العراق يخلو من مؤسسات مستقلة معنية باجراء الاستفتاء واستطلاع الرأي وما توفرمنها بشكل محدود جدا ارتبط بجهات رسمية، فاصبحت مهمتها اصدار تقاريروبيانات انجاز مشاريع اعادة البنية التحتية ، وانخفاض معدلات الفقر ومكافحة الامية، ومعدلات تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية طبقا لاداء الوزارات، ولطالما شكك ناشطون مدنيون وخبراء بدقة تلك البيانات ،لانها صادرة من الحكومة من دون الاستعانة بجهات مستقلة متخصصة ، وأصحاب هذا الرأي كالعادة تعرضوالاتهامات من مسؤولين باثارة الغبار امام مساعي الحكومة في تحقيق البناء والاعماروالانتقال الى مصاف الدول المتقدمة في العالم .
بعيدا عن بيانات الحكومة وآراء المشككين ، اعلنت وزارة التخطيط استكمالاستعداداتها لاجراء التعداد العام للسكان ، لكن هذه الخطوة اصطدمت بجملة عقبات ،وعراقيل ، فتعطلت لحين حسم الخلافات السياسية ، واعلان جميع الاطراف التمسك بالدستور ، لحل مشكلة المناطق المتنازع عليها ، وفي ضوء ذلك اصبح الاحصاءالسكاني في خبر كان ، ودخل في رفوف النسيان بانتظار معجزة عراقية تتحقق في الزمن القريب ، ولكن الاطراف المشاركة في الحكومة تجاهلت اهمية الاحصاء، ففتحت الابواب مشرعة للتقديرات والبيانات ، فدخل استخدام الارقام في الحسابات السياسية عند الإشارة الى حق ممثلي الأغلبية في حكم الأقلية .
على الرغم من قرب موعد اجراء الانتخابات التشريعية بموعدها نهاية نيسان المقبل ، لمتبادر جهة ما الى اجراء استفتاء اختباري في اقل تقدير للتوصل الى بيانات تقديرية لحساب اصوات قوائمها، ويبدو انها تخشى خوض مثل هذه المغامرة خشية الاصابة باحباط مبكر قد يؤدي الى اصابة زعيم تنظيمها السياسي بارتفاع ضغط الدم، وربما ينقل الى غرفة العناية المركزة بعد ان يكتشف حقيقة حجم قاعدته الشعبية ، وحينذاك سيبدي اسفه لصرف مبالغ مالية ضخمة وزعت بين الناخبين بشكل مساعدات عينية من بطانيات وبطاقات شحن رصيد الهواتف، وتنظيم سفرات للمراقد الدينية.
في الانتخابات السابقة تولى اكاديمي متخصص بالاعلام يترأس مؤسسة معنية باستطلاع الرأي وبدعم دولي اجراء استفتاء لمعرفة توجهات الناخبين ، وباعلان النتائج جاء بعضها متطابقا مع الواقع ، وخاصة في فشل شخصيات تدعي انها تمتلك ثقلا بحمولة اثنين طن بالمشهد السياسي في الوصول الى مجلس النواب ،رئيس المؤسسة قرر الترشح للانتخابات عبر احدى القوائم ، فحرم العراقيين من خدماتها، وفي غياب وجود مؤسسات مماثلة ، ومع نشاط زعماء القوائم بزيارة العديد من المدن للقاء القواعد الشعبية ، وحث الناخبين على المشاركة في التصويت ، لابد ان يعتمد الساسة من رؤساء القوائم اساليب اخرى لضمان الحصول على المزيد من الاصوات ،باقامة الصلاة جماعة والتوجه الى الباري عز وجل بالدعاء لنصرة رئيس القائمة ، والنتائج بلا شك ستكون ايجابية لصالح القلوب العامرة بالايمان والتقوى ، وخير دليل على ذلك إقامة صلاة الاستسقاء وبعدها ينزل المطر.
صلاة "الاستفتاء"
[post-views]
نشر في: 8 مارس, 2014: 09:01 م