TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باكستانيو المالكي.. ولبنانيو العامري

باكستانيو المالكي.. ولبنانيو العامري

نشر في: 10 مارس, 2014: 09:01 م

الباكستانيون لا يخافون من المالكي، لكن اللبنانيين يخافون من العامري. كيف؟ إنها "حزورة" شهر آذار المبارك، ومن استطاع حلها فسيحصل على "خدمة جهادية" اعترافاً بجهوده الوطنية.
صباح الاثنين اختصر المالكي موقفه من ازمة العمليات العسكرية غرب البلاد بقوله "لا يمكن ان نتحاور مع مسلحين باكستانيين وهنود في الانبار" وهو بهذا يرد على عقلاء شيعة وسنة ينصحونه منذ شهور بأن العمل العسكري ليس مفيداً في التعامل مع تلك المحافظة. لكن المالكي يبتسم ويصم اذنيه ويصرخ: لا احتاج الى نصائحكم، امنحوني فرصة اخرى لأثبت انني الافضل!
ربما هناك باكستانيون في الانبار فالامر غير مستبعد، اذ مارست كل الجنسيات ذبحنا، وكل الدنيا متضررة بدرجات، من شباب اسلاميين يريدون الانتحار والشهادة! ولكن وجود باكستانيين وهنود في الانبار ينبغي ان يكون سبباً اضافياً يجعلنا نتمسك بالحوار مع العراقيين، حواراً الهدف منه عزل المسلحين الاجانب، لا ان نستمر في اهانة اهل الانبار وجعلهم يفكرون في التعاون مع البنغاليين كي لا يجري سجنهم وتعذيبهم في قضاء خربه المالكي نفسه وجعله في وضع مؤسف. ان الحوار يا حاج ضروري، خاصة وأنك عالق في الانبار بشكل مؤسف منذ ٣ شهور، ولم يبق عاقل يدافع عن نهجك في ادارة ملف الدم!
لكنك يا حاج، تؤمن كما يبدو ان "الكلام بلاش". ولذلك ومنذ ٨ سنوات، تبذل جهداً كبيراً لاقناعنا نحن الشعب، بأن الحكومة السعودية تذبحنا، وتنسى انك انت الحاكم لا نحن، فإذا كانت لديك أدلة رجل دولة على وجود دور رسمي سعودي في ذبحنا، فإن مسؤوليتك تتطلب ان تذهب الى مجلس الامن وتمزق ثيابك وتلطم رأسك الشريف، وتعلن قطع استيراد حتى الجبن السعودي الذي تتناوله على مائدة الافطار.. وتقول للدول العظمى: هذه أدلتنا، وهذه مصيبتنا. اما اذا بقيت جالساً في بغداد، محاولاً اقناعنا بأن السعودية تفخخ وتقتل، فبودي ان اذكرك بأن قناعتنا لا تقدم ولا تؤخر، والدليل اننا مقتنعون بالاغلبية، بأن اجراءاتك العسكرية فاشلة، وأنك سياسي جامد تثير الاحباط والملل، لا يخاف منك الباكستانيون ولا السعوديون، ومع ذلك فأنت تجلس على كرسيك منذ ٨ اعوام، وتطمع بالولاية الثالثة!
ان "تنور الانتخابات يفور" ويوسع دائرة الاعترافات المضحكة. فحليف المالكي، السيد وزير النقل، اعترف بأن ابنه كان طرفاً في مشكلة الطائرة اللبنانية، ولم يقل لنا لماذا ظلت وزارته تكذب علينا ثلاثة ايام، وتقول ان الطائرة لم تهبط في بغداد بسبب "مشكلة فنية". اتضح الان ان المشكلة الفنية في نجل الوزير، لا في مطار بغداد، لكن الوزير لا يستسلم، بل يضع امامنا احتمالين، الاول: ان المقصر كان ابن الوزير، واذا ثبت هذا فإن العامري يبدي استعداده لمعاقبة ابنه. اما الاحتمال الثاني فهو ان يكشف التحقيق، ان اللبنانيين هم الذين كانوا على خطأ... وعليهم ان يعتذروا للعامري وابنه! كيف؟
لقد حدثت مشكلة بين ابن الوزير وكابتن الطائرة، حسب اعتراف العامري، ثم طارت بدون ابن الوزير، وبعد ٢٠ دقيقة عادت ادراجها الى بيروت. ولكن ما الذي اعاد الطائرة الى بيروت يا معالي الوزير، اذا كان ابنك وزبانيتك، ليسوا من أمروها بالعودة؟ هل انتبه الطيار اللبناني اثناء قيادة الطائرة نحو العراق، انه "ارتكب خطأ مع ولدك" فخاف من الذهاب لبغداد، وعاد الى بيروت يرتجف مثلاً؟ ولماذا يخاف الطيارون اللبنانيون من وزير عراقي؟
صحيح، لماذا يمكنك إخافة اللبنانيين بينما يعجز المالكي عن إخافة الباكستانيين في الفلوجة؟ لدي فكرة تبدو ملائمة للجميع، لماذا لا نأخذك للفلوجة ونجرب، فلعلك تنجح ايضاً في إخافة الباكستانيين وداعش؟ واذا نجح الامر فسننتخبك كلنا رئيساً مدى الحياة، وسنسمح لابنك بممارسة هوايته في التلاعب بمواعيد الطائرات. صدقني!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 13

