يقول العلماء ان "اكتشافاً نادراً وغير اعتيادي، بإمكانه إعادة كتابة إدراكنا التاريخ الإنساني.
ان أولى طبعات الأقدام للإنسان القديم تم اكتشافها حتى اليوم خارج أفريقيا كانت على شاطئ نورفولك.

وقد اكد العلماء هذه الحقيقة المثيرة للدهشة بعد الحفر في موقع بهابيسبورغ، في العام الماضي.

ان آثار الأقدام، كما يعتقد تعود إلى ما قبل 800،000 سنة، واستقبل الحدث كواحد من اهم الاكتشافات، ان لم يكن الأهم، على شواطئ بريطانيا.

وهذا الاكتشاف سيدفعنا إلى إعادة كتابة معلوماتنا للمرحلة الأولى لحياة الإنسان في بريطانيا وأيضا في أوروبا، كما اعلن العالم د.نيك اشتون، من المتحف البريطاني.

ان طبعات هابسيبورغ دليل مباشر على تواجد الإنسان في شمال أوروبا، في أزمة قديمة، علماً ان هناك ثلاثة آثار للأقدام، اكتشفت في أفريقيا، هي الأكثر قدما.

ويقول الباحثون ان آثار الأقدام تعود إلى مجموعة مؤلفة من خمسة أشخاص مختلفين، وربما يكون واحد منهم ذكراً بالغاً وبعض الأطفال.

وقدم الرجل البالغ يعادل قياسها حجم 8 من الأحذية، مما يشير إلى ان طول الرجل كان في حدود خمسة أقدام -7 أقدام.

وقد ظهرت هذه الطبعات بعد تراجع البحر عن الشاطئ الرملي، قبل اشهر، وقد بادر د.آشتون بسرعة لتسجيل ما تم العثور عليه فيديو-صور، قبل أن تزول الآثار بسبب العوامل الطبيعية، ويقول د.آشتون، "لم نكن في بادئ الأمر تمام الثقة بما عثرنا عليه، ولكننا بادرنا إلى إزالة الرمال المتبقية ومياه البحر بواسطة الإسفنج، وبدا الأمر واضحاً، ان الفراغات هي طبعات، قد تكون طبعات أصابع إنسان، وان علينا تدوين وتصوير كل شيء بسرعة، قبل تلاشيها بسبب مياه البحر".

ويضيف د.آشتون، "ان الفريق العلمي غير متأكد من نوع البصمات، ولكنهم يقولون إنها للإنسان القديم، من قبيلة جنوب أوروبا، منتصب القامة".

وأضاف أيضا، "يبدو انهم كانوا موجودين في أوروبا قبل 600،000 سنة، وربما حل مكانهم بعدئذ نوع آخر من الإنسان، "هيديلبير"، ثم جاء إثر ذلك إنسان نيانديرتال، قبل 400،000 سنة. وأخيراً الإنسان المعاصر قبل 40،000 سنة تقريباً وكانوا جميعاً في مثل طولنا".

أما الأقدم من كافة الأنواع، فهو ما يسمى بإنسان لايتول قبل 3،5 مليون في تانزانيا ونوع آخر باسم اليريت وكوبي فورا في كينيا قبل 11،5 مليون سنة.

ويعود اشتون للحديث عن طبعات الأقدام التي تم العثور عليها اخيراً، ويقول ان لها علاقة ملموسة بأجدادنا القدامى.

وما تم العثور عليه في هابيسبيرغ، يشكل جزءاً من معرض رئيسي في متحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا، بعنوان: مليون سنة لقصة الإنسان، افتتح مؤخراً في لندن.

ويتحدث البروفيسور كريس سترينغر، ابرز عالم انتروبولوجي في بريطانيا عن أهمية العثور على آثار الأقدام تلك، لأنها ستجعل العلماء يعيدون النظر في تاريخ الإنسان.

وتمتلك بريطانيا تقارير مهمة جداً عن تاريخ الإنسان في العالم.

ففي الأعوام العشرة الماضية، توصلت إلى اهم التسجيلات عن الإنسان، وهي محفوظة في متحف التاريخ الطبيعي، عبر بعثات لفك أسرار تاريخ الإنسان القديم.

ويقول البروفسور سترنيغر:

"إننا قد غيرنا آراءنا حول نشاط الإنسان في بريطانيا، وعندما بدأت أبحاثنا في عام 2001، كنا نعتقد ان اقدم سجل للإنسان في بريطانيا يعود إلى ما قبل 500،000 سنة".

وفي عام 2005 عثر العلماء على آثار لإنسان عاش قبل 700،000 سنة، وكانت تلك الأعوام في بريطانيا اكثر دفئاً من اليوم، وكانت فيها غابات خضراء وأنواع من الخضراوات.

وهناك سؤال يبرز أمامنا اليوم: هل كانوا يرتدون الملابس، هل كانت لديهم ملاجئ، وهل استخدموا النار؟..

ان ملامح ذلك الإنسان كانت كما تبدو دقيقة ونجدها في إنسان اليوم، وأسنانه كانت صغيرة ايضاً.

ويقول العلماء ان الاعتقاد السائد بينهم هو ان هناك العديد من المراحل الزمنية التي عاش فيها الإنسان في بريطانيا-وتقريباً عشر مراحل، وسكان اليوم ينتمون إلى المرحلة العاشرة الحالية.

*ملاحظة: "زردت لندن في 1976، وذهبت لرؤية متحف التاريخ الطبيعي، وهي بناية ضخمة جداً، وفرحت عندما وجدت زاوية مخصصة للعراق، وكونه أول من اخترع العجلة، أساس الصناعة الحديثة...ابتسام

 عن: الديلي تليغراف