون والآيباد ترفع نسبة الرسوب عند الطلبة

أجهزة الكلاكسي والآيفون والآيباد ترفع نسبة الرسوب عند الطلبة

نشر في: 21 فبراير, 2014: 09:01 م

عاد أحمد من المدرسة بعد أول يوم دوام تلى عطلة منتصف السنة وانزوى فور دخوله الى  غرفته في الطابق العلوي،القلق دفع والدته الى اللحاق به بعد ان لاحظت على ملامحه الحزن والتجهم على غير عادته، وما أن فتحت عليه الباب حتى وجدته يجهش بالبكاء والدموع تملأ

عاد أحمد من المدرسة بعد أول يوم دوام تلى عطلة منتصف السنة وانزوى فور دخوله الى  غرفته في الطابق العلوي،القلق دفع والدته الى اللحاق به بعد ان لاحظت على ملامحه الحزن والتجهم على غير عادته، وما أن فتحت عليه الباب حتى وجدته يجهش بالبكاء والدموع تملأ عينيه ففزعت الأم وهي ترى أصغر أولادها والمدلل عند الجميع بهذه الصورة ،وبعد العديد من التساؤلات والاستفسارات تبين انه استلم نتيجة امتحانات منتصف الفصل الدراسي للصف الثاني متوسط ،وكانت النتيجة رسوبه بأربعة دروس تعد العمود الفقري لتلك المرحلة الدراسية، وعلى الرغم من حالته المزرية لكنها لم تتمالك نفسها لتنزل جام غضبها عليه وهو لم يرد ساكناً على حقيقة ما تقول ،وزاد من فزع أحمد كلام والدته (شَكُل لبوك عساها إبخت الآيفون) أجابها (والله بعد ما أشوفه).
 
