rnتعود فكرة تأسيس المجمع العلمي العراقي، شأنها شأن بقية الافكار البناءة، الى السنوات التي تلت نهاية الحرب العالمية الاولى، عندما جوبهت الجهات الثقافية في العراق بمشكلة خطيرة، هي مشكلة ترجمة المصطلحات التركية والانكليزية الى اللغة العربية، وايجاد مصطلحات ثابتة لاستعمالها في الدوائر الرسمية، وفي سنة 1926 فكر جديا في أمر تأليف لجنة خاصة من الادباء البارزين المتضلعين من اللغة العربية لوضع المصطلحات الضرورية،rn
rnوما ان تمت الترتيبات اللازمة حتى تألفت لجنة لهذه الغاية كان من بين اعضائها رستم حيدر، وساطع الحصري، وتوفي? السويدي، وطه الراوي والاب انستاس الكرملي، والفلاحي، وكانت باكورة اعمالها طبع كراسة ضمت عددا من المصطلحات.rnrnوعلى الرغم مما اسدته هذه اللجنة من خدمات جلى مباركة في الميدان الثقافي، فان فكرة انشاء مجمع علمي، على غرار المجمعين العلميين في دمشق والقاهرة، ظلت تراود عقول الطبقة المفكرة من رجالات العراق وادبائه اللامعين، وعلى رأسهم الكرملي والرصافي والشبيبي.. ولكن رغم جميع الجهود التي بذلت في هذا السبيل، لم تساعد الظروف على اخراج هذه الفكرة الى حيز الوجود بشكلها المتكامل الحالي، وفي سنة 1945 تألفت لجنة للترجمة والنشر، كانت بمثابة نواة للمجمع، واستمرت في عملها مدة سنتين برئاسة المرحوم طه الراوي وسكرتيرية الدكتور احمد سو?ة.rnوعندما عين العلامة الشبيبي بعد بضع سنوات وزيرا للمعارف، سنحت الفرصة لتحقيق الفكرة، فأمكن بذلك غرس البذرة الاولى لنواة المجمع والتعهد بسقيها واروائها وتجنيد الرجال العاملين لرعايتها لتؤتي ثمارا يانعة، فتأسس المجمع في عهد الشبيبي، وكان اول رئيس له.rnنظام المجمعrnاما نظام المجمع فقد استعين على وضعه بنظامي المجمعين العلميين في سوريا ومصر وغيرهما من المجامع العلمية في اوربا، ويتألف من 29 مادة، وقد حددت المادة الثالثة اغراضه بالامور التالية:rn1-العناية بسلامة اللغة العربية، والعمل على جعلها وافية بمطالب العلوم والفنون العصرية وشؤون الحياة المتطورة.rn2-البحث والتأليف في آداب اللغة العربية، وتاريخ العرب والعراقيين، ولغاتهم وعلومهم وحضارتهم.rn3-دراسة علاقة الشعوب الاسلامية بنشر الثقافة العربية.rn4-البحث في العلوم والفنون الحديثة وتشجيع التأليف والترجمة وبث الروح العلمية في البلاد.rnويقدم المجمع، لتحقيق اغراضه، المساعدات المالية للباحثين والمؤلفين والمترجمين، ويقيم المباريات في المواضيع العلمية والادبية والاجتماعية ويمنح الجوائز المالية للفائزين، وهو على اتصال دائم بالمجامع العلمية واللغوية والثقافية والجامعات. وقد انشأ دارا للطباعة خاصة به، واسس مكتبة تحوي عدة الاف من الكتب في الاداب العربية وتاريخ البلاد العربية والاسلامية. ويصدر مجلة خاصة به تحوي مختلف البحوث اللغوية والادبية والتاريخية.rnاعضاء المجمعrnولما كان اعضاء المجمع يتمتعون بمكانة علمية وذهنية عالية فانهم بطبيعة الحال يؤثرون تأثيرا كبيرا في توجيه خطواته وتسديدها نحو الانتاج والعمل، لا لخير العراق فحسب، بل لخير الاقطار العربية جمعاء، وهم على اربعة انواع:rn1-اعضاء عاملون وهم الهيئة المسؤولة عن سير المجمع ووضع خططه، 2-اعضاء مساعدون. 3-اعضاء فخريون. 4-اعضاء مراسلون.rnومن جملة اعضائه المراسلون، سابقا وحاليا، ممن لعبوا دورا ملموسا في تقدمه: احمد لطفي السيد، والدكتور طه حسين، والدكتور عبدالوهاب عزام، والدكتور احمد امين، والدكتور منصور فهمي، والكاتب المشهور عباس محمود العقاد، والعلامة ساطع الحصري، والعلامة محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي الدمشقي من سنة 1920 الى 1925، والدكتور قسطنطين زريق، ومحمد الخضر حسين، ومن المستشرقين البروفسور (جب) والبروفسور (كيوم) من بريطانيا، و (ماسنيون) و(مارسيه) من فرنسا.rn rnرؤساء المجمعrnوقد تعاقب على رئاسة المجمع بعد تأسيسه العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي اولا، ثم الاستاذ منير القاضي، فالمرحوم الدكتور ناجي الاصيل الذي توفي بالسكتة القلبية في 16 شباط (فبراير) 1963، عن عمر يناهز الثلاثة والستين عاما، بعد ان جدد انتخابه للمرة الثانية بأشهر قليلة وهو من الشخصيات التي لاتحتاج الى تعريف فعدا المناصب العالية التي احتلها، خصوصا كمدير عام لدائرة الاثار العراقية، فان له بحوثا قيمة وآراء سديدة في مختلف المواضيع الادبية والتاريخية، وبعد وفاته اتجهت النية الى تعديل نظام المجمع وزيادة اعضائه من 15 الى 2? عضوا بقصد توسيع نشاطه في الميدانين اللغوي والادبي. وقد تم ذلك فعلا بموجب قانون حكومي جديد صدر في حينه، نص على اعادة تشكيله، بحيث يتمشى والمتطلبات الراهنة. وقد فاز بالرئاسة للمرة الثانية الشيخ محمد رضا الشبيبي، وهو الان يتخذ العدة في سبيل انتهاز الفرصة السانحة لتعديل قانون المجمع حسبما يلائم اتساع نشاطه.rnاما سكرتير المجمع الدكتور يوسف عز الدين الشاعر والاديب المعروف الذي نال درجة الدكتوراه من جامعة لندن، فقد صرح على اثر اعادة التشكيل الجديد، ان من الاهداف التي يتوخاها المجمع، حسب قانونه، النهوض بالدراسات العلمية، بحيث تساير التقدم العلمي في العالم، والمحافظة على سلامة اللغة العربية، ونشر البحوث الاصيلة، وتشجيع الترجمة والتأليف وقد سبق لمجلة (العالم) ان قدمت الدكتور يوسف عز الدين على صفحاتها عندما نشرت ف
المجمع العلمي العراقي
نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 06:14 م