حقَّ لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن يباهي وأن يفاخر وهو يستعيد ذكرى آخر الانتفاضات الكردية، وهي التي حررت الكرد من هيمنة نظام صدام حسين وطغيانه في 1991.
في المقابل حقَّ لنا أن نتناسى انتفاضتنا في الوسط والجنوب ونغفل عن ذكرها ونتجاوز ذكراها بالإهمال، فليس لدينا ما نباهي به ونفاخر كالكرد.
الأحياء من الكرد يعيشون الآن بضمير مرتاح، فلقد حققوا الكثير مما استشهد في سبيله آباؤهم وأخوتهم وأبناؤهم، نساءً ورجالاً، في انتفاضة 1991 وما قبلها. أما نحن فالشرفاء منا يعيشون بضمير مأزوم، بسبب هذا الخذلان الشامل لشهدائنا الذين لو قُدّر لهم أن يعودوا إلى الحياة لماتوا في الحال كمداً من هول ما آلت إليه أحوالنا.
الرئيس بارزاني قال منذ يومين في كلمة وجهها إلى مواطنيه في ذكرى أعياد ومآسي آذار(عيد نوروز، اتفاقية 11 آذار 1970، قصف حلبجة بالغازات القاتلة وانتفاضة 1991)، انه ((ما أن انتصرت انتفاضة شعبنا حتى أصبحت كردستان ملاذا آمنا لكل المظلومين في العراق، وبعد سقوط نظام البعث أصبح البون شاسعاً بين إقليم كردستان وبقية المناطق العراقية الأخرى من حيث التطور والإعمار والتعايش السلمي، وهذا دليل على حقيقة أن شعب كردستان شعب يحب السلام ولا يمكن لأي كان هضم حقوقه أو التعامل معه بلغة التهديد والحصار السياسي والاقتصادي)).
إذاً، يباهي بارزاني بتحول إقليم كردستان بعد 1991 إلى ملاذ آمن لمظلومي العراق، ويفاخر بما حققه الإقليم منذ 2003 من تطور وإعمار وتعايش سلمي، فبماذا يفاخر قادتنا وزعماؤنا الذين سُلّمت اليهم السلطة تسليماً، ولم يأخذوها "بذراعهم" ولا بعرق جبينهم؟
أيباهون بتصارعهم المتوحش على الكراسي بما يفوق صراع ضواري البرية؟.. أم بحربهم الطائفية الطاحنة التي كلما خبت ألسنة لهيبها زادوا نيرانها سعيراً؟ أم بفسادهم المالي والإداري المنفلت؟ أم انهم يفاخرون بالفشل الراسخ والعنيد لدولتهم؟ أم بالمستويات الفلكية للفقر والبطالة والامية؟ أم بالمدارس والمستشفيات والمدارس الآيلة للسقوط على رؤوس الطلبة ومعلميهم والمرضى وأطبائهم؟ أم بالمدن التي تحولت إلى مزابل ومستنقعات للمياه الآسنة؟ أم بالأمن المفتقد؟ ... أم .. أم ..؟
بوسع الرئيس بارزاني ومساعديه أن يتحدثوا عن العشرات، بل المئات، من قصص النجاح في إقليم كردستان. وبوسعهم أيضاً أن يتحدثوا عن عشرات القصص المتصلة بمساع لعرقلة هذا النجاح والحدّ منه، أكثرها منّا. أما نحن فليس بإمكاننا الحديث عن قصة نجاح واحدة، لا في ميدان الأمن ولا الزراعة ولا الصناعة ولا الري ولا الخدمات العامة .. بوسعنا فقط أن نروي عشرات بل مئات قصص الفشل التي لو قُدّر لشهدائنا أن يبعثوا الى الحياة من جديد لفضلوا، بسببها، الموت على حياة غير كريمة من نمط ما نعيشه الآن في بغداد والبصرة والرمادي وكركوك وسائر مدننا خارج اقليم كردستان.
للكرد أجمل التهاني في اعيادهم الآذارية .. ولنا العزاء في مصابنا، والأمل بان ثمة نقطة ضوء في نهاية النفق.
ونحن .. بمَ نباهي؟
[post-views]
نشر في: 12 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
فاروق ابراهيم
سيد عدنان قادتنا قدس الله سرهم ليسوا بحاجه الى التباهي بنضالات سابقه او انجازات على حياة الواقع الحالي هذه كلها بدع الكفر العلماني انهم مدججين بالعصمه و القداسه وهذ يحصنهم من أي نقد او اعتراض لان ذالك يعداساءه الى المقدس حتى انجازاتهم مقدسه مثل قانون الاح
الناصري
من اين يأتي الامل ومن اين يأتي النجاح وقد أستحوذ على ادواته أناس فاشلين لكنهم مبدعين بشيئ واحد وهو في كل يوم يبتكرون لنا قصة فشل جديده تقتل الامل في قلوب المظلومين وليست قصه صخرة عبوب ببعيده والكارثه تولي بطل هذه القصه منصب لو وضع فيه شخص مناسب لكان حقا ا
المدقق
نحن نباهي كل العالم بان المالكي اعدم الذي كان سبب كل هذه المآسي ..
ستار العراقي
أذكرك يا عدنان حسين ومنذ اليوم الأول إنك أنت أحد من ساهم بتقوية قادتنا وزعماؤنا هؤلاء الذين سُلّمت اليهم السلطة تسليماً، ولم يأخذوها بذراعهم ولا بعرق جبينهم كما تقول ، والآن ترى نتيجة نفخك ونفخ غيرك في شراعهم ، قل لي بعقيدتك من في العالم كله أسوأ من