اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > حكاية من عالم الليل

حكاية من عالم الليل

نشر في: 9 مارس, 2014: 09:01 م

عندما بدأنا بفتح ملف حكايات من الملاهي... رغم خطورته وأسلاكه الشائكة ... لم نكن نقصد إلا هدفا واحدا وهو ان تكون هذه القضايا والحكايات التي سوف ننشرها تباعا – بما تحويه من اعترافات صريحة لمتهمات سقطن في شراك البغاء السري .. بمثابة موعظة وعبرة لك

عندما بدأنا بفتح ملف حكايات من الملاهي... رغم خطورته وأسلاكه الشائكة ... لم نكن نقصد إلا هدفا واحدا وهو ان تكون هذه القضايا والحكايات التي سوف ننشرها تباعا – بما تحويه من اعترافات صريحة لمتهمات سقطن في شراك البغاء السري .. بمثابة موعظة وعبرة لكل فتاة وأسرة حتى لا تقع في المحظور...

واكتشفنا أيضا أننا وجدنا انفسنا أمام حكايات وقصص مثيرة من عالم الملاهي .. تدخله الفتاة بقدميها تحلم بالشهرة والفن والغناء في الفضائيات .. ولكن تخرج منه إلى طريق آخر هو طريق الدعارة والبغاء وبيع جسدها للرايح والجاي !... وإليكم اليوم حكاية جديدة من عالم الملاهي بطلتها هذه المرة فتاة مثل باقي الفتيات ... ولكن تختلف عنهن في أنها سلكت طريقا خاطئا تدفع فيه الفتاة أغلى ما تمتلك ... شرفها .. بمقابل واحيانا بلا مقابل ... في سبيل تحقيق احد أحلامها وهو الشهرة والغناء والمال مهما كانت النتائج ... التي قد تصل إليه الفتاة في نهاية هذا الطريق الوعر !... من فضيحة لها ولأسرتها بل وتقضي اجمل سنوات عمرها خلف القضبان.
"شوشو" وهو اسم الشهرة الذي ذاع صيته في عالم الملاهي في بغداد ... ورغم سنها الصغير الذي لا يتعدى 17 عاما .. لكنها تحمل قصة لا تعبر عن شيء سوى التفكك الأسري ... مما أدى في نهاية الأمر إلى ضياعها في طريق الظلام ... وتتلخص قصة (شوشو) في أنها نشأة في أسرة بسيطة الحال ... فوالدها عامل في احد المطاعم يكاد يجد قوت يومه ... لم يعد في استطاعته ان يتحمل مصاريف أبنائه الستة ... فلم يجد أمامه سوى منعهم من الذهاب إلى المدارس ... ودفعهم إلى العمل في الشارع لكسب قوتهم اليومي – انتظرت- شوشو كثيرا للخروج من حياة الفقر ... لكن دون امل ... وظل الحال كما هو عليه ... بينما كانت أحلام (شوشو) واسعة لا تتوقف في البحث عن الطريق للوصول إلى المال والشهرة والغناء .. والذي يوفر لها حياة مرفهة يعوضها عن الحرمان الذي عانت منه كثيرا ... مهما كانت الخسائر وكانت البداية ... تعرفت (شوشو) على بعض الفتيات في طريق عودتها من زيارة أقاربها ...استطعن جذبها في الحديث معهن .. والتعرف عليها عن قرب ... شعرت في حديثهن معها – أنهن سيساعدنها في العثور على وظيفة مناسبة .. توفر من خلالها راتب محترم ... تعددت اللقاءات بينها وبين الفتيات ... خاصة أنهن قريبات منها في السكن ... وكثرت الخروج معهن خارج المنزل ... بحجة العثور على عمل ... امتدت ساعات الخروج حتى الليل دون رقيب أو اهتمام من الأب أو الأم ... وفي غياب وعي الأسرة وسؤالهم عن ابنتهم .... استطاعت الفتيات جذبها إلى الذهاب معهن إلى بعض المطاعم والملاهي لتستمتع وتشاهد ... ما لم تشاهده من قبل ... وتعيش وسط عالم يخلو من القيم والشرف والأخلاق ... عملت بعد أيام من المشاهدة عاملة لتقديم الطعام إلى الرواد وتخدم الزبائن مقابل أجر مادي تحصل عليه في نهاية كل ليلة ... حتى جاءت احدى الليالي المظلمة ... وبعد إتمام ( شوشو) من عملها قدمها زميلاتها وشلة الفساد التي اجتمعت معهن إلى السقوط والانحراف ... إلى احد رواد المطعم وكان هذا الشخص يملك نقودا ونفوذا في الملاهي ويرغب يوميا بالتمتع الجنسي مع فتاة جديدة وفريسة جديدة ... وكانت فريسته سهلة بين يديه ... وضاعت عذريتها لتضيع بعدها وتسلك طريق الحرام خطوة خطوة ... ظلت شوشو تبيع جسدها كل ليلة ... مقابل الحصول على المال ... حتى تعرفت على شاب اخر ... ليكون محطة جديدة في حياتها !... أوهمها بانه على استعداد للزواج منها ... وأقنعها بانه سيظل إلى جوارها وسوف يدفعها إلى عالم الفن والشهره ويجعلها فنانة معروفة في الوسط الغنائي ... وقعت في شباكه وشعرت بانه القلب الحنون .. الذي سيعوضها عن حياة الرذيلة التي وقعت فيها ...أقنعها بالزواج السري ليظل معها ثلاثة اشهر يأخذ كل ما يريد منها ... حتى فاجأها بشيء لم يخطر ببالها ... تركها دون ان تعلم حتى طريقة أو مكان يمكن ان تصل إليه من خلاله ... لتعود مرة أخرى إلى عالم الرذيلة السري ... في الصباح كانت تخرج مع الفتيات تتجول في الأسواق والمحال والمكاتب وتمارس الرذيلة في بعض المكاتب لقاء مبلغ معين ... وذات يوم وردت معلومات إلى شرطة المسبح عن وجود فتيات يمارسن الفاحشة في المكاتب التجارية ويقمن بالسرقة من الزبائن أثناء المضاجعة ... الشرطة تلقت الشكاوى وبدأت من مراقبة هذه المكاتب والشقق التي تسكنها فتيات الليل وفي إحدى الليالي تم القبض على (شوشو) في إحداها وهي عارية في أحضان احد الزبائن ... وعند تفتيشها عثر على مبلغ سرقته من الزبون الذي كان يضاجعها !... وداخل مركز الشرطة ... انخرطت (شوشو) في البكاء .. وبعد مرور وقت طويل على بكائها ... وكأنها تريد ان تخفف عن ذنوبها ... بهذه الدموع التي تتساقط من عينيها ... سكتت (شوشو) وبدأت تتحدث عن مأساتها بنفسها ... وقصتها التي جاءت ملخصا في الأوراق التحقيقية التي رفعها المحقق إلى قاضي التحقيق لتقرير مصيرها ... قالت في ندم وحزن ... ظروف أسرتي المادية وراء ضياعي ... بسبب الفقر تركت الدراسة كما تركها أشقائي الذين عملوا صناعا في ورش قريبة من بيتنا ... وكنا بالكاد نجد طعاما لوجبة واحدة في اليوم ... بل واحيانا ننام بدون طعام ... الحرمان والفقر ... الأسباب الرئيسية في ضياعي وعدم اهتمام أسرتي بخروجي ورجوعي للبيت ... وكذلك لم تسألني أمي عن كيفية حصولي على المال ... ومن أين آتي به ... كان أيضا سببا رئيسيا في سقوطي إلى هذه الهاوية ... ذنبي إنني كنت عجولة ... لم أصبر وأتحمل مثل أشقائي ... أسرعت وراء شيطاني لأتبع طريقه ... دون النظر إلى العواقب .. والى حياتي التي ضاعت ... وأيام شبابي التي سأقضيها خلف القضبان !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram