اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خصومات الكتل ومصالح الملل

خصومات الكتل ومصالح الملل

نشر في: 25 فبراير, 2014: 09:01 م

الغريب والعجيب في أمر الحكومات المحلية انها تنشغل بخلافات كتلها وأحزابها أكثر مما تنشغل بقضايا مواطنيها، وإن وجدت الأكثرية الساعية بكل صدقها في تقديم ما بوسعها من خدمات ومشاريع فلن تكون بمأمن عن دسائس غرمائها في العملية السياسية غير المنضبطة منذ عقد من الزمان.
ومن باب الصدق والنقل المنصف نقول بأن الغالبية من كتلة البصرة أولاً والتي يقودها المحافظ ،الدكتور ماجد النصراوي تستعجل الخطى الاستراتيجية والمخلصة في تقديم المشاريع الكبيرة، وما تعاقدها مع شركة هيل انترناشيونال الأمريكية المتخصصة، وهي واحدة من 6 شركات عالمية في بناء الستراتيجيات، إلا الخطوة الصحيحة في تأسيس مشاريع البنى الكبرى والتخطيط الآمن، البعيد المدى، ولعل إجابته عن ما يمكن القيام به خلال السنوات الأربع من فترة ولايته حيث يقول بأنه لا يتحدث عن ما ستكون عليه البصرة في العام 2014 إنما عن ما يجب أن تكون عليه البصرة في العام 2040 وهذه سابقة لم يتحدث بها أحد من قبل .
يحدّثنُا الكثير من الزائرين للمدينة خلال إقامتهم فيها ضمن فعاليات المهرجان هذا وذاك عن النفايات التي تشكل ظاهرة غريبة في شوارع المدينة، وعن تردي حجم الخدمات البلدية المقدمة، وعن الروائح الكريهة المنبعثة من نهر العشار الذي يسير الهوينى صاعدا تجاه البصرة القديمة حيث أصبحت المياه الثقيلة والخفيفة مع الأطيان والإطارات والزيوت صورته الأولى، وعن كثير من الأخطاء في الجسور والشوارع والأرصفة وعن فقدان المدينة لهويتها الجنوبية البحرية فلا نجد أجوبة إلا القول بان التخطيط الغبي وسوء الإدارة والفساد ينتج هذا النوع من المدن.
بدا واضحا أن الحكومة الحالية توصلت إلى أن الترقيع والعمل المرتجل وغياب التخطيط لا يجدي نفعا في مدينة خربة، منهكة البنى، خاوية إلا من أناس يائسين، وأن العقل المحدود والاعتماد على الشركات المحلية سينتج خراباً مضافاً، فكانت التجربة مع شركة هيل واحدة من موجبات العمل الصحيح، ولأننا (المواطنين) من نُعنى بالنتائج النهائية في ضمان مستقبل أبنائنا نجد أنَّ مناكدة الحكومة الحالية والسعي لتقويضها أمر يجب أن يوضع الحد له، وما نسمعه من داخل المبنى الحكومي من وقوف الكتلة المنافسة والمتحالفين معها بالضد من برنامجها قضية لا تخص فئة تسعى لمصالح سياسية ضيقة إنما هي قضية مدينة يسكنها قرابة الـ 3 مليون إنسان، عانوا ما عانوا من البؤس والمصائب.
كان المعول ذات يوم بعد نهاية الانتخابات المحلية على شخص الدكتور خلف عبد الصمد، المحافظ السابق في قيادة المدينة، استكمالا للخطى الكبيرة التي ابتدأها مخلصاً، أبان ولايته القصيرة، هو الذي حصد قرابة 140 ألف صوت. لكن مسار العملية السياسية والتحالفات بين الكتل أفرزت نتائج أخرى أتاحت للدكتور ماجد النصراوي من كتلة المواطن منصب المحافظ، فيما أصبح الدكتور خلف عبد الصمد رئيسا للمجلس، وبالنسبة للمواطن البسيط كان يسيرا عليه أن يجد في التشكيلة الحالية إمكانية كبيرة في تحقيق أعلى المكاسب، بتعاون الفريقين المُخْلصَين، الدكتور النصراوي باعتماده الستراتيجيات الصحيحة والدكتور عبد الصمد بخبرته كمحافظ سابق. وبهذا المنظور البسيط كان ينبغي للمواطن أن لا يحصد نتائج الخلافات قدر ما ينبغي له أن يحصد نتائج العمل المخلص والتوافقات بين الرجلين، ومن غير العملي ولا من أعمال السياسة والوطنية وليس من الوفاء أبداً أن يظل المواطن يتطلع والى النهاية لصورة إلى من سيسقط أولاً في حلبة الصراع تلك، لأنه يستعجل النهايات الصحيحة لجهد الرجلين في رؤية البناء ونجاح المشاريع.
ترى ما الحكمة التي يستخلصها المواطن المتطلع لرؤية مستقبله ومستقبل أبنائه في تصارع الكتل فيما بينها؟ ومن المستفيد في النهاية من حلقات التخوين والتسقيط والدس والتآمر؟ وهل كان المواطن البسيط معنياً بخلافات كتلة دولة القانون مع كتلة البصرة أولاً اكثر من عنايته بحياته وعيشه الكريم الآمن؟
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد ظل المواطن ومنذ العام 2009 يعاني من اجتياح الماء المالح لأنهار البصرة، مرة من مياه البزل والمشاريع الصناعية في إيران وأخرى بفعل المد الملحي القادم من البحر وثالثة من فتح قناة الخميسية بالناصرية والناس حيارى، لا يجدون من يفكر جاداً بتخليصهم. تحدثت الحكومة السابقة عن سد غاطس في شط العرب، وقالت الحكومة الحالية بأنها ستجد الحل المناسب، بل وتحدث محافظها عن طموحه لكي يشرب المواطن من ماء الحنفية وحتى اليوم لم يسمع المواطن من مسؤول محلي او فدرالي فكرة مخلصة واحدة في وضع الحل النهائي لمعاناة الناس.
نعتقد جازمين بان أكثر من 90% من مواد الاجتماعات التي تدور في أروقة المباني الحكومية في عموم العراق إنما تكرس للخلافات والمناكدات والنيل والتسقيط بين الكتل. ترى هل ينبغي على المواطن أن يعول على الـ 10% من ذلك في تحسين حاله ؟ ومتى تمتلك الكتل مجتمعة الشجاعة والوطنية في التوجه المخلص لوضع حد لخلافاتها والتركيز على مصلحة مواطنيها. متى؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram