في مباريات كرة القدم.. الحكم المتوج بسلطة الصفارة.. يشبه كثيراً حدّ التوأمة (لجان التحكيم ولجان الاختيار) في المهرجانات المسرحية العربية.. فالفريقان المتباريان أشبه بفرق مسرحية تتبارى لتقديم الأفضل في مهرجان مسرحي.. فماذا يعني أن حكماً ما.. رفعه القد
في مباريات كرة القدم.. الحكم المتوج بسلطة الصفارة.. يشبه كثيراً حدّ التوأمة (لجان التحكيم ولجان الاختيار) في المهرجانات المسرحية العربية.. فالفريقان المتباريان أشبه بفرق مسرحية تتبارى لتقديم الأفضل في مهرجان مسرحي.. فماذا يعني أن حكماً ما.. رفعه القدر والصدفة والتملق ودعاء الوالدين إلى مكانة لا يستحقها.. أن يمنح الفوز لفريق ما لأنه فريق مشهور يجب أن يفوز.. وفقا لثقافة العولمة التي تمارس ضغوطها على رأس الحكم حين يظن وفق طموحاته المريبة بأنها هي من ستحافظ على الصفارة معلقة في رقبته لأطول فترة ممكنة.. وذلك بأن يزيد الفائزين بطولات ويزيد المغمورين حفرة..
برشلونة وريال مدريد وغيرهما من الفرق المشهورة لا يخسرون إلا بصعوبة.. فالحكم مساندهم وحامل همومهم حتى آخر نفس.. قد يضحي بسمعته وتاريخه من أجل أن يجبر عثرات هذه الفرق.. أما الفرق الأخرى فيمارس الحكم عليها دكتاتوريته وعنجهيته وعقده المجتمعية وفق افتراضيات مخيلته التي أكل عليها الدهر وشرب..
إن أردنا انتشال مسرحنا العربي من واقعه الأليم.. علينا أولاً أن نختار بدقة ذلك الحكم (لجان الاختيار والتحكيم).. فالحداثة وما بعدها.. تحتاج أيضا إلى حداثة في الرؤى.. حداثة في الفكر.. حداثة في الاختيار.. أن تفسخ المهرجانات عقود الاحتكار التي وقعتها مع أسماء بعينها نراها حاضرة في كل لجنة..
لجان الاختيار يجب أن تكون لجانا كاملة الدسم.. لا خالية من الحد الأدنى من حداثة الرؤية والفكر والمضمون.. على القائمين على المهرجانات أن لا ينفضوا الغبار عن أسماء فقدت صلاحيتها لتجعلهم سيوفا مسلطة على رقاب أهل المسرح.. فلجنة الاختيار عليها أن تقف مع الجميع على مسافة واحدة.. على تلك اللجنة أن لا تجامل على حساب مروءتها.. وأن تتذكر الخلق المسرحي النبيل.. أن تنسى تصفية حساباتها القديمة.. أو أن تشتغل وفق الهوى وما تقتضيه مصالحها الآنية الزائلة..
عضو من أعضاء تلك اللجنة.. كان يئنّ منذ سنين من ظلم ذوي القربى.. وحين جاء دوره أكل القربة والقربى.. مستخدماً صلاحياته الصفراء والحمراء وملابس التحكيم التي بدت فضفاضة عليه..
إن الكأس التي سقوا المسرحيين منها سيتجرعون مرارتها يوماً ما.. طال الزمن أو قصر..
فالذنب لا ينسى.. والديان لا يموت!!