احتل العراق مرتبة متقدمة في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم ، وعلى الرغم من التشكيك الرسمي بما تعلنه منظمات دولية حول حجم الفساد والمفسدين من المسؤولين وحاشيتهم وزبانيتهم ، تبقى اسئلة العراقيين الحريصين على وطنهم حول هذا الملف الخطير مجرد"ثرثرة " تندرج ضمن الحملة العدائية ضد الحكومة المنتخبة ، واستهداف رموزها ، واحد من تلك الرموز قال في حديث متلفز ان العراق يعيش في ربيع دائم ، لاوجود للفقر ،والفساد ، ومشاريع اعادة البنية التحتية مستمرة ، وفي غضون عامين لا اكثر سيتم القضاء على ازمة السكن ، وسيحتفظ العراقي بمفتاح شقة تقع في ابراج تطل على نهردجلة ، ونتيجة ارتفاع دخله سيمتلك سيارة ذات دفع رباعي غير مزودة "بطواطة " تطلق الزعيق لان هذا النوع من المركبات مخصص لكبار الموظفين والمسؤولين واصحاب الدرجات الخاصة فضلا لأعضاء مجلس النواب وعناصر حمايتهم .
رغبة العراقيين في طرح اسئلة حول الفساد تتضمن احيانا الاستفسار عن الدورالاميركي في هذا الملف ، لما يحمل من تداعيات سلبية على مستقبل اقتصاد البلاد ، لاتقل خطورة عن اسلحة الدمار الشامل ، والحقائق تشير الى ان وزير الكهرباءالاسبق ايهم السامرائي يقيم حاليا في الولايات المتحدة وكذلك زميله الاخر كريم وحيد ،واول رئيس لهيئة النزاهة القاضي راضي الراضي عندما عجز عن مواجهة المفسدين من الحيتان الكبيرة والديناصورات ، استقال من منصبه وهرب بجلده الى الخارج اما خلفه موسى فرج فاستقر بمدينة السماوة محتميا بعشيرته ، بعد تلقيه تهديدات في حال نشره ملفات المفسدين ، ورئيس هيئة النزاهة السابق القاضي رحيم العكيلي احيل الى القضاء، وعلى ايقاع "الدنابك" واوتار السنطور والقانون ينشد المتنفذون اغنية الشفافية للاطاحة بالعكيلي وكل شخص يحاول كشف ملف اسلحة" الفساد" الشامل .
التكتم على ملف اسلحة الدمار الشامل اصبح من الاسرار الاميركية ، وربما بعد ربع قرن سيتم الكشف عن بعضها وخاصة اسماء من اعتقلوا بموجب ما يعرف بالادلة السرية وكان عددهم 319 اكاديميا في الجامعات العراقية استجوبتهم فرق التفتيش المكلفة بالبحث عن اسلحة الدمار الشامل ، وهؤلاء ، وعلى حد تصريح ادلى به وزير التربية الحالي محمد تميم يوم كان عضوا في مجلس النواب السابق ، تم احتجازهم في معسكر التاجي من قبل القوات الاميركية بعد العام 2003 ثم رحلوا الى الولايات المتحدة ، ليستقروا هناك مع اسرهم ، وشمل الترحيل مسؤولين وقادة عسكريين سابقين ، اما رئيس جهاز مخابرات النظام السابق طاهر جليل الحبوش فيقال انه يقيم حاليا في مدينة اميركية تقع على الحدود مع كندا .
الشفافية الاميركية في بعض الاحيان تسمح بتسريب معلومات سرية لوسائل الاعلام بعد التاكد من انعدام تاثيرها في الامن القومي ، والشفافية العراقية في تعاطيها مع ملف الفساد والمفسدين تخضع لجملة عوامل تنسجم مع متطلبات ومزاعم الحفاظ على العملية السياسية ، لذلك سيظل ملف اسلحة الفساد الشامل مغلقا الى يوم القيامة ،ونيالك يافاعل الخير.
أسلحة" الفساد" الشامل
[post-views]
نشر في: 5 مارس, 2014: 09:01 م