TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حزب الفقراء

حزب الفقراء

نشر في: 26 فبراير, 2014: 09:01 م

تعلمنا من أساتذتنا المخضرمين في مهنة المحاماة أن نتجنب -في لائحة الدعوى- كلمات مثل: نلتمس من المحكمة الموقرة، او نرجو، او نستعطف، بل نصر على كلمة (اطلب من المحكمة، او أطالب). فالحقوق تنتزع، لا تهدى كهدية، ولا توزع طلبا للأجر كلحوم الأضاحي.
كراجمات حمم البراكين، تتساقط على جمهرة العراقيين الأرقام الفلكية الصاعقة لرواتب المسؤولين الكبار، والحاشية والنواب وذوي الدرجات الخاصة، والثروات المهدورة، وأولها واردات النفط التي يقال إنها تشكل اكثر من ثلاثة أرباع الميزانية، ويزيد الطين بلة، ما يعلن عن أرقام الذين يعتاشون على الكفاف، او يعيشون على حفافي أو تحت خط الفقر.
معادلة تستعصي على التصديق، وتخرق كل منطق، منفلتة من علوم الحساب والهندسة، متحدية فرضيات العكسي والطردي واللوغاريتمات، والتفاضل والتكامل.
ما العمل ؟ ما الحل ؟ من يقرع ناقوس الخطر ؟
ما ايسر واسهل ان نطلق فئران الاسئلة ؟ ما اشق واصعب ان نحظى بجواب.
ماذا لو اعلن نخبة من المخلصين تشكيل حزب يدعى حزب الفقراء؟ يدعى للانضمام إليه كل من حلم بنصيبه المشروع وحقه الشرعي في ثروات البلد، كل من تاق لبيت آمن، وفرصة عمل غير مشوب بشبهة، وأجر غير ممنون، ورغيف غير منقوع بذلة، وببعض -ولو ببعض- من رغد العيش؟
ماذا لو اعلن الحزب منهجه الإنساني: نحن جيل الرهق والقتر ومخلفات الحروب، وطوابير المنتظرين قطار المستقبل دون جدوى، نحن الذين نرتعب من حذف صفر من أرزاقنا ليغدو أرقاما في ارصدة المتخمين، نحن الشهود العدول على من يتلمظ بمذاق المليون والبليون والترليون، غير آبه ولا مكترث لنقيع الدم الذي يغرق فيه الابرياء، يعمى عن رؤية الجب الذي يبتلع كل من لا يطأطئ رأسه وكل من لا يحسن قول (نعم).
نحن الفقراء المترفعون عن الدنايا، المتطلعون لمجتمع الكفاية والعدل، لا نستجدي قوتا او ملذات زائلة، لن نقف بأبواب المتخمين نستجدي، نحن نطلب لا نلتمس، نطالب لا نرجو ولا نتوسل، نريد ونلح، نريد ان نحيا لا ان نكتفي بالعيش كموتى في اردية أحياء…
نحن حزب الفقراء، نسألكم ان تؤدوا الأمانات إلى اهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل، هذا هو صوتنا الهادر، وهو دريئة من الخطر المحدق، ولقد اعذر من أنذر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram