اتجاهات الموقف الاميركي من الأزمة السورية بعد فشل جنيف – 2 متباينة و متناقضة ،اذ في الوقت الذي قال المتحدث باسم البيت الابيض غاي كارني أن "الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن الديبلوماسية هي السبيل الأمثل لإنهاء الحرب الأهلية في سورية"، نقلت مصاد
اتجاهات الموقف الاميركي من الأزمة السورية بعد فشل جنيف – 2 متباينة و متناقضة ،اذ في الوقت الذي قال المتحدث باسم البيت الابيض غاي كارني أن "الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن الديبلوماسية هي السبيل الأمثل لإنهاء الحرب الأهلية في سورية"، نقلت مصادر صحافية عن مسؤولين اميركيين قولهم ان ادارة اوباما تدرس عدة خيارات ستترجم عمليا على الارض في سوريا من بينها " انشاء مناطق حظر جوي ،اضافة الى ارسال دول عربية اسلحة متطورة للمعارضة تشمل صواريخ مضادة للطائرات".
واتى في هذا السياق اعلان وزير الخارجية جون كيري ان الرئيس اوباما يلتمس خيارات جديدة من كبار مساعديه في شأن سوريا على خلفية فشل المفاوضات و احتدام الأزمة الانسانية وتفاقمها بشكل خطير.وينظر النظام الى هذه التصريحات على انها مجرد زوبعة اعلامية و هو ما ذكره وزير خارجيته وليد المعلم ،وذهبت في نفس السياق مصادر ديبلوماسية عربية واوروبية حيث اعتبرت الكلام الاميركي الجديد يندرج في اطار الضغط على النظام من اجل ارباكه وحضه على التعاون و عدم الإخلال بالتعهدات بشأن اخراج المحاصرين في حمص واتاحة المجال امام وصول المساعدات وكذلك إفهام النظام ان إفشاله المفاوضات سيؤدي الى خيارات تسمح باعادة النظر في المقاربة الاميركية للصراع في سوريا.
حظر جوي و أسلحة نوعية
هذا وكانت جريدتا ( وول ستريت جورنال) و( نيويورك تايمز) نشرتا معلومات تشير الى ان واشنطن تسعى الى الضغط على النظام السوري وحليفه الروسي عبر اللجوء الى خيارات عسكرية تتراوح بين تدريب المعارضة وتسليح الثوار المعتدلين وانشاء مناطق حظر جوي" وهي " خيارات كانت قد اقترحت على البيت الابيض العام 2012 ولكنه رفضها مفضلا الخيار الدبلوماسي". ووفقا لمصادر اميركية فأن " اوباما اصيب بخيبة امل من روسيا التي رفضت الضغط على الاسد لقبول المرحلة الانتقالية ،ما جعله يعود الى الاقتراحات التي كانت قدمتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والمدير السابق للاستخبارات ديفيد بترايوس" مشيرة الى " ان كيري التقى بترايوس في الايام الاخيرة ".ويعد كيري من ابرز داعمي اعادة مراجعة السياسة الاميركية في سوريا و اتخاذ خطوات تصعيدية على الارض".
اوباما المتحير و المتردد
وكان كيري اقر امام اعضاء في الكونغرس الامريكي شاركوا في مؤتمر ميونيخ للأمن بفشل سياسة ادارة اوباما في سوريا"،هذا فيما كان الوضع السوري مهيمنا على محادثات اوباما مع الرئيس الفرنسي هولاند ،ثم مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ،ورجح مصادر ان سيكون في اولوية المسائل التي سيبحثها الرئيس الاميركي خلال زيارته الى الرياض ومباحثاته مع كبار المسؤولين السعوديين لاسيما و ان واشنطن تعي وتدرك جيدا مدى الغضب السعودي من مواقف الادارة من تطورات سوريا و من ثم مصر و من تجاهل حلفائها ووجهات نظرهم عند إبرام الصفقة النووية مع ايران.
ورأى مراقبون و محللون مؤشرات تغير في موقف اوباما ظهرت في تركيزه خلال القمة التي عقدها في كاليفورنيا مع العاهل الاردني على مجموعة نقاط من بينها " اتخاذ خطوات مرحلية لممارسة مزيد من الضغط على نظام الاسد " وتأكيده على " ان الديبلوماسية لم تصل بنا الى الحل المنشود لكنها لا تزال الخيار الاكثر صوابية،ولا نتوقع حلا في المدى القريب". وتحمل واشنطن الكرملين مسؤولية تصلب النظام السوري في المفاوضات من خلال عدم ممارستها لأية ضغوط عليه و تصديها لأية محاولة لاصدار قرارات من مجلس الأمن يتيح ادخل المساعدات الانسانية الى سوريا بذريعة استخدامه اداة وذريعة للعمل العسكري".
ووفقا لمحللين فأن مسألة فرض حظر جوي على الحدود الاردنية – السورية تثير مخاوف من امكانية قيام الاسد بالرد داخل الاردن ،لاسيما و ان منطقة الحظر الجوي ستتم ادارتها من الاراضي الاردنية لحماية اللاجئين و الثوار الذين سيتدربون هناك". وكانت واشنطن نصبت بطاريات ( باتريوت) وطائرات ( اف 16) داخل الاردن العام الماضي ،لكي يتم استخدامها في فرض اي حظر جوي،واشاروا الى امكان الطائرات الاميركية اطلاق صواريخ من بعد من دون دخول الاجواء السورية.وذكرت " وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤول اميركي قوله" لدينا قواتنا في المنطقة ولدينا سفننا الحربية في المتوسط ،اي ان كل ما نحتاجه لتنفيذ الخيار العسكري موجود".
ورأى تقرير صادر عن ( نيو اميركا فاونديشن) انه " مع تعاظم تطرف دمشق ونهجها الراديكالي يبدو ان الوصول الى الحل بالتفاوض من بنات الوهم ،وفي غيرمحله" مشددا على " الحاجة القصوى للبحث في ستراتيجية غربية جديدة".