إيجابيات الأجهزة وسلبياتها
هذه حالة من آلاف الحالات التي يعاني منها مجتمعنا بعد ان أصبحت أجهزة الموبايل الصديق الذي لا يفارق أغلب شرائح المجتمع ،طلبة ،رجال أمن، عسكريون، موظفون ، وربات بيوت،نعم للموبايل وأجهزة الحاسوب من لوحيات وغيرها فوائد لا تعد ولا تحصى وتعد من النعم الكبيرة التي جادت بها العقول العلمية واختراعاتها على الانسانية وجعلت من هذا العالم المترامي الأطراف عبارة عن قرية صغيرة ،فالجالس في بغداد وبمجرد ثوانٍ تجده يعرف ما يعيشه أهله في أية قارة وهذا ما يوفر الإطمئنان من خلال التواصل المستمر فيما بينهم، وفي العراق وفي ظل الظروف الامنية المتدهورة الجميع بحاجة الى الموبايل من أجل استفسار البعض عن البعض في حالة حصول انفجار في هذه المنطقة او تلك، او من اجل الاخبار عن حالة مفرحة او حادث محزن والعديد من الفوائد الاخرى، وتلك الايجابيات التي يجود علينا بها الهاتف الخلوي لا تتأتى إلا من خلال الاستخدام الصحيح لتلك الاجهزة وليس كما يحدث الآن من سلبيات جمة بالاستخدام السلبي والمؤثر على شرائح عريضة ومهمة من المجتمع.
تبادل الصور والأفلام الإباحية !
المدرس علي خالد أكد لـ(المدى) أن الهاتف الخلوي وعلى الرغم من اهميته الكبيرة وتأثيراته المفيدة في حياة الجميع ،لكن للاسف كما يقول خالد اصبح وبالا على العديد من الطلبة من خلال الاستخدام السيء لهذه النعمة التي اصبحت نقمة بحسب قول خالد، مبينا أن العديد من الطلبة يولون اهتماماتهم لتلك الاجهزة متناسين مناهجهم الدراسية، والمصيبة أن العديد من الطلبة يتبادلون الصور والافلام الاباحية في تلك الهواتف الخلوية وضبطنا العديد منهم وبالجرم المشهود وأحلناهم الى مجالس تحقيقية ،ومع ذلك يعاودون العمل بتلك الافلام على الرغم من تبليغ أولياء أمورهم بأعمالهم تلك. وأوضح خالد أن أحد أسباب تدني المستوى التعليمي لأغلب طلبتنا هو اقتنائهم هواتف خلوية من الأصناف الذكية حتى أصبحت ملاذاً سلبياً تشتت فراغ الطلبة وانتباههم حتى داخل الحصة لما يحتويه من مجالات مسلية ومشوقة يبحث عنها كشاب في سن المراهقة! وأكد خالد على نتاج تأثيرات سلبية جداً سواء كانت على شخصية الطالب نفسه أو على مستوى التحصيل الدراسي أو حتى على محيطه الاجتماعي والنفسي.
الهواتف وتجاهل الواجبات المدرسية
مهندس الحاسوب عبد الفتاح اسماعيل أكد لـ(المدى) أن هناك تقارير علمية من منظمات تهتم بعلاقة الطلبة بخدمات التعليم بالموبايل او ما يسمى بالتعليم الالكتروني إلا أن تلك الامور توفر التسهيلات والأسباب (مثل الشبكة اللاسلكية والهواتف الذكية والبرامج الخاصة) ولها تأثير مباشر وإيجابي على استخدام الطلبة لخدمات التعليم بالموبايل في مؤسسات التعليم العالي، كما تظهر النتائج أن سهولة الخدمة المقدمة كالتعليم بالموبايل وجودتها تؤثران على رغبة الطالب في استخدامها،ومثلما توجد ايجابيات كما يقول اسماعيل هناك سلبيات ولكنها أكثر من الايجابيات، معللا ذلك بسبب انشغال الطلبة بالموبايل وعدم الاهتمام بالدراسة .. ويؤثر على شخصية الطالب.. كما يحدث ايضا نقل الصور عن طريق البلوتوث.. فيهتمون أكثر بالجهاز متناسين واجباتهم المدرسية بحسب قول اسماعيل،مشدداً على ضرورة مراقبة استخدام تلك الاجهزة من الاهل وكذلك من الهيئات الادارية للمدارس.
الاستخدام في الضرورات القصوى
مها نوري طالبة جامعية أوضحت لـ(المدى) أن الهاتف الخلوي ضروري جدا للطلبة الكبار ،لان التلاميذ او الطلبة في الثانوية لا يجب أن يسمح لهم ذووهم بامتلاك تلك الاجهزة،والجميع يعرف ما مدى تأثير الهاتف السلبي على شخصيته وسلوكه،وخاصة عندما يكون الطالب صغيرا في السن وغير واعٍ لعواقب ما يفعل، وأكدت نوري بقولها انا عن نفسي لم امتلك الهاتف الا بعد ان انهيت دراستي الاعدادية ،وحصلت على معدل جيــد يؤهلني لدخول كلية الهندسة ولا استخدمه الا في الضرورات القصوى حين يحصل انفجار او هناك زحام في الطريق يسبب تأخري عن الوصول للبيت لأقوم من خلاله بتبليغ الاهل ،مضيفة انها مع الاهل الذين يمنعون اولادهم من استخدام الهاتف الا في الحالات الطارئة،وعللت ذلك لكون الهاتف لا يستخدم بصورة صحيحة وسليمة من بعض الناس الكبار،فكيف الحال اذا ما اقتناه طالب ابتدائية او متوسطة او ثانوية في ظل مجتمعنا الذي غزاه العديد من الظواهر الشاذة والغريبة القادرة على إغراء الراشدين، فما هو الحال اذا اصبح بمتناول الاطفال بحسب وصفها؟
