شكراً للفريق قاسم عطا ومعه القيادة العامة للقوات المسلحة ، لأنهم لم يخيبوا ظنني، فقد كنت اتحدث قبل يومين مع احد الزملاء عن الفريق عطا، فأخبرني الزميل ان الرجل آثر الصمت في الآونة الاخيرة، تاركا المجال والأجواء لناطقين ومستشارين اكثر دراية وبراعة.
ولأنني كنت في شوق لسماع صوت الفريق قاسم عطا يعلن أن الامور وضعت في نصابها الصحيح، وان الحكومة كشفت مخططا للاستيلاء على السلطة، فقد استقبلت خبر عودته الى الاضواء امس بحفاوة بالغة، خصوصا، ان الرجل لم يتغير رغم ظهوره بالبدلة المدنية، وان شهور الغياب الطويلة لم تنسه مقولته التاريخية " الوضع تحت السيطرة"، وأن المؤامرة الكونية على جمهورية دولة القانون تزداد ضراوة كل يوم ، وان المنظمات "العميلة" مثل هيومن رايتس ما هي الا أداة من أدوات الموساد الصهيوني ، ولهذا وجدانا الفريق عطا امس، وفي لحظة تجلٍّ "مستدركا" ليقول إن "من يتحدث عن وجود اعتقالات عشوائية يحمل أجندات يسعى لتنفيذها".
وانا استمع الى قاسم عطا "مستدركا"، تذكرت الرجل حين كان يظهر "مشكورا" يفرد عضلاته أمام شاشات الفضائيات متحديا المتظاهرين الشباب الذين خرجوا يطالبون بمحاسبة الفساد والمفسدين، تذكرت كل هذا وغيره كثيرا من التصريحات المتناقضة التي قال فيها الناطق السابق إننا نعيش زمن الازدهار والاستقرار، وان العراق اليوم أكثر استقرارا من كل دول المنطقة.
ولهذا سأظل اقول شكراً للفريق قاسم عطا لأنه لايزال يحمل إلينا أخبارا مفرحة وسط سيل الأنباء المحزنة عن مؤامرة اقصاء عالية نصيف، فسيادة الفريق بنفسه اصر ان يبلغ الشعب العراقي، ، أن صوته لايزال "ملعلعاً"، فهو يستطيع في أي يوم أن يطلق تصريحا "صاروخيا"، وبإمكانه في أي لحظة أن يهدّد "المنظمات الدولية" التي لا تؤمن بالشفافية العراقية ، و تريد ان تستحوذ على ثروات البلاد من باب الدفاع عن حقوق الإنسان، لذلك على كل من يخطر له أن يتحدث عن الأمن ودولة القانون، أن يتذكر أن صوت قاسم عطا سيظل " مستدركا" دائما.
علامات الشفافية العراقية متعددة، من كل لون ونوع: موسم "داعش"، وموسم الحنان والأبوة التي منحها المالكي إلى المفسدين، ، ومواسم تطهير البلاد من مثال الآلوسي ومعه كل الذين يختلفون مع رئيس مجلس الوزراء، ومواسم متكررة من إلغاء جميع أشكال دولة المؤسسات، ومواسم الازدهار الاقتصادي والأمني والسياسي.
أتخيل العراقيين وهم يخرجون إلى الشوارع يعربون عن الامتنان والشكر من المنجزات التي يقدمها لهم كل يوم الفريق قاسم عطا، ليس فقط على "الوضع الذي تحت السيطرة" الذي يعيشون فيه، بل على تذكيرهم بأن الفريق عطا لايزال يرفض الاعتراف بأن هناك انتهاكات ترتكبها الاجهزة الامنية بحق الابرياء، ولماذا يعترف وهو يعتقد مثل غيره ان القوات الامنية "محصنة " عن السؤال ، ولا يجوز مناقشتها، فكل شيء يهون في سبيل رفعة وراحة هذه القوات، وينسى السيد عطا ان الشفافية التي صدع رؤوسنا بها، لاتعترف بالحصانة لأي مخطئ ومسيء، ولعل السيد الفريق الذي قضى فترة تدريب في الولايات المتحدة الأميركية ، يعرف جيدا ان انتهاكات الجيش الامريكي في ابو غريب كشفتها الصحافة الاميركية، والبحث عن الجرائم التي اقترفها الجنود الامريكان في افغانستان والعراق لم يكن وراءه شفافية السيد عطا، وانما صحفيون اميركان كان همهم الوحيد تقديم الحقيقة خالصة للناس، ويعرف السيد عطا ايضا ، ان لا احد في القوات الامريكية تجرأ وخرج ليشتم الصحافة او المنظمات الدولية ويتهمها بالعمالة وتنفيذ أجندات خارجية، فلا شيء يعلو فوق صوت الحقيقة.
لا اريد ان اسرق من الناس فرحة ظهور الفريق قاسم عطا ، ولكنني من جانب الاستدراك اذكره ان لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب " العراقي وليس الموريتاني ، اعترفت وفي اكثر من بيان بوجود اعتقالات عشوائية، وان وزارة حقوق الانسان العراقية وليست " القطرية " قالت ان هناك تجاوزات في عمل القوات الامنية، ولا اريد ان أفاجئه واقول له ان القائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي قال وفي حوار تلفزيوني ان هناك اخطاء ترتكبها الاجهزة الامنية ومنها الاعتقالات العشوائية، بل ان وزارة العدل لصاحبها الفقيه حسن الشمري اصدرت بيانا بشرت العراقيين فيه بإطلاق الاف المعتقلين من الذين برأتهم المحاكم، فلماذا إذاً يطلب منا السيد الفريق تكذيب منظمة دولية، لم تضبط يوما ، انها نافسته على موقعه الوظيفي.
قاسم عطا .. "مستدركاً"
[post-views]
نشر في: 4 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابن العراق
قاسم عطا= مسيلمة الكذاب ، هل نسيتم مقولته الشهيرة الجهد الاستخباري الدقيق الذي ساعد بالكشف على قتلة اتباع اهل البيت في المنطقة الفلانية ولم يذكر لنا مرة واحدة خبر القاء قبض على احد الميليشيات الشيعية وما اكثرها من التي قتلت ألاف الشباب من سنة بغداد والقت
وراكم وراكم
مرة اخرى هل تنشرون تعليقي أم لا؟! الامنستي منظمة مدفوع لها من السعودية ودافعت بل واستقتلت لأجل اطلاق سراح صدام المقبور؟!
كاطع جواد
قاسم عطا و كل جوقة الطبالين و المداحين هم بيادق بيد القائد ( الضرورة) ينطقون و يسبحون بحمده و لنا في سامي العسكري و مثال الالوسي و ووو أسوة إذن لماذا نحمل الرجل فوق طاقته و بصفة هو لا يملكها فهو يعرف ما عليه فعله لذا رأيناه يتسلق الرتب بسرعة البرق و يتبو
ابن العراق
السلام عليكم اين تعليقنا الذي ارسلناه حول هذه المقالة وشكرآ