عندما لعلع صوت المالكي بنبرة دكتاتورية مطالبا بإعادة عدّ وفرز نتائج انتخابات العام 2010 باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، كان أول من تصدى له السيد عمّار الحكيم. قلت في وقتها انه سجل هدفا نظيفا في مرمى الدكتاتورية في وقت وقف فيه أغلب "الفرقاء" الشيعة موقف المتفرج.
واليوم إذ يقترب موعد الانتخابات البرلمانية، والمختار يضرب ذات اليمين وذات الشمال بتخبط مكشوف مستقتلا من اجل "الثالثة"، تحرك الحكيم ليسجل هدفا ثانيا قبل ان يحل الوقت الضائع.
كانت كلمة السيد في ملتقاه الثقافي يوم الأربعاء الفائت بمثابة بيان "شيعي" لتشخيص مكامن الخطر الذي ينتظر العراقيين بفعل تصاعد أحلام الحالمين بالولاية الجديدة. وإن كان السيد عمار بطبيعته يعتمد لغة التلميح أكثر من التصريح، لكن كان عليه، وبفعل خطورة ما كشف عنه، ان يتخلى عن تلك الطبيعة، لأن كل ما قاله تقريبا يتعلق بدماء الناس ومصيرهم، حيث للضرورة أحكام كما يقولون.
عندما يقول بأن "الإرهاب يتبع الستراتيجية الأمنية فكلما كانت كاملة وشاملة كان الإرهاب محدودا ومحددا ومحاصرا، وكلما كانت مجزأة ومبتورة وارتجالية كانت الثغرات كبيرة وكان تمدد الإرهاب أكبر"، فنحن نعرف من هو الذي يحتكر رسم تلك الستراتيجية وحده رغم افتقاره لفهم أبسط فنونها.
وعندما يقول بان السياسة واختلاف وجهات النظر حول الأولويات "ليست مبررا أبدا لتحويل الاختلاف إلى نظرية (من ليس معي فهو مع داعش)"، هل هناك غير "صاحبنا" يعيد أسطوانة "الما يصفك عفلقي" بطبعة مختارية؟
وحين يدعو السيد إلى "الاهتمام بانضمام أي دولة إلى صف محاربي الإرهاب ومجرمي رموزه وأفكاره وداعميه" ألا يقصد النظر بموضوعية إلى قرار السعودية بحظر مجموعة من المنظمات الإرهابية بدل اتهامها بدعم الإرهاب في هذا الوقت بالذات؟ ومن هو الذي اتهمها؟ هل هناك غير "جارنا"؟
وحينما يبين ان "هناك استفزازا للجمهور عند استخدام شائعة هنا أو تحريك ملف ملفق هناك أو محاولة تسقيط شخصية سياسية عن طريق ترويج مواقف مفتعلة واستفزازية لاسيما عندما تكون لهذه الشخصية اعتبارات دينية ومكانة اجتماعية"، هل يخطر ببالنا غير هجمة "المختار" هو، لا غير،أيضا على السيد مقتدى الصدر بطريقة لا يقدم عليها تلميذ في دار حضانة السياسة؟
يا سماحة السيد أنا وغيري مثلك يمكننا أيضا كتابة مئات الأعمدة ننتقده دون الإشارة إلى اسمه وقد لا يلومنا أو يلومك أحد، فالعذر ليس صعبا.
فبعضهم يرى ان ذكر اسم المقصود قد "يكبّر راسه" كما يقولون. وبعض قد يجد في أغنية "ولك لو تسوه العتب جا عاتبيتك" شفيعا له. والسياسي قد يرى في تجنب ذكر الأسماء وسيلة للحد من التصعيد. لكن كل هذه الأعذار تصبح لا قيمة لها لو فاحت في البلد روائح الدم والطغيان في آن. أليس كذلك سيدنا؟
جميع التعليقات 4
الناصري
من هو الذي دمر البلد وجلب لنا مختار العصر يصول ويجول إلا التحالف الوطني الشيعي الطائفي الذي تدعمه الجائره إيران بمسحه إنتقاميه وإستحواذيه وكانت هنالك المئات من السبناريوهات عام2010 ولكنكم أبيتم إلا سيناريو إيران فأصبر يا عقابي هذه الخلافات كلها ستنتهي ب
حامد اسماعيل حسين
من نوري المالكي الى صدام حسين نعم هذا شعار ودعم جناح واتباع نوري المالكي للصداميين----استاذ هاشم العقابي كونك اعلامي ومحلل سياسي بارع وشاعر الا تتفق معي لانك تسمي الاشياء بمسمياتهما هل حقا يعقل شخص مثل شخصية مثال الالوسي اللي اخذ الارهاب الساقط منه ولدين
ابو اثير
أستاذنا الشاعر المغترب .. أضم صوتي لصوت ألأخ الكريم الناصري فألتحالف الوطني كان عنده عدة خيارات عملية لأصلاح الوضع ألا أنه آثر عليها بحلول ترقيعية كان فيها للضغط ألأيراني الحظوة العليا على الحلول المحلية ومنها عملية سحب الثقة من المالكي ولو أن التحالف
عراقي
عجبا لهذا الحقد على المالكي كل ذلك لانه صريح في عباراته لا يعرف النفاق السياسي كما اعتاده عماركم ... كفرتموه لان كفر علنا بكلاب السعودية وقطر التي نهشت اجساد مذهبه ... جعلتموه طفلا لان صرح بما تكتمه أفواهكم الجبانة بان مقتدى ومليشياته جهلة وهم من عاثوا بأ