TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل تطرد عمّان السفير الإسرائيلي؟

هل تطرد عمّان السفير الإسرائيلي؟

نشر في: 28 فبراير, 2014: 09:01 م

بعد تراجع مجلس النواب الأردني، عن المطالبة بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل نتيجة تدخلات كثيفة، فإنه وللمرة الثانية صوّت على طرد السفير الإسرائيلي في عمان. لم تتجاوب الحكومة مع الأولى، والأرجح أنها ستعيد الكرة، لعدم قدرتها ورغبتها في المقامرة بكل ما سعت الدولة لتحقيقه، من خلال تكريس صورة الأردن كصانع سلام، ووسيط نزيه لتحقيقه، خصوصاً في وقت يدعم فيه على المستوى الأرفع، مهمة وزير الخارجية الأميركي، لوضع إطار للاتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل، رغم أن السبب اليوم، هو تهديد الكنيست بنزع الولاية الدينية الهاشمية عن المسجد الأقصى، ما يعني تهديد بنود معاهدة السلام مع إسرائيل، لأن الاتفاقية تمنح الأردن هذا الحق، وهو يتمسك به كورقة لصالحه، عند بحث مواضيع الحل النهائي.

إن رغبت الحكومة بالتعاطي سلباً مع توصية النواب، فإنها قد تلجأ لتسريع إقرار قانون الانتخابات، ما يعني حل المجلس وإجراء انتخابات مبكرة، وهو أمر يحظى برضى الشارع، الذي سينسى التوصية التي لانشك بأن بعض الأعضاء اعتمدها بدوافع نبيلة ووطنية، وأن آخرين سعوا اليها نكاية بالحكومة، بينما أيدها آخرون خوفا من التعرض لاتهامهم بفقدان الحس الوطني، غير أن المهم أن الحكم النهائي على الخطوة، مرتبط بالقدرة على التنفيذ، لا أن يتوقف الأمر عند مُجرد إشهار الموقف، وإذ يعتقد البعض أن الأردن، سيوظف موقف برلمانه للضغط على إسرائيل، ومنعها من نزع الولاية الدينية، فإن المؤكد أن إسرائيل ليست معنية بأمر ينتقص من مشروعها دينياً وسياسياً، حين يحرمها من السيطرة على الأقصى، وأنها لن تتأثر أصلاً بأي محاولة لتوظيفات من هذا النوع.

صحيح أن توصية النواب تعبر عن نبض الشارع، الذي لم يلمس آثاراً إيجابية من معاهدة السلام، لكن الصحيح أيضاً أنه يعتبر الخطوة ناقصة، لثقته أن الحكومة لن تغامر بالاحتكاك مع إسرائيل، بعد أن ناضلت طويلاً لانتزاع اعترافها بحدود الدولة الأردنية، وإذا ظن البعض هنا أو هناك، أن الأقصى مفتاح سلام، فإن آخرين وهم ينظرون إلى نزع آخر راية عربية عن قبابه، كخطوة تسبق تقاسمه أو هدمه، يؤكدون أن المسجد الأسير سيكون سبباً للحرب ، صحيح أيضاً أن التوصية ليست ملزمة دستورياً للحكومة، لكنها ملزمة لها عملياً وسياسياً، فالنواب قادرون على المضي في خطوتهم، بإلزام الحكومة بتنفيذها عبر التلويح بطرح الثقة بها، خصوصاً وأن الغضب الشعبي يطاول إقامة العديد من المشاريع والاتفاقيات المشتركة، وتسخين السلام مع الدولة العبرية اقتصادياً وتجارياً، كما في مشروع قناة البحرين، ولا يتوقف عند حدود العلاقات الدبلوماسية الطبيعية.

خطوة النواب الإعلامية في ظاهرها، هي سياسية بامتياز، لكونها تتناول العبث الإسرائيلي في نصوص معاهدة السلام معها، وعلى هامشها اجتمع عدد من المتقاعدين العسكريين ، مع بعض معارضي التسوية السياسية في حركة فتح ، للتأكيد على عروبة فلسطين من البحر إلى النهر، ورفض وجود السفارات الإسرائيلية على أي أرض عربية، والتصدي بكل الوسائل لخطة كيري المشبوهة، ودعم محور المقاومة الذي يمتد من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى إيران، والعمل من أجل أن يكون الأردن جزءاً من هذا المحور، ما يطرح سؤالاً عن إمكانية إقدام الأردن على طرد السفير، وإذا فعل ذلك، فمن سيحميه من ردود الفعل الأمريكية والدولية، وماهي كلفة ذلك، وهل سيمنح ذلك لإسرائيل ذريعة لمزيد من التصعيد ضد الأردن؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram