وزير في الحكومة الحالية وزعيم تنظيم سياسي اكد مؤخرا في حديث متلفز، القضاء على الفقر في العراق ، مشيرا الى ان الشعب بكل فئاته ومكوناته، يحظى بخدمات من نوع السوبر في الحصول على الماء الصالح للشرب والطاقة الكهربائية على مدار الساعة ، وبعد ايام من تصريح المسؤول اعلنت وزارة البيئة ان العراق اصبح العضو رقم 180 في اتفاقية سايتس الدولية المعنية بالحفاظ على الكائنات الحية المهددة بالانقراض من طيور واسماك وحيوانات برية .
انضمام العراق الى الاتفاقية الدولية يتطلب اعتماد برامج مكافحة التلوث، وايقاف الصيد الجائر للكائنات البرية والبحرية لانقاذها من الانقراض المحتمل ، مع تنظيم حملة مدعومة بحشد شعبي كبير لمتابعة حركة الكائنات الحية ، واماكن وجودها بدء من المدعو "ابوبريص " وانتهاء بنسل الثور السماوي من الثيران والجواميس المنتشرة في منطقة الفضيلية بجانب الرصافة من العاصمة بغداد ، ومناطق الاهوار في جنوبي البلاد ، ولكي تضمن الحملة نجاحها لابد ان ترافقها برامج تتبناها القوائم الانتخابية لكي تثبت حرصها على الدفاع عن حقوق الحيوان والإنسان.
التقارير الصادرة من جهات رسمية واخرى من منظمات دولية اكدت ان نسبة الفقر ارتفعت بعد خضوع العراق لعقوبات اقتصادية، مطلع عقد التسعينات يوم اصبح معدل دخل الفرد ثلاثة دولارات شهريا ، ولم يستطع نظام توزيع مفردات الحصة التموينية انقاذ الملايين من الفقر المدقع العلامة الفارقة لمعظم العراقيين ، وتحت وطأة الظروف القاسية ، اضطربعضهم الى بيع ابواب وشبابيك منازلهم لشراء كيلو لحم او دجاجة لإعداد طبخة تذكرهم بماضيهم السعيد.
الفقر في العراق مازال يكشر عن انيابه ينهش الايتام والارامل والساكنين في العشوائيات ومجمعات الحواسم ، وهذه الشريحة الاجتماعية لم تخطر في بال الوزير صاحب نظرية تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية خلال السنوات الاولى من عمر الحكومة المنتخبة ، ايبقدر سنوات عمر "ابو بريص" المتبقي الوحيد من الزواحف المعروف بنشاطه في خرائب وزرائب ذوي الدخل المنخفض جدا القابعين تحت خط الفقر.
في سنوات فرض العقوبات الاممية على العراق كانت ام سالم توصي ابنها البكر ان يكتبلابنها المقيم في السويد رسالة اسبوعية يشرح فيها اوضاع الاسرة ، الصعبة ، وانها اصبحت على وشك الانقراض ، ف"الكمية" اي مفردات الحصة التمونية لاتكفي ، والاب عاجزعن العمل وراتبه التقاعدي الشهري لايعادل سعر" ركية " والصغار وخاصة الاطفال منهم يتناولون "القنداغ" بدلا عن الحليب لاكتساب نموهم الطبيعي ، "يمه انقرضنا" بهذه الاستغاثة المنطلقة من الام ينهي الابن الاكبر رسالته الموجهة الى شقيقه، ليقوم بارسال ورقة اورقتين من فئة 100 دولار عن طريق "الطروش " والمسافرين الى العاصمة الادرنيةعمان ، ومن هناك تتولى مكاتب الصيرفة ايصال المبلغ الى اسرة ام سالم ، فتنفرج الاسارير وترتفع اصوات الثناء والمديح للابن البار المقيم في الخارج لموقفه البطولي في الدفاع عن اسرته وانقاذها من الانقراض. السؤال هل سمع الوزير بهذه القصةالجهادية؟
تحت خط الانقراض
[post-views]
نشر في: 10 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الناصري
على الأغلب لم يسمع الحاج هادي العامري بهكذا قصص جهاديه لأن جهاد فيلق بدر يختلف كثيرا لأنه كان يضرب الجيش العراقي متناسيا أن اغلب الجنود والنواب ضباط وبعض الضباط هم من عامة الشعب وينتمون إلى كافة الطوائف .....فأي قانون وأي ميزان الذي من خلاله من الممكن ان