إضراب عن الطعام
يوضح مرتضى فالح عبد والد أحد الطلبة وهو موظف في وزارة النفط انه بعد ظهور نتائج امتحانات نصف السنة وخروج ولدي كرار راسباً بثلاثة دروس لا يمكن أن ألقي باللوم عليه فقط وانما على العائلة جميعا وخاصة والدته التي أجبرتني على شراء جهاز من نوع (كلسكي) بعد نجاحه وبدرجات عالية العام الماضي ،وما أن استلم الجهاز حتى اصبح ولدي في غياب تام عن العائلة مشغولا بهذا الجهاز وما يحتويه من مغريات ،الى درجة أنه ترك تقليد العائلة التي كنا نواظب عليه وهو تناول الطعام على مائدة واحدة ،وحتى وإن جلس فهو لا يشاركنا الحديث أبداً لكونه شارد الذهن مع برامج جهازه التي أخذته منا تماما كما يقول عبد، مشيراً الى أنه أثناء الامتحانات أخذت منه الجهاز والقصد من هذا التصرف عدم اشغاله بأية أمور غير الدراسة ،لكنه أضرب عن الطعام لمدة يومين وبسبب ذلك وتوسلات والدته أعطيته الجهاز مرغماً ،وكانت هذه النتيجة وجاءني بعد استلام النتيجة متوسلا ومعتذراً وسلمني الجهاز ولكنه مع ذلك اشترط علينا ان يستخدمه في اليوم ثلاث ساعات متعهدا بعدم أخذ الجهاز معه للمدرسة.
إدمـان بامتياز
الباحثة الاجتماعية أسماء حسين أشارت في تصريح لـ(المدى) الى ان هذه الظاهرة تفشت في مجتمعاتنا بصورة خطيرة،من خلال استخدام الطلبة الصغار للهواتف الخلوية المتطورة مثل الكلكسي والآيفون فضلا عن الاجهزة التي تسمى باللوحيات مثل الآي باد وكلكسي تاب ،مضيفة ان تلك الاجهزة تستخدم فيها برامج عدة مغرية للطلبة الكبار والاطفال مثل الفايبر والواتس آب والوي جات والفيس بوك والتويتر والسكايبي وغيرها من البرامج التي هي بمثابة المخدر التي تجعل الشخص غير المحصن معرفياً الإدمان عليها وبالتالي نسيان الواجبات الملقاة عليه سواء كانت مدرسية او اجتماعية ،وأكدت حسين أن تلك الأجهزة أسهمت مساهمة فعالة بظاهرة التفكك الاُسري والنسيج العائلي ،فقد شكا العديد من العوائل ان اولادهم لم يكونوا على طبيعتهم السابقة سواء من خلال الانسجام مع العائلة بعد ان تركوا كل شيء من اجل تلك الاجهزة وانطووا معه ومع مغرياته متناسين الروابط العائلية بحسب قول حسين التي أشارت الى أن تلك الأجهزة على الرغم من ايجابياتها لو استخدمت بصورة صحيحة لكنها عنصر رئيس بتردي المستوى الدراسي عند الطلبة ،والسبب الرئيس في ذلك هو العائلة التي تتجاهل متابعة أولادها وتترك الحبل على الغارب لهم من غير المراقبة المطلوبة.
برامج تشجع على الشذوذ
صاحب محل كنوز للموبايلات محمد علي جواد أكد لـ(المدى) أن أكثر زبائنه هم من الاولاد الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما ،ولا أخفيك سراً أن طلباتهم أحياناً تتجاوز أعمارهم من خلال طلب أغان ٍ أجنبية فاضحة وغيرها من البرامج التي تشجع على الشذوذ ، وأوضح جواد أن والده الذي يشرف على ادارة المحل يرفض وبشدة تلبية طلبات الكثير منهم ،واحيانا يقوم بنصحهم وتوعيتهم من خلال إفهامهم بتأثيرات تلك البرامج ،وإرشادهم الى ما هو نافع ،وهذا الأمر وبحسب قول جواد دفع العديد منهم الى العزوف عن محلنا واللجوء الى محال أخرى همها الأول والأخير الربح المادي من غير الاهتمام بأنهم يسهمون بتدمير جيل كامل من خلال تزويدهم بالبرامج التي تشوه عقولهم وتسهم بتدمير مجتمع بأكمله.
تحديد جداول زمنية
الطبيب علاء صالح أوضح للـ(المدى) أن العلاج الرئيس لهذه الظاهرة يكمن عند أولياء الأمور،وذلك من خلال متابعة أولادهم باستمرار،مبينا انه من الضروري سحب تلك الاجهزة منهم قبل النوم وكذلك اثناء الطعام لأنهم وبسبب تلك الاجهزة لم يهتموا بمسألة الجلوس مع العائلة على مائدة الطعام ،وكذلك الجلوس حتى الفجر بمتابعة تلك البرامج والالعاب ،والحل هو بسحب تلك الاجهزة مؤقتا وإعطائها لهم وفق جداول زمنية محددة كأن تكون لمدة ساعتين لا اكثر،وحتى في العطلة المدرسية يجب أن يُنظم لهم جدول معين لا يجب مخالفته، وأكد صالح أن أغلب الطلبة الذين يستخدمون تلك الاجهزة تردى مستواهم الدراسي واصبحت مناهجهم الدراسية تلك الالعاب والبرامج،ويرى صالح ضرورة قيام الاجهزة الرقابية بفرض تعليمات صارمة على المحال التي تقوم بتنزيل البرامج والالعاب على تلك الاجهزة بما لا يشوِّه عقلية هذا الجيل بحسب قول صالح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram