اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عالية نصيف + 4 سنوات = كابوس

عالية نصيف + 4 سنوات = كابوس

نشر في: 25 فبراير, 2014: 09:01 م

فرحت وأنا اقرأ البيان الذي أصدرته مفوضية الانتخابات والذي اخبرنا أصحابه بأن هناك قراراً باستبعاد عدد من النواب من الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة، فقد كنت مثل غيري من ملايين العراقيين، نأمل أن يغط برلمانيونا الأفاضل في نوم عميق كي نتخلص من فوضى التصريحات الببغاوية، وكنت أتمنى ان يصدر قرار بمنع  كل برلماني فشل في تقديم خدمة لناخبيه وانشغل بدلا منها بإثارة النعرات الطائفية، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، فما الذي سيجنيه الناس من نواب يعيدون إلى مسامعهم الخطب نفسها وتمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة؟ وتتحول حواراتهم   إلى مناكفات شخصية.
في أوضاع كهذه من حق العراقيين ألاّ يبالوا بغياب برلمانييهم الموقرين، والاّ يقعوا في غرامهم، والسبب لأن بضاعتهم قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب الناس بإقامة دولة مدنية حديثة.
الناس تدرك جيدا أنها تعيش في ظل نواب ظرفاء ولطفاء لا يعجبهم القول بأن برلمانهم ولدا وفاقدا البصر والبصيرة، وان وجوده ضد الطبيعة البشرية، كونه جاء خالياً من الكفاءات -مع استثناءات قليلة جدا- بعد عملية إبادة جماعية نفذتها الكتل السياسية ضد كل الأصوات التي طالبت بان يكون البرلمان صوتا حقيقيا للناس.
إن هؤلاء البرلمانيين لم يتركوا لأحد فرصة كي يصدقهم أو يحترم مواقفهم، فهم من كثرة تقافزهم فوق أسوار حدائق السلطة  منذ سنوات يجعلنا نستقبل كل ما يصدر عنهم بالارتياب وعدم الاعتبار، ذلك أنهم في غالبيتهم مسؤولون عن هذه المآسي التي يعيش في ظلها ملايين العراقيين.
سيغيب بعض النواب عن البرلمان القادم وسيقول المواطن العراقي متهكما، وماذا بعد؟ هل وجودهم  سيعيد الاستقرار السياسي للبلاد، سمح لهم بالترشح ام لم يسمح، لن تفرق كثيرا، بل ان السماح لهم بالعودة الى البرلمان ثانية سيكلف الميزانية الكثير من الاموال، كما انهم سيملأون السموات والأرض بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد والدفاع عن "فلاح السوداني"، لكنهم يعجزون عن مناقشة قانون يصب في مصلحة الناس، ففي إحصائية مثيرة عن نشاط البرلمان العراقي يتبين للمطلع أن عدد الأيام التي حضر فيها البرلمانيون إلى قبة البرلمان لم تتجاوز
"130" يوما، أما عن القوانين التي أقرت لصالح الناس فحدث ولا حرج.. فالامر لم يكن سوى غابة كثيفة من الخطب والشعارات والبيانات التي تملأ فضاء السياسة العراقية لكنها لا تعكس اهتماما حقيقيا بمستقبل الناس، فهي مجرد بالونات ملونة  يطيرها هذا الطرف اوذاك للفرجة والمتعة.
ربما سيلومني بعض القراء لأنني أطالب مجلس النواب بان  يغير جلده وربما سيقول البعض إن تغيروا  أو لم يتغيروا، لن يفرق كثيرا، فالأمر لا يعدو كونه مصاريف وأموالا تصرف بلا معنى، استهلاك للمصفحات وتعطيل مصالح الناس وشل حركتهم أثناء توجه هذا النائب أو ذاك الى المجلس والعودة منه، وتشبع الجو بكميات إضافية هائلة من فقاعات الكلام الأجوف التي من شأنها مفاقمة أزمة الاحتباس السياسي، وهو أخطر كثيرا من الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الكرة الارضية.
 فالسادة النواب الجدد حالهم حال  النواب السابقين سيقولون نفس الكلام المكرر والممل عن الخطوات التي سيتخذها المجلس لإنقاذ العراقيين من الهلاك والتشرذم والفرقة والانهيار، وسيلقي البعض منهم خطابات تاريخية غير مسبوقة عن الازدهار والتقدم الذي تشهده البلاد، وستنعقد تلك الجلسات وتنفض مخلفة وراءها مئات الأمتار المكعبة من عوادم الكلام المعاد المضرة للسمع والبصر.. والنتيجة دائما صفر.
فنحن إزاء مجلس نواب أصابته شيخوخة أبدية بلا نهاية.. وان أعضاءه خططوا للبقاء فيه عبر وراثة البرلمان، ولان الدولة ترفض الكفاءات وتقتلهم في شوارع الغربة ولان  المتحكمين فى السلطة يريدون إعادة انتاج دولة القائد الأوحد  التي تدافع عن نفسها ضد التطوير والتحديث.  
ماذا تنتظر من مؤسسات لم تحاسب نفسها، لا في قضايا الفساد وسرقة المال العام ، ولا في كوارث الامن.. ان انصار الطائفية والمحسوبية والانتهازية  بما يمثلونه  من عصابات مصالح ومؤسسات فاشلة  مصرون على قتل كل امل في بناء دولة المواطن لا السياسي.
ايها السادة عالية نصيف + اربع سنوات  أخرى يعنى تدهورًا لا تطورًا، ، إحباطًا لا أملا .. أما محمود الحسن  + دورة أخرى .. فإنه الكابوس يا عزيزى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 7

  1. محمد الرديني

    زميلي العزيز علي جسين ان عدد ايام حضور النواب خلال الاربع ستوات الماضية هو 96 يوما وليس 130 يوما. في بداية المقال قلت ان المجلس ولد طفلا وفي نهاية الموضوع تقول انه اصيب بالشيخوخة تحياتي

  2. محمد

    كابوس للبعثية !!! الحمد لله انها كذلك يا خونة

  3. ابو سارة

    استاذ لي ليست المشكلة في مجلس النواب او المرشحين انما المشكلة بنا نحن.....نحن من يعطي لهؤلاء الشرذمة الشرعية ...نحن الذين نعلم ان بهاء الاعرجي يلعب بالملايين ويخرج علينا من على البغدادية ليكافح الفساد الذي هو احد اعمدته ونرى الجعفري الذي يريد العراق معجون

  4. ali

    اخي العزيز ان سبب خراب هذا البلد هم السياسيين على تلك الشاكله وسبب اخر اكثر خطوره هم معظم العمائم والشيوخ التي اتت او كانت في البلاد بعد 2003 والتي تهيئ لهؤلاء العبث بعقول الناس وزيادة جهلهم هؤلاء اخطر من الطاغيه المقبور

  5. ابو اثير

    لأأستاذنا الفاضل...لتخاف على الثلاثي المرح الذي أبكانا طيلة دورتين نيابية فسلطان العصر سوف يجد الف طريقة لعودتهم على صدور الشعب فشخصيات ساذجة الفكر مثل عالية والفتلاوي والعسكري والسنيد والعطية والحسن والعبادي والساعدي وألأديب والجعفري والخزاعي والشلولو و

  6. كمال هورامي

    الأخ ابو سارة في تعليقك توجهت بسؤال: هل من عاقل يعود لينتخب هؤلاء؟ والجواب بسيط: أقراء تعليق محمد. أمثال محمد من الطفيليات التي رتعت في عهد البعث وقد تكون أعتاشت أمدا طويلا من كتابة التقارير بأقلامها الشابة اليوم تستخدم نفس الأقلام لتمجد اللصوص والقتلة و

  7. وليد

    الزميل العزيز حسين علي بعد التحية والسلام.. 4سنوات+نفس الوجوه = مزيداً من الالم الذي سيطال كل العراقيين من زاخو الى الفاو 4سنوات+نفس الوجوه= ضياع جيلٌ انخفاض في مستوى التعليم وانخفاض في المستوى المعيشي وتكميم الافواه واستمرا الظلم لفئة دون أخرى 4سنوات +

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram