هل عقلية وزير النقل هادي العامري لا تفرق كثيراً عن عقلية صدام حسين الذي كان يرى في الدولة إقطاعية خاصة به، ليس للشعب حصة فيها تُرتّب عليه الاهتمام بشؤونها؟
هذا السؤال يثيره ما عبّر عنه السيد العامري من انزعاج حيال الاعلام العراقي لأنه أثار، بحسب الوزير، "زوبعة" و"تصعيداً" بشأن القضية التي ورد اسم ابنه مهدي فيها، وهي قضية إرغام طائرة لشركة طيران الشرق الاوسط المتجهة الى بغداد على العودة، وهي في الجو وعلى متنها أكثر من سبعين راكباً، الى بيروت لأنها لم تحمل على متنها ابن الوزير المتأخر عن الوصول الى الطائرة قبل الموعد المحدد لإقلاعها.
ليست الدولة العراقية مزرعة للسيد العامري ولا لرئيس الوزراء ولا لرئيس مجلس النواب ولا لرئيس الجمهورية ولا لأي موظف آخر في الدولة ولا لأبنائهم وبناتهم.. هذا ما يتعيّن أن يدركه جيداً السيد العامري وسواه من المسؤولين في هذه الدولة.
فضلاً عن الاهتمام اللبناني والدولي بها، فان القضية الفريدة من نوعها حظيت باهتمام واسع للغاية من الشعب العراقي الذي اجتاحته موجة استنكار لأن يتصرف ابن مسؤول بهذه الطريقة. لم يفعل الإعلام العراقي غير القيام بمهمته، وهي متابعة القضية والسعي لاستجلاء حقيقتها ومعرفة ردود الفعل عليها.. هذه هي وظيفة الإعلام وواجبه في دولة تتبنى النظام الديمقراطي. وإذا كان السيد العامري لا يعجبه إعلام من هذا النوع، فليبحث عن دولة أخرى تتبنى النظام الشمولي ليكون وزيراً فيها ويستطيع هو وأبناؤه ان يفعلوا ما يشاؤون دون أن يعترض عليهم أحد، كما كانت عليه الحال في نظام صدام حسين المقبور.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مطار بغداد، عائداً من بيروت، أمس الأول اعترف السيد العامري بان لابنه مهدي علاقة بقضية الطائرة اللبنانية التي عادت إلى بيروت يوم الخميس بعدما تبلّغت بأنها لا يمكنها الهبوط في مطار بغداد ما لم يكن على متنها ابن الوزير العامري. وهذا استناداً الى تصريحات موثقة لمسؤولين في شركة طيران الشرق الأوسط.
لن يستطيع السيد العامري، أو غيره، ترهيب الإعلام الوطني العراقي وابتزازه بالحديث عن التاريخ الجهادي والحرب التي تخوضها البلاد ضد الارهاب، بدل إبلاغ الرأي العام حقيقة ما جرى، والاعتراف بالخطأ وتحمّل تبعات ارتكابه.
من الغريب ان السيد العامري الذي قام بزيارة مفاجئة الى بيروت لبحث موضوع الطائرة، لم يعقد مؤتمره الصحفي في مطار بيروت ليعلن ما يظنه مسؤولية كابتن الطائرة اللبنانية عن القضية. ومن الغريب أيضاً انه لم يوضح لنا لماذا رفض هذا الكابتن نقل ابنه. ومن الغريب كذلك انه لم يوضح لماذا مُنعت الطائرة من مواصلة رحلتها الى بغداد.. ألم يكن ذلك بسبب ابن السيد العامري الذي كانت مصادر طيران الشرق الاوسط قد أعلنت يوم الخميس انه (ابن الوزير) كان غاضباً للغاية لأن الطائرة فاتته، وانه توعد بعدم السماح للطائرة بالوصول الى مطار بغداد، وهذا ما كان بالفعل؟
السيد العامري.. ألم يقل لك أحد إننا لسنا قطيعاً ينقاد بمشيئة راعيه؟
لسنا قطيعاً.. ولا العراق مزرعة
[post-views]
نشر في: 10 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 6
الناصري
من المنطقيات والبديهيات لمعرفة حقائق الامور ان تتعرف على الضد والعكس منها كي تميز الامور ومن المعروف ان الحاج هادي يعتبر من مجاهدي الخط الأول ضد النظام السابق وله خدمه جهاديه والكل يعرف فيلق بدر وصولاته لذا نرجو من الاخ الكاتب ان يكون منصف بالمقارنه بين ا
احمد سلمان
استاذ عدنان حسين اتاك التهديد سريعا من من المعلق الناصري ويبدو انه من الخط الثاني الجهادي وله صولات كالحاج هادي :) اتمنى من الحاج هادي ان يقوم هو وابنه بخدماته الجهادية ضد الارهاب لا في بيروت. لقد تذكرنا صدام المقبور وابنه الغبي عدي لكن تنقصها ( عجل يا با
حنا السكران
ما يضنه العامري والاخ الناصري ان له خدمة جهادية فاخرون ينظرون اليها خيانة تستحق الاعدام وهذا تاريخ العراق المتارجح دوما, ليعتبر من الغريري الذي اشترك في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم اصبح خائنا ثم بطلا ينصب له تمثالا ثم يزاح التمثال ويعود خائنا, المسألة ا
ابو سجاد
من يثبت ان العامري كان مجاهدا وليس قائدا في اطلاعات الايرانية والظاهر هناك ميزة بالمجاهدين كالعامري وامثاله هي الاستهتار والوقاحة وقلة الادب وانعدام الغيرة والناموسية ما الفرق بين استهتار ابنه مهودي وعداوي وقصاوي جميعا حثالات ونفايات التاريخ الظالم الذي ا
حسون زنكنة
ألأخ الناصري! أن ماذكرته عن الحاج هادي حيث أعتبرته من مجاهدي الخط ألأول يؤكد أن الأستاذ عدنان على حق بأدانة أسلوب معالجة الوزير العامري. فالأولى بما تسميهم مجاهدي الخط الأول أن يجيبوا على تساؤلات الناس و الأعلام لا أن يصوروا الحادث بالفقاعة. أنهم اليوم وز
عاشق الجمال والحرية
كل الأسماءوالانتماءات تتغير ويبقى الفساد كما هو.