TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دور النخبة في رتق الشق!

دور النخبة في رتق الشق!

نشر في: 5 مارس, 2014: 09:01 م

يبدأ انهيار الدول ، حين ينفرد في اتخاذ القرارات المصيرية ، الجهلة ،والأدعياء ،وأهل الغفلة ، ويغيب - بتشديد الياء- عمدا او استهانة ، دور النخب المستنيرة، في صنع القرار وتنفيذه .
نظرة عابرة لما نشهده من واقع راهن في بريطانيا -مثلا لا حصرا -نلاحظ الى جانب الملايين من العاطلين، وطوابير الباحثين عن عمل ، وكبار السن ، وعشرات الآلاف من أنصاف المتعلمين ، وأرباع المثقفين ، إلى جانب العدد الغفير من المتسولين ، وبائعي شموم الهوا والهوى في الشوارع والمنعطفات ، إلخ..
أمام تلك الحشود الحاشدة ، تقبع شريحة لا يتجاوز عددها الآلاف على اكثر تقدير ، هي الرحيق المصفى من اعلى الكفاءات في كافة المجالات-سيما العلمية والتقنية - تمتلك حرية الإمساك بزمام الأمور ، بإتقان ودراية ومسؤولية، يعمل أفرادها ، مجتمعين ومنفردين عبر منصات الأبحاث ، والمختبرات ، بدأب وصبر وصمت ، دون ادعاء او دعاية ، أولئك هم الذين يحفظون للبلد أساسيات تفرده ، ويديمون شبابه رغم شيخوخة مؤسساته وقوانينه ، ولا يتوانون عن إزجاء نصيحة او بشارة او إشارة تتحقق في الطب والهندسة وفنون التقنية والزراعة ومجالات الفضاء .
ما كشف عنه النقاب مؤخرا ، ان بعض تلك الكفاءات العالية ، يستأنس برأيها عند اتخاذ القرارات المصيرية - التي تمس حيوات الناس او المؤسسات الحساسة او مستقبل البلد . واعتماد البعض منهم مستشارين لدي مجلس الوزراء..
تذكر الأخبار المتواترة ، ان مكتب السيد رئيس الوزراء العراقي ، يضم ثلاثة آلاف مستشار ، وهو رقم ضخم يستعصي على التصديق ، وسواء أكان العدد صحيحا او مفبركا للنيل من المسؤول او تسقيطا لسمعته، فالسؤال المنطقي الملحاح: كم هي نسبة العلماء وذوي الاختصاص بين المستشارين في مكتب السيد رئيس الوزراء؟
تسألون لماذا تسقط الدول؟ لأنها تتخلى عن زج النخب المستنيرة في قراراتها المصيرية، والأشد إيلاما ومضاضة ، ان تتخلى النخب عن مساندة أهل السلطة حين يجد الجد! هكذا هكذا.. والعين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram