لم تفصلنا سوى 24 ساعة لموقعة الشارقة التي ستشهد لقاء أسود الرافدين مع التنين الصيني ومباراة الثأر وردّ الاعتبار الذي سيدخلها منتخبنا الوطني بخيار واحد فقط وهو الفوز الذي لو تمعّنا جيداً في لغة الحسابات سنجد انه الخيار الأنسب للخروج من عنق الزجاجة كون تفكير جميع اللاعبين سينصب على كيفية تحقيق الفوز الذي لا بديل عنه لضمان التأهل إلى نهائيات آسيا في استراليا العام المقبل.
أسود الرافدين على الموعد دائماً خصوصاً في هكذا مناسبات بعد حشدهم فنياً ومعنوياً ونفسياً قائد الكتيبة الخضراء حكيم شاكر الذي يعرف كيف يعزف على الوتر الحساس ونجح قبل ذلك بامتياز ليتمكن فتيانه من ترويض التنين الصيني وتلقينه درسا لن ينساه طوال عمره لاسيما بعد أن تمكن من إلحاق الهزيمة بالأسود في موقعة بكين في تلك الليلة الممطرة التي أذقنا إزاءها طعم الخسارة غير المستحقة عندما شهدت دقائقها الأخيرة ملامسة الكرة لشباكنا بذلك الهدف اليتيم وحالة الطرد للاعب علي عدنان التي شهدتها تلك الدقائق.
لنضع اليوم كل الأمور خلف ظهورنا ونفكر بكيفية الإجهاز على التنين وضرب دفاعاته من الوهلة الأولى خصوصا إننا نمتلك قوة هجومية ضاربة من شأنها اختراق تلك الدفاعات التي تشير المعلومات إلى غياب أهم لاعبين فيها خلال هذه المباراة، ومنتخبنا يضم نخبة أكثر من رائعة تعد مزيجاً من الخبرة والشباب الذين شهدت لهم كل الملاعب التي أبدعوا فيها ليكونوا غداً على قدر عال من المسؤولية وهم الذين نعول عليهم بزلزلة الأرض تحت أقدام الصينيين في مدينة الشارقة الإماراتية التي ستشهد توافد آلاف العراقيين الذين حتى وإن كانوا بعيدين فقلوبهم تنبض بحب العراق وسنرى كيف سيصفق الملايين من العراقيين في كل إرجاء العالم وتكون ليلة ليلاء لا ننساها مهما حيينا كونها ستعيد تلك الأمجاد التي سطرها من قبل عمالقة الكرة العراقية ودحروا منتخبات في قمة عطائها ليكون الأسود غداً فعلاً على الموعد بالزمان والمكان وسنرى كيف يدحرون المنتخب الصيني وستكون الغلبة لنا بإذن الله تعالى، فلا يوجد أدنى شك في ذلك لاسيما إننا نمتلك مجموعة متكاملة من اللاعبين الذين بمقدورهم جرجرة خصمهم وحصره في منطقته واستمرار مطرقتهم الحديدية بالضرب عليه حتى يرفع الراية البيضاء التي ستمنحنا بطاقة التأهل بكل جدارة.
لم أبنِ رأيي المتواضع هذا من فراغٍ ، بل من خلال ثقتي العالية بما تضمه التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني وما تفصح عنه دكة البدلاء العامرة باللاعبين الذين لا يقلون شأناً عن اللاعبين الأساسيين، لذلك قد أكون مفرطاً بالثقة التي جعلتني متيقناً أن ربان السفينة الحكيم شاكر وقائد كتيبة الأسود السفاح يونس محمود وبقية الأسود لن يتنازلوا عن هذا الاستحقاق الذي ربما يجعلنا نتناسى تلك الإخفاقات التي تعرضت لها الكرة العراقية ونعدها بوابة بزوغ الفجر الجديد الذي انبلج مع هؤلاء الفتية الذين ساروا على خطى الكبار ليسطروا لنا أروع الملاحم ويعيدوا موقعة جاكرتا التي شهدت اعتلائهم منصات التتويج عام 2007.
الأسود على الموعد
[post-views]
نشر في: 3 مارس, 2014: 09:01 م