السفيه في قواميس اللغة :هو من استخف بنفسه وأذلها . وهو الأحمق، عديم الحلم ، الجاهل ، ردئ الخلق ، فهو سفيه . سافه : شتمه . تسافه علينا :تجاهلنا ..إلخ .
بين متون الفقه الإسلامي النير ، فقرة تعرف السفيه :بانه من يبذر ماله ويبعثره دون حكمة او بصيرة .وفي المتن معالجة حكيمة ، تقضي بالحجر على السفيه —وفق ضوابط وأسانيد — كإثبات الخرف او العته ، او الجنون ، والحيلولة بينه وبين التصرف بأمواله وممتلكاته : بيعا وشراء ورهنا او هبة . وأباح للمتضررين من آهله :أولاده وزوجته وإخوته وذوي قرباه — من الورثة المحتملين — التقدم للمحكمة المختصة ، بكف يدي السفيه ومنعه من التصرف المخل ٫ حتى لو كان التصرف بحر ماله . وتعيين وصي مؤتمن للإشراف على أوجه الصرف.
مناسبة هذي المقدمة ، الأخبار المتواترة ،التي تتوارد في المواقع والتصريحات والصحف عن الكميات الهائلة من براميل النفط (المعلنة ) المصدرة للخارج والتي تستعصي على التصديق … ملايين تلو ملايين . تتبعها ملايين .
يا أرباب الأرقام ، من منكم يدلنا أين مصير تلك الثروات ، والعراقي يشكو ذل الحاجة ،القادرون يمارسون عطالة وبطالة ، وكبار السن يستجدون الرواتب التقاعدية استجداء ، والاطفال يتوزعون الشوارع يبيعون الماء ومناديل الورق والعلكة وبعضهم زاغ من المدرسة و ادمن التنقيب في المزابل التي غدت تلالا موبوءة بالجراثيم . ،
رغم ما قيل ويقال عن العهود السابقة من خروقات وانتهاكات وتجاوزات ٬ وتبديد الثروات ٬فإن ما يشهده العراقي - اليوم - فاق ما شهدته الأجيال آنذاك من ضنك وشظف عيش ، وتقتيل على الهوية ، والسجن الكيدي ، والاعتقال بسبب شبهة ،
نحن الجموع الغفيرة -المسلوبة الحقوق - نتضرع ٬ نتوسل بمن بأيديهم الحل والربط ، آن يدفعوا عنهم تهمة السفه ، بالحفاظ على المال العام وثروات البلد قبل آن نشهد يوما عصيبا لفرض الوصاية على من فرط بمال او مورد بسبب جهل او حمق او عته ،،او نتيجة الإصابة بخرف السلطة الذي لا شفاء منه إلا بالاستئصال .