الجرائم الإرهابية الأخيرة والمكثفة التي طالت مدينة الحلة، تجعلها تستحق، وبكل المقاييس، ان تعلن كمدينة منكوبة. الحلة التي عشت فيها عامين متتالين للدراسة، لم أجد مدينة عراقية باسمة مثلها. أكاد أراها اليوم من أكثر المدن حزناً وكدراً. كلنا، وأقولها بالمطلق نعرف المقصر، لكن ما من مسؤول حكى ولا حاكم بكى على ما حل بها أخيرا، وقد راح منها في تفجير واحد قرابة 200 ضحية بين قتيل وجريح. ولو ان "أم حسن" جابتها سكتة بسكتة من حكمتنا لليوم، إلا اني حرصت على ان اسمع ما يقول لنا الحاكمون والسياسيون. صمت يكاد يكون مطبقاً إلا قليل منهم نبس ببنت شفة لكن على طريقة (اليشتهي ويستحي) او مثل ذلك الذي صمت دهرا ثم نطق قهرا.
سمعت عن المختار انه قال بان الذي فجر نفسه قد جاء من الفلوجة. يا له من سر كبير واكتشاف لا يدانيه اكتشاف. زين ليش ما لزمته لعد قبل ما يهجم بيوت الناس ويزهق أرواحهم؟ الم تقل بانها محاصرة وانك منتصر؟ هاي واحنه المنتصرين جا لو خسرانين شلون؟ يالله الحجي ماكله الثور كما يقولون وهناك جلود تدبغت فما عاد ينفع بها لوم او عتب. لكن الذي يحيرني فقط هو ان هناك عشرات بل مئات من التفجيرات اليومية لم نسمع عنها تعليقا واحدا من مختارنا، فشعجب "رقّ" قلبه وعلق هذه المرة؟ العلم عند الله وعند حنان الفتلاوي.
الوحيد الذي قال كلمة فيها نبرة حق، ولو انها من باب الاشتهاء والاستحياء أو على طريقة احاجيج يا بنتي وسمعي يا جنتي، هو الحاج باقر جبر الزبيدي رئيس كتلة "المواطن". الحجّي، والله يكثر الحجاج، عدّ تفجير سيطرة الآثار في الحلة بأنه "دليل على هشاشة الوضع الأمني في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات بالانتصار على الإرهاب". تصجيمة مو؟ وهل ينفع التصجيم حين تراق الدماء وتزهق الأرواح؟ أنت تتحدث عن وضع أمني وليس عن وضع "جنسي" فلماذا هذا الحياء يا حاج؟ وما الذي يمنعك من تشخيص من هشّشه ومن هو الذي يتعالى صوته بالانتصار بالاسم؟ تخاف؟ تستحي؟ خو لا تحجي أحسن وحالك حال مئات النواب الساكتين كدكّات الموتى.
أما الذي سمعته ولا أدرى ما الذي أقوله فيه فانه بيان صدر عن حملة شعبية تسعى الى مناشدة مجلس الأمن كي يدين ما حدث بالحلة باعتباره جريمة ضد الجنس البشري! وهذا هو اللي تارك أبوه ويركض وره رجل امه. زين مو عدنا حكومة وبيها رئيس وزراء بيده كل المؤسسات المسؤولة عن حماية أرواح الناس. خو روحوا له بدلا من ان تعبروا القارات بحثا عن حل. حاسبوه. اسألوه. قولوا له شنو شغلك؟ شدتسوي؟ يمعودين هاي شجاكم؟
هاي شمالها الوادم؟
[post-views]
نشر في: 10 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
حامد اسماعيل حسين
استاذ هاشم العقابي المحترم--فاجعة تفجير مدينة الحلة الاخير واستشهاد العشرات وجرح مئيتين انسان بريء استاذ هاشم لنضع النقاط على الحروف القتل اليومي للشعب العراقي يتحمله شخص واحد فقط لا غيره الا وهوالرئيس التنفيذي لمجلس الوزراء الشخص المتزمت والعنيد الفارغ
كاظم الأسدي
استاذ هاشم .. انت مو غشيم ومفتح باللبن ؟ ماكو داعي تسأل هاي الناس شبيها !! بعد خمسين سنه خراب وتجهيل وظلم وقهر .. باتت الناس اليوم تكول (( منو ياخذ أمي أسمي عمي )) ؟؟ فشلونك لو جان هذا العم مؤمن وجهادي وحجي ؟ والناس اليوم تعرف وتحرف