في عام 1993 صدرت تعليمات تخص تنظيم العمل في الفرق القومية للتمثيل التابعة لدائرة السنيما والمسرح وهي فرقة وطنية تمثل الدولة وتشرف عليها وزارة الثقافة وتدعمها الحكومة مالياً، وبعد عام 2003 واجهت إدارتها إشكالات بما يخص كلفة إنتاجاتها المسرحية وأجور العاملين فيها حيث صدر قرار حكومي من النظام السابق بتصنيف دائرة السينما والمسرح وبضمنها (الفرقة القومية للتمثيل) لفئة دوائر الدولة التي تعتمد على التمويل الذاتي، وكان من أسباب إصدار ذلك القرار في حينه أن الدائرة والفرقة أخذت تتجه نحو العمل التجاري وذلك بتأجير مرافقها، كالاستوديوهات والأجهزة بتقديم مسرحيات صنعت كونها تجارية لأنها تدر أرباحاً طائلة بوقتها.
بعد التغيير وبعدما زالت منابع التمويل الذاتي، حدث الإشكال ،إذ ليست هناك من موارد مالية تغطي كلف الإنتاج وأجور العاملين ،وقد اضطرب الحال واحتج الفنانون وراحوا يطالبون بإعادة الدائرة إلى التمويل الحكومي وانتقلت الإشكالية إلى الحكومة التي احتارت في التصرف ،إلا أنه تم حسم الأمر بالأخذ بالمبدأين: التمويل الحكومي لدفع أجور العاملين ولدفع جزء من كلف الإنتاج، والتمويل الذاتي لسد النقص في الميزانية الإنتاجية.
ليس هذا هو الهدف من هذه المقالة وإنما كان مقدمة لتوضيح مبدأ قانوني ما عادت تأخذ به الإدارات المتتالية التي مهامها في دائرة السينما والمسرح منذ ان تغير نظام الحكم، ففي عام 1993 صدرت التعليمات رقم (7) واستناداً لقانون وزارة الثقافة والإعلام رقم (94) لسنة 1981. وتنظم تلك التعليمات عمل (الفرقة القومية للتمثيل) ،ومن اهم بنودها تشكيل (لجنة استشارية) مهمتها التخطيط والإشراف وتتكون من المدير العام لدائرة السينما والمسرح ومدير الفرقة القومية للتمثيل وخمسة من أعضاء الفرقة يتم انتخابهم من قبل الأعضاء الأصليين ومدير المركز العراقي للمسرح وعضو شرف يتم اختياره من بين أعضاء الشرف في الفرقة.
تتولى اللجنة الاستشارية المهام الآتية:
1- اقتراح خطة عملة الفرقة.
2- ترشيح المسرحيات التي تشارك بها الفرقة في المهرجانات داخل العراق وخارجه.
3- تقييم عمل الفرقة وأعضائها في كل موسم مسرحي.
4- وضع ضوابط لعمل أعضاء الفرقة كافة.
5- تسمية أعضاء الشرف في الفرقة والأعضاء الأصليين والمرشحين من المخرجين والممثلين والفنيين.. الخ.
ولو قامت الإدارة بتطبيق بنود تلك التعليمات لتطور عمل الفرقة حتما ولما بقي معظم أعضاء الفرقة وهم كثير شبه عاطلين عن العمل، ولما حدثت تلك الاعتباطية أحياناً في اختيار العروض المسرحية التي تقدمها الفرقة وهي ليست بالمستوى الفكري والفني المطلوب، ولما حشرت عناصر من خارج الفرقة في أعمالها أو انتحلت عناصر أخرى اسم الفرقة المعتبر.
الفرقة القومية، والفرقة الوطنية أو فرقة المسرح الوطني هي فرقة الدولة وهي التي تمثل الوجه الحضاري للبلد وهي التي تحتوي على ابرز عناصر المسرحية، صحيح ان الفرقة واصلت عملها بجد ومثابرة ولكن لم يصل ذلك العمل إلى مستوى الطموح مقارنة بعملها في المرحلة التي سبقت التغيير، لقد شاركت الفرقة في المهرجانات المحلية والعربية ولكن كانت تلك المشاركة غير مؤثرة ولم تبق المسرح العراقي في صدارة المسرح العربي.
أتمنى على الدكتور المدير العام لدائرة السينما والمسرح وهو شاعر مرهف الحس ان يرجع إلى تلك التعليمات ويعمل على تطبيقها أو على تجديدها من أجل ان يطور عمل الفرقة ورفع مستوى أعمالها فكرياً وفنياً.
الفرقة القومية للتمثيل.. وتناسي تعليمات تنظيم عملها
[post-views]
نشر في: 10 مارس, 2014: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...