عزيزي القارئ، بماذا ترد على من لا يعرف السباحة (عاكة) ويعرض عليك ان يدربك على فن العوم؟ أو ماذا ترد على أمي أبجدي يأتيك متبرعا بإعطاء ابنك دروسا خصوصية في شرح "ألفية ابن مالك"؟ وكيف تتصرف حيال من لا يعرف السياقة، لا نظريا ولا عمليا، ويريد أن يقنعك بانه قادر على تدريبك عليها؟ بشرفك مو تجيبه بزيج بغدادي أصلي؟
هذه الأسئلة وغيرها خطرت ببالي وانا اسمع بانعقاد مؤتمر بغداد لمكافحة الإرهاب الذي يقال انه جاء بمبادرة أو باقتراح من المالكي نفسه. حكومتنا التي تعد الأفشل بالعالم في مجال حماية شعبها من الإرهاب، تدعو الدول الأخرى لتعلمهم مكافحة الإرهاب. أليس هذا هو الذي يعلم ابنه الصلاة وهو لا يصلي؟ يا عباد الله ان حصيلة قتلانا من العمليات الإرهابية التي طالت المدنيين فقط وليس العسكريين خلال العشرة الأولى من هذا الشهر، أي لحد الليلة التي سبقت انعقاد المؤتمر، بلغت 381 قتيلا عدا الجرحى. هذا فقط في عشرة أيام. فكم كان في عشر سنوات؟ ماذا أبقت حكومتنا من صورة تلك النادرة للناس خبكه البيتها؟
عندما تستضيف البرازيل مؤتمرا لتطوير أداء لعبة كرة القدم، يطلعلها. وكذلك الإمارات لو دعت لعقد مؤتمر لتطوير المدن والخدمات الإنسانية يطلعلها. وإن أقدمت اليابان على عقد مؤتمر كوني لاستخدام التكنولوجيا في مكافحة الإرهاب يطلعلها ونص. تعرفون احنا شيطلعلنا؟ ان تعقد حكومتنا مؤتمرا تجميليا تحت شعار "تعلموا من مختار العصر فن صبغ الشعر". شحده اللي يكول ما يطلعله.
وإن كانت هذه الأيام داكنة مخيفة لم تترك للنفس رغبة في الضحك إلا ان تصريحا للسيد صفاء الشيخ رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ذكرني بحكاية أضحكتني رغما عني. قال الشيخ ان الحكومة فوجئت "بحضور اكثر من 25 دولة للمشاركة في المؤتمر، إلى جانب اكثر من 40 باحثا في الشأن الأمني من مختلف دول العالم".
نطح ثور هائج زوجة أحدهم فأرداها قتيلة في الحال. ولأن الزوج من فقراء الناس أقام عزاء بسيطا ومتواضعا جدا. بسبب فقره لم يتوقع ان يعزيه غير عدد قليل من مقربيه. لكن الرجل، مثل حكومتنا، فوجئ بأفواج من المعزين يتقاطرون عليه. ما كان يمتلك مالا لإطعامهم أو توفير بسط أو كراسي لجلوسهم. خطب بهم: يمعودين تره والله ماكو داعي كلفتوا نفسكم وهذا قضاء وقدر والمرحومة كبيرة بالسن على كل حال، فعودوا لبيوتكم مشكورين. ردوا عليه: بصراحة إحنا جيناك ونترجاك أن تدلينا على هذا الثور النطح مرتك بلكي يخلصنا من نسوانا!