  1. ياسين عبد الحافظ

    جيد

  2. سعدون عبد الله الشريفي

    مقال سمج وسخيف وليس اسخف منه كاتبه السمج . الارهاب يقتل ويذبح ويدمر وكتاب المدى مثل صاحبها ليس لديهم الا المالكي وكان العراق اجتزأ بالمالكي . سخافت كتابكم وعقليتكم التي تنشر على موقع وصحيفة المدى اصبحت ممله وفيها حقد دفين كفاكم مهاترات واتحداكم اذا تنشرون

  3. ابو همس الأسدي

    الأستاذ سرمد ..أرجو السماح لي بالتعليق على ماجاء بتعليق الأخ الشريفي ..وأقول له قد أتفق معك بخصوص مللك من تصدي كتاب المدى للمالكي ومؤاخذاتهم على حكومته ولك الحق بالأختلاف معهم ؟؟ ولكن أرى أن الأسوء من ذلك والأكثر مللا وسخافة هو متابعتك لكتابات الوطنيين ا

  4. ابو سجاد

    الاتلاحظ ياستاذ سرمد ان المختار ورهطه المتخلف متشابهون بالمنطق وخصوصا عبارة الفقاعة قالها المختار على المعتصمين في الرمادي وتحولت هذه الفقاعة الى قنبلة لايستطيع هو ولامعيته تفكيكها وهذا ضابط الاطلاعات الايرانية العامري كرر نفس العبارة حتى تحولت هذه الفقاع

  5. الناصري

    يمكن الأخ سعدون الشريفي من اقارب مقداد الشريفي المشرف العام على مفوضية الانتخابات والذي جاء به المالكي لكي يضمن الفوز .......عيني انتو الدعاة اي الدعوجيه هم تقبلون بتزوير الانتخابات ...........مو التزوير حرام مولاي .......

  6. nabil

    احسنت ولكن انت تريد زبدة من الماء المالكي طائفي ليس لانه يحب الشيعة والتشيع بل يريد ان يكون زعيم تقسيم المجتمع ويصبح زعيم تاريخي للشيعة هو والاده كما هو حاصل لزعماء الطوائف في لبنان وراثة

  7. بلال الهيتي

    سرمد الطائي وفقكم الله في البقاء سلطة رابعة في ظل دولة اختفت بها كل السلطات الا سلطة المالكي وزوج ابنته ،مقال اكثر من رائع ودامت الصحافة الحرة الشريفة منبرا لرأي الشارع اما الاخ سعدون فاحب ان اوضح له ان المالكي رئيس وزراء قائد عام للقوات المسلحة وعدد لا ا

  8. شامل الحميني

    يبدو ان بعض المسوخ المستفيدين من نثر الحكومه الجاهله اموالها على من هب ودب انسى البعض صوابها وجعلهم عبيد السحت الحرام مدافعين عن اجهل حكومه بتارخ العراق اقطابها ابو السبح وابو الكبه وابو البصل وحجي طياره وابو البواسير وسيبقى هؤلاء يحكمون مقدرات البلد ما د

  9. زائر من العراق

    مقال جميل وربط رائع بين الادعاء بمحاربة الإرهاب والطائرة الورقية. وآخر صيحات حكومتنا الفاشلة.

  10. سلام محمود أحمد

    رغم اعتقادي ان الشعب العراقي هو المسئوول الاكبر عما يجري له الا انني اتفق مع الكاتب في كثير مما يقوله. المالكي دكتاتور ولكن الذي يدفعه الى ذلك هو الشعب.

  11. احمد حسن

    العراق اصبح دولة ضايعة وتعبانة ومريضة ولاحول له ولاقوة , اصبح القوي ياكل الضعيف لاقانون ولا انظمة بل حتى رئاسة الوزراء بدون نظام داخلي المسؤولين وعوائلم يبيعون ويشترون بالشعب المسكين بالله عليكم انظروا الى مدن الجنوب وكيف اهملها الحزب الحاكم ولاحظوا الجر

  12. عمار العلي

    يبدو اننا لم ننتهي من قصة عدي صدام حسين والعجب ان ابن الطاغية كان يتنزه في المنصور بمفرده وبسيارته الفارهة في حين ابناء العملية الديمقراطية لا يتحركون الا في بيروت وباريس ويتلاشون في بغداد خلف ارتالهم ومواكبهم الرباعية المظللة ...عجبي

  13. احب بلدي

    كتبت ووفيت اخ سرمد وبارك الله فيك والاخ الناصري شخص من هو السيد الشريفي السؤال الذي اساله للاخوة الاعزاء فيما عدا سعدون الشريفي : هل تصرفات دولة رئيس الوزراء وزبانيته من ايحائه نفسه ام باوامر قاسم سليماني ؟

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram