العراقي يتعرض ومنذ الغزو الأميركي الى مظاهر تهديد امنه الشخصي بشكل شبه يومي ، سواء عن طريق عبوة ناسفة ام سيارة مفخخة ، او تصيبه رصاصة طائشة ، بموافقة عزرائيل لتساعده في قبض روح احدهم من دون عناء، و"ملك الموت" فضل المكوث في الأرض العراقية ، لتصفية حساباته ، وتدقيق سجلاته ، بمساعدة متبرعين ، من مختلف الأصناف والأشكال بعضهم حسم أمره بالانضمام الى جماعات مسلحة إرهابية ، وآخر شغل منصبا حكوميا ، وأجاد مهنة إشعال الحرائق وصنع الأزمات ، والصنف الثالث من "مساعدي عزرائيل" أصحاب التصريحات النارية من أعضاء مجلس النواب ، وهؤلاء في بعض الأحيان من خلال احاديثهم عبر شاشات الفضائيات الحزبية ، تكون تصريحاتهم أشبه بعبوات ناسفة او انفجار سيارة ملغمة تخلف خسائر بشرية ومادية بحسب تعبير من اكتوى هذه الأيام بلهجة التصعيد وتبادل الشتائم من العيار الثقيل لم يقدر أصحابها حجم تأثيرها وأضرارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية طويلة الأمد .
مساعدو عزرائيل يستمدون قوتهم من نفوذ أحزابهم ، ومزاعمهم بامتلاكهم قواعد شعبية مازالت مستعدة للإدلاء بأصواتها لصالحهم ، فضلا عن ارتباطهم بجهات خارجية ، وهنا تجدر الإشارة الى ان المقصود بالجهات الخارجية ما يقع خارج المنطقة الخضراء ، لأبعاد التصورات والأوهام بوجود دولة مجاورة للعراق تدعم مساعدي عزرائيل في أداء مهمته المعروفة.
يقال ان اقل من 20 نائبا من البرلمانيين الحاليين ، حصلوا على أصوات مقاعدهم بأصوات ناخبيهم ، اما الآخرون فوصلوا الى مجلس النواب بأصوات رؤساء قوائمهم ، او عن طريق المقاعد التعويضية ، وبابتكار هذا النظام الانتخابي الفريد من نوعه والمدعوم من الكتل الكبيرة المتنفذة في الدورة التشريعية السابقة اصبح المرشح بأصوات عشرة من أفراد من حمايته رئيس لجنة برلمانية ، ومن مساوئ هذا النظام انه رهن إرادة النواب برؤساء الكتل وقادتهم السياسيين ، ومنحهم حق الوقوف في المؤتمرات الصحفية أمام كاميرات الفضائيات ، أثناء قراءة البيانات ، ووجوههم تحمل ملامح جامدة خالية عن اي تعبير ، ولكن حينما تصدر الإشارة لهم بالتصريح بهذا الموضوع او غيره ، يأتي الحديث مثل تلاوة محفوظة "عندي خروف ابيض اتبعه فيركض" ويبدأ التصريح بالديباجة المستهلكة :" في الحقيقة والواقع واستنادا الى ما ورد في الدستور فان موقفنا ينطلق من حرصنا على تحقيق المصالح الوطنية والوقوف بقوة أمام من يحاول سرقة مكتسبات الشعب العراقي في ظل النظام الديمقراطي الجديد وتضحيات أبناء الشعب " وبعد ان يعدل المتحدث ربطة عنقه ، ويسترجع مفرداته، يعلن وبلهجة حماسية سنضرب بيد من حديد كل أعداء العملية السياسية، وسنلقن دول الجوار درسا لن تنساه ، وهنا ينفجر "التصريح الناسف" ، وتنقل الفضائيات حديث النائب ابو 78 صوتا ، وتستعين بزملائه من الكتل الأخرى لغرض الرد و التعليق والتحليل ، وتكبر كرة النار بإشعال عود ثقاب من برلماني يحرص دائما على حمل شخاطة في احتدام الصراع واتساع الخلاف وضياع فرص الحل للازمات المتلاحقة .
جميع النواب سواء أصحاب الأصوات الشرعية او المنتحلة لهم حق التصريح والتعبير عن آرائهم ، وعلى مدى اربع سنوات عمر الدورة التشريعية ، عرف العراقيون ، من ساعد عزرائيل ، بإطلاق تصريحات ناسفة تهدد الأمن الوطني والسلم الأهلي . وا مصيبتاه ، وا نكبتاه .
مساعدو عزرائيل
[post-views]
نشر في: 25 فبراير, 2014: 09:01 م