أنا ومثلي ملايين العراقيين نحمل حباً وإعجاباً و"حسداً" كبيرا للنائب محمود الحسن، وكيف لا نحبه ونحن نشاهده في اليوم الواحد أكثر من عشر مرات متنقلا بين البرلمان وبرامج التوك شو، وفي كل مرة نسمعه نشعر كعراقيين بأننا مدينون له بهذه الهمة، فليس مطلوبا من نائبنا الهمام أن "يغرد" أكثر من مرة في اليوم، لكن هموم الوطن ومصالحه تتطلب منه أن يبذل هذا الجهد الذي يأخذ من وقته الكثير..السيد الحسن أجادت لنا قريحته مؤخرا نظرية تقول إن "قانون العقوبات يمنع رئيس الوزراء من الحضور الى مجلس النواب".
منذ أشهر تساءلت لماذا لا يتحلى محمود الحسن بقليل من الرحمة والشفقة تجاه هذا الشعب المغلوب على أمره الذي يطلب منه دوما أن يتابع تصريحاته المسكونة بالألغاز وعلامات التعجب؟ لماذا يصرّ على أن يحاصرنا في الفضائيات والصحف ويطلق سيلا من الكلمات التي فقدت صلاحيتها منذ مدة طويلة؟ طبعا كنت أتمنى أن يستمع الحسن لكلامي ولكن يبدو أن السيد النائب مصر على أن يواصل تنقله اليومي من فضائية إلى أخرى حاملا آخر البشارات .
للاسف لا يريد ان يتعلم محمود الحسن ومن يشبهه، إن الأمم لا تزدهر في ظل ساسة يعتقدون أنهم وحدهم يعرفون مصلحة البلاد.. فالعدالة الحقة لا مكان لها في ظل رجال يخططون من أجل الوصول إلى درجة من الإيمان، بأنه لا خيار أمام الناس سواهم.. لأنهم وحدهم يملكون القوة والحزم، مستبدون يخيفون الناس، لكنهم عادلون في توزيع العطايا والمنح على مقربيهم، وعادلون أيضا في توزيع الظلم على الناس.. أدركت الشعوب الحية، أن الحل في دولة مؤسسات يديرها حاكم إنسان وليس نصف إله ، يتصور أنه بطل منقذ.
لقد تطور العالم من العشيرة إلى دولة المؤسسات، ومن الفرد الحاكم إلى الجماعة التي تدير مصالح الناس.. انتهى زمن مقولة: البلاد تضيع بدون "قائد ضرورة"، قالها القذافي من قبل ويقولها اليوم دعاة دولة القانون.. الناس تريد ان تعرف لماذا العراق دائما في خطر،؟ في السلم وفي الحرب؟ لماذا يرى المسؤول نفسه مخلوق من طراز فريد لم يهبط إلى الدنيا مثل باقي البشر، لماذا يريد محمود الحسن ايهامنا ان المالكي فوق القانون والمؤسسات، وان حضوره للبرلمان جريمة لا تغتفر.
في بلاد المؤسسات تمت محاصرة "الجنرال" آيزنهاور- لا أظن ان محمود الحسن يعرفه – الذي قاد امريكا في انتصار الحرب العالمية الثانية وقد جعل بلده أكبر وأقوى دولة في العالم، ولكن الكونغرس الامريكي اصر على استجوابه، ولم تجدد له الولاية، وكان عليه ان يغادر البيت الأبيض، بطل النورماندي لم تعد له أي علاقة بهذا المكان، ليس للديموقراطية، أي شكل آخر.. سوى شكل احترام سلطة القانون.
ولاننا نعيش عصر محمود الحسن " الكوميدي " فقد خرج علينا وزير النقل هادي العامري بنظرية اخرى تسمح له ومن معه ان يحكموا العراق بنظام التمليك الدائم ، فالرجل الذي رفض مجرد كلمة اعتذار بسيطة عن "الكارثة" التي ارتكبها ولده المدلل، قرر بعد اطمئنانه على أحوال "النجل" الكريم في بيروت، أن يقول لنا ان الوزارة التي يدير شؤونها الأقارب والأحباب ستظل منارة للايمان والتقوى، ولن يستطيع الاعلام العميل التأثير على "الحملة الايمانية للسيد العامري".. داعياً الجميع الى "عدم اثارة الزوبعة أو التصعيد الاعلامي لان البلد يخوض حربا مع الارهاب ويجب ان تتوحد كل الجهود في المعركة ضد الارهاب بدل القيل والقال"، ولم ينس السيد الوزير مشكورا ان يعطينا درسا مجانيا اصول مهنة الصحافة فما نشر عن حادث الطائرة كذب في كذب، مادام مسؤول "من أقارب العامري" لم يصرح بالامر .
وانا اشاهد محمود الحسن واسمع تغريدات العامري، قلت مع نفسي لماذا كنا نلوم القذافي أو مبارك لأنهما تصورا الحكم على انه مجرد لعبة تسلم إلى الأبناء الأعزاء، فساستنا الأشاوس يصرون اليوم على تحويلنا من شعب يتنفس الحرية، إلى قطيع لا يستقيم أمره إلا بالعصا ، او بابتسامة محمود الحسن .
اللهم إنا نشكو اليك محمود الحسن وأخوته
[post-views]
نشر في: 9 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 9
فاروق ابراهيم
استاذ علي القذفي عنده خمس ولد و مبارك عنده اثنين بس ولا واحد منهم يسمح يمتد التوريث لوزرائه و انجالهم احنا تميزنا اقصد جمهورية العراق الاسلاميه المالكيه بان سمحنا لجميع مسؤلي الدرجه الاولى بالتوريث وهذه سابقة(خزي) محد سبقنا الهه كرت عينا
Ali Alsaffar
عظمة الانسان هي ان يعرف نفسه وقدره فيما ملك من الارث الانساني , فيواصل وبثبات ان ملك القدر الذي يؤهله لأن يرى الصواب من الخطأ , وهو بذلك شجاعا واثق الخطامؤمنا بالتاريخ وارثه المتكامل --ولكن يا للحزن والاسى لمن لا يعرف الصواب ويمتلك من بؤس مسيرة الاقدار
سعد ابراهيم
احسنت استاذ علي وانا كلما شاهدت محمود الحسن احس بالغثيان
أبوأثير
أستاذنا الفاضل ... شخصيات بل ألأصح أسماء كالعامري والحسن والسنيد والعطية والشلوواوا والبياتي والشمري والساعدي والعبادي والصيهود والفتلاوي والنصيف أضافة الى كبيرهم المالكي وبطانته أسماء أساوؤا للعشيرة والمذهب والمكون ومثل هذه الأسماء تتوالد وتنمو في فترة م
حنا المالكي
حمدت ربي ان هذا الانسان الذي يتكلم كالانسان الالي ويلقي علينا محفوظاته كطالب مدرسة حفظ الدرس ويردده بسرعه كي لا ينسى الجملة التاليه مع قليل من الرذاذ المرطب للجو انه من بطانة المالكي فلا يليق بالمالكي الى هكذا نماذج غير مقنعة ولا ممتعة حتى للاطفال .
سميح الشذر
وهذه ليست المرة الاولى التي يثير فيها القاضي محمود الحسن الغثيان. ففي صيف 2012 اثار سخرية واسعة عندما جعل عبارة (العدل أساس الملك) آية قرآنية بينما هي ليست آية. وفي العام الماضي دخل مشادة كلامية مع النواب لكرد لانه انكر جرائم الانفال. وبعدها تعرض منزل هذا
مهند حسنين عبد الكاظم
اذا كانت هنالك كرامة للشعب العراقي عليهم ان يخرجوا بمظاهرات عن بكرة ابيهم لأستبعاد جميع اعضاء دولة اللاقانون من الانتخابات لن فضيحة محمود الحسن ليست فقط فضيحة بل هي جريمة مخلة للشرف وكيف يكون هذا قاضي وكيف يؤتمن على مصير الناس وكيف يقضي وما هي عدالة ومصدا
سالم عبد الحسين
تحية: محمود الحسن اخزى واخجل كل عراقي شريف انه شخص موتور وجاهل فكيف اصبح قاضي وهو بهذا المستوى المتندي من السلوك وكيف يصلح ان يكون نائب في البرلمان وهو فاسد ومتعسف باستخدام السلطة ومنتهك للقانون ومزور وفاسد؟؟؟ اليس مافعله فساد اداري ومالي وجريمة شنعاء لات
كامل عبدعلي
السلام عليكم/محمود صالح عاتي الحسن مكان الولادة البصرة /القرنة. رشح عن محافظة بغداد بتزوير مكان الولاده وهذه بحد ذاتها جريمة يعاقب عليها القانون.