TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأبناء يأكلون الحصرم والآباء يضرسون

الأبناء يأكلون الحصرم والآباء يضرسون

نشر في: 12 مارس, 2014: 09:01 م

كأن كل المأثورات والمفاهيم الأخلاقية المألوفة٫ انقلب عاليها سافلها… فلم يعد العدل أساس الملك، ولا.. قل الحق ولو على نفسك.
تباهى المستقيم باعوجاجه. واسود الأبيض ولم يستح من سواده. فلا عجب أن تنقلب المقولة العميقة الدلالة: الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، لتصبح: الأبناء يأكلون الحصرم والآباء يضرسون !!
السلطة مفسدة وغواية وغبش رؤية وعمى الوان . حكمة جهر بها الفلاسفة منذ القدم ، ونطق بها سقراط وهو يتجرع السم ويتجاهل كل فرص الهرب .
السلطة شهوة دونية لا تعرف الإشباع ، وهي جنون يتملك القاعد على جمرتها ، حد الانتشاء.
دعكم من جنون السلطة الذي تحكم بنيرون الطاغية الذي أحرق روما وصعد لأعلى برج يتفرج على النيران تلتهم معالم الحضارة الرومانية، يبكي تارة ويضحك تارة .
دعكم من هوى الانفراد بالسلطة الذي لأخذ بمجامع فؤاد الخليفة المأمون — مؤسس وراعي مكتبة الحكمة الجامعة ، والذي يعتبر شمسا في سماوات الحضارة العربية الإسلامية. هو ذات المآمون الذي ارتضى أن يجيئوا له براس أخيه الأمين شاخبا بالدم، محمولا على صينية من فضة !
(أذكر الواقعة بتحفظ شديد على مبلغ صحتها رغم ورودها في اكثر من مصدر).
السلطة — سيما المطلقة —وباء يصيب حامل الصولجان . وحاشيته واولاده .
لم يستدرج (حسني مبارك) لقفص الاتهام غير افراد عائلته ونفر من مقربيه٫ بعد أن فاحت روائح التجاوزات والاستحواذ والرغبة باستئثار السلطة حدودها المعقولة!!
ولم يعجل بنهاية القذافي غير فضائح أولاده في داخل ليبيا وخارجها، ولماذا ننسى القصص الفاجعة التي ألصقت بعدي، والذي — ويا للعجب - لم تحد من تجاوزاته سطوة الاب ولا جبروته.
لماذا يلجمون الفرس قبل اعتلائها؟؟ للإمساك بزمامها و للحد من جموحها، والتحكم في مسيرها ،،
يتابع العراقيون - باهتمام - أخبار اولاد المسؤولين في العراق ليس اولهم (أحمد المالكي) وليس آخرهم ( مهدي العامري) ، مشفقين على الآباء ،،، المساكين الذين انقلبت بين أيديهم المعادلة، لأن أولادهم هم من يستطيبون اكل الحصرم، والآباء رغما عن إرادتهم …… ….يضرسون .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram