TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البغاء بعباءة القانون

البغاء بعباءة القانون

نشر في: 2 مارس, 2014: 09:01 م

 ما يتناثر من مواد ونصوص من قانون  الأحوال المدنية  الجعفري - الجديد -عبر المواقع  والأخبار ، يستدعي  وقفة جادة واتخاذ موقف حازم  حيال مجمل نصوصه  المعلنة ، سيما ما يتعلق  بتخفيض سن زواج الفتاة ، لتسع او عشر سنوات بعدما كان مشروطا  بسن البلوغ ( ١٨ سنة).
ما تبع تشريع القانون من ملابسات ، يسترعي الانتباه ، ناهيك عن الشجب والاستنكار بخصوص  تعليق نسخة من القانون المذكور  في مرقد الإمام علي عليه السلام.
أية إهانة تلحق  بالرموز الدينية الخالدة ، ان تستغل لترويج الأمور الدنيوية المحضة ؟
لن أضيف جديدا إلى ما تناوله  الزملاء - قبلي - بخصوص  إباحة زواج الفتاة في تلك السن المبكرة، سوى الجهر بالقول : إنه بغاء مقنع تحت مظلة القانون وبحمايته .  
الأصل في العقود الصحيحة أياً  كان نوعها ، وأينما كان مكان إبرامها ، توفر  أركانها: الإيجاب  والقبول .. هذان القطبان ، لا يأتلفان  ولا يتلاقيان  إلا بشروط محددة  وواضحة : اهمها، الا  يكون احد الطرفين٠( او كلاهما ) قاصرا… والقصور يعني ضمن ما يعني :  غياب الإرادة الحرة  عند  إبرام العقد: ( غياب الإرادة الحرة  يتجلى : بعدم البلوغ . العته . الجنون  المطبق ، الاضطرار والرضوخ لعقود الإذعان) . الحاجة ( تحددها ظروف المضطر .المرض ، الموت ، إلخ .)
ثمة فقرة حكيمة  دالة  في ثنايا القانون المدني : يحضرني منها بعض مقابساتها: كل من استغلت عاهته ، او حاجته او مرضه او  هواه — نعم هواه ، وتصرف في أمواله المنقولة وغير المنقولة ، فله الحق في الرجوع عما تصرف به ..إلخ .  إن تزويج الفتيات القاصرات ممن هم بعمر الاب - او الجد -  برضى اولياء الامر ، صفقة مشينة . انها عملية بيع وشراء— حرام— مهما كان الثمن بخسا  او باهظا .  لقد عرض - في العراق — كل شيء للبيع —بما فيها  بيع الذمم .. إنه اشنع انواع البيع ، فمن بوسعه إيقاف طغيان المد ، ليعيد لروح القوانين قدسيتها ، وللعلاقات الإنسانية حرمتها . و للعراقي  إرادته  المستلبة .ويقف بوجه قانون يشرعن  البغاء ويبيحه باسم  زواج القاصرات؟
من ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram