قبل فترة اكتشفت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، أن هناك مجرما يعيش بينهم لا يمكن طلب الغفران له وعليه أن يقدم اعتذاره للشعب علنا،وقبل الاعتذار يقدم استقالته من منصبه لان بقاءه يضر بمصلحة الشعب ويسيء لسمعة كوريا أمام العالم، المجرم هو وزير التجارة والصناعة وهو رجل يحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الناس، لكن خبره الذي تصدر كبرى الصحف وأصبح مادة دسمة للفضائيات جعله منبوذا عند الجميع.
حين سمعت بالخبر قبل قراءة تفاصيله تصورت أن الرجل سرق اموال الحصة التموينية للشعب الكوري "الفقير" مثلما فعل الحاج فلاح السوداني، أو انه استورد أسلحة فاسدة راح ضحيتها المئات من الأبرياء، وقلت مع نفسي حتما ارتكب الرجل معصية كبيرة حين زوّر شهادة الابتدائية ليحصل على الدكتوراه في الحشمة والفضيلة ، وذهب خيالي بعيدا وقلت بالتأكيد الرجل حول عقود الكهرباء لحسابه الخاص كما فعل الوزير "الهمام" ايهم السامرائي ، أو انه شريك في صفقة هياكل المدارس الحديدية التي لم ترَ النور.
ولكن حين قرأت الخبر أدركت أنني تجنيت على مسؤولينا كثيرا ، حين اتهمتهم بالفساد وسرقة المال العام والانتهازية والتزوير، فهذا الكوري "الكافر" ارتكب جرما اشد وأبشع من كل ما فعله الحاج حسن الشمري في وزارة العدل، فقد كشفت احدى الصحف أن احد موظفي مكتب الوزير كان قد اتهم في السابق بقضية رشوة قديمة لكن المحكمة براته فيما بعد ، الوزير خرج إلى وسائل الإعلام ليقول لهم انه يفكر في الاستقالة واعتزال العمل السياسي ، وانه اي الوزير لا يستطيع التخلي عن كرامته من اجل المنصب.
هكذا هبت العاصفة، إذ كيف يمكن الوثوق بوزير عين موظفا كان متهما بقضية رشوة في مكتبه، لم يخرج الرجل على الناس ويقول لهم بان استقالته تعد انقلابا على الديمقراطية، ولم يهدد الناس بتظاهرات مليونية ترفع شعار "بالروح بالدم"، ولم يتهم المنددين به بأنهم من أذناب كوريا الشمالية ويريدون إعادة الحزب الفاشي، ولم يذهب إلى أحد الرهبان البوذيين يرجوه بان يصدر فتوى تمنع انتقاده ، فقط اكتفى الرجل بان اعتذر من الشعب ووضع استقالته تحت تصرف الحكومة.
لو سألت أي مواطن عراقي عن موقف الوزير الكوري، فقد يموت قهرا أو ضحكا، أما لو سألت أي مسؤول عراقي عن رأيه لسارع على الفور باتهام الوزير بأنه إما ساذج أو مجنون!.
هل هناك مسؤول او سياسي يشعر بالحرج، وإذا شعر هل يفكر في الاستقالة، هذا في عرفنا أقصى حالات التطرف، فالعاقل من يمسك بالمنصب بيديه وقدميه وأسنانه يعاونه طبعا شلة من المنتفعين من ابناء عمومته وعشيرته .
في بلاد الواق واق "العراق" لدينا إعلام يوجه أطنانا من تهم الفساد كل لحظة للعديد من المسؤولين، لكن معظمهم يطبقون حكمة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" ومفادها ترك الإعلام يتحدث كما يشاء حتى لو كان الفساد مقرونا بوثائق، بل ان بعض الفاسدين يتباهون علنا بفسادهم.
منذ ايام وفضيحة الابن المدلل للسيد وزير النقل حديث الإعلام العربي والأجنبي، وتوقعت الناس أن يخرج السيد هادي العامري الى الشعب يعتذر وذلك أضعف الايمان، وضربت وسائل الاعلام اخماسا في اسداس وهي تخمن رد الفعل الذي سيقوم به الوزير "الحاج" حتى جاءهم الفرج على لسان النائب عن كتلة بدر كريم العلوي الذي بشرنا بإن "خبر إقالة وزير النقل هادي العامري من منصبه عار عن الصحة لأنه لم يقل ولم يستقل ومازال في منصبه وزيرا للنقل".. واضاف السيد العلوي "حفظة الله" ان "هذا الخبر هو فبركة إعلامية من قبل بعض الأطراف المعادية"، ولفت الى أن "الوزير هو خارج العراق حاليا في فرنسا".
اذن ايها العملاء شعبا ووسائل اعلام ، ما انتم الا ثلة حاقدة تريدون ان تبيعوا البلاد للأجنبي، وتخططون في الخفاء لتشويه سمعة وزرائنا المؤمنين الذين يؤدون الفرائض ويقيمون الشعائر ولا يأكلون مال اليتيم، ولايسرقون لقمة الارامل .
ايها الشعب المغرر به.. السيد الوزير باقٍ في منصبه إرضاءً للجماهير المؤمنة - حصرا - التي تطالب بتطبيق قانون الاحوال الجعفري ، والاهم انها لا تنام الا وهي تضع صورة السيد وزير النقل تحت "المخدة".
توقفوا عن مطالبة الوزير بالاستقالة
[post-views]
نشر في: 8 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 6
فاروق ابراهيم
postكلمه اعريقيه عندما توضع قبل كلمه معينه تعني ما وراء او ابعد من مفهوم الكلمه العراق الان يمر بمرحلةpost corruptionاي ما وراء وابعد من الفساداي باختصار نحن نعيش مرحلة عالية التطور بسلبية الفساد والتعفن وعليه يجب علينا ان لانستغرب ابدا طفولية او مراهقة
سماوتلي
ليست حكومة مؤسسات وانما حكومة عشائر واشخاص غير مؤهلين لادارة اي منصب الفشل الذريع والمهين للمتاسلمين وحلفائهم من القوميين والانتهازيين والحراميه سوف يذكره التاريخ ويكتبه في ذاكرة الامه العراقيه ان الاسلاميين والدوله الدينيه ليسا سوى خرافه وجهل واميه وسر
عراقي للعامري ممنون
أذا كان الأب متخلفاً وجاهلًا فماذا تتوقعون من أبنه أذا كان الأ ب من قتل الأسرى العراقيين في أيران فماذا ترجون من نسله أذا كان الأب قد جعل مطار بغداد مركزاً لتهريب الأموال للمتنفذين في الدولة فلماذا يستقيل أو يقال. أذا كان الأب يشرف على تهريب الأسلحة من أي
ملحد عراقي
عزيزي الكاتب في كوريا وباقي بلاد الكفر والالحاد يوجد الكثير من المؤهلين لشغل المناصب السياسية اما نحن فلايوجد لدينا من هو كفؤ لتولي منصب سياسي ومن يحكم اليوم بمختلف مشاربهم هم قله قليلة . فهل تريد ان يبقى المنصب شاغراً بعد ان يقدم السيد ال
عراقي يتالم
حضيرة خنزير أطهر من طاهركم
عراقية غيورة
يا إخوان إذا الوزير ما عنده غيرة ولا رجولة ليعتذر للشعب العراقي عن الإهانة الدولية الكبيرة التي سببها إبنه الزعطوط ويقدم إستقالته. فأين رئيس الوزراء وأين المحكمة العليا وأين مجلس النواب لمحاسبته وفصله وتقديم إبنه الى المحاكمة العاجلة، لنبرهن ونثبت للعالم