الانسان القديم فرض سيطرته على الارض بقدراته العقلية والقتالية ، مستخدما ابتكاراته في صنع الاسلحة لملاحقة الحيوانات والوحوش ، فاحتل المغارة والكهف، وطرد الكائنات الاخرى "الارهابية" من جغرافيا نفوذه ليوفر الاجواء الملائمة لمزاولة نشاطه في الزراعة والرعي ،السلاح في العصور الحجرية لا يتعدى الرماح والفؤوس ،واغصان الاشجار بمعنى اخر التواثي الثقيلة من عيار 180 ملم وبعد اكتشاف المعادن ، وباستخدام النار ، تعززت القدرة القتالية لاجدادنا الاوائل ، وبعد القضاء على كل الحيوانات "الإرهابية " في مقدمتها الديناصورات ، اخذ الصراع شكل نزاعات مسلحة بين بني البشر ، واستمر حتى الوقت الحاضر ، وعجز مجلس الامن الدوليعن الحد من التوترات ، وفشلت محاولات ايقاف سباق التسلح ، بين الدول المتخاصمة ،وبدخول التكنولوجيا الحديثة بات السلم الدولي مهددا ، فنشبت حروب اقليمية ، واخرى داخلية ، اتعسها واخطرها الحرب الاهلية بين ابناء الشعب الواحد .
في بلاد العرب التي توصف بارض الحضارات والامجاد ، والفروسية والكرم ونصرة المظلومين بحسب مؤلفات مؤرخي السلطات على مر العصور ، اندلعت مئات الحروب ،استمرت مئات السنين ، خلفت رمادا في اسفله جمر سرعان ما يشتعل بانفعال زعيما و حاكم يقود صولة لغزو الاعداء طلبا لثأر قديم ، ففقدت بلاد" الامجاد " استقرارها، ونشطت فيها تجارة الاسلحة ، وحملت السيوف اسماء اصحابها ، وتطورت الىصواريخ باسم العابد والظافر والناصر ، استنزفت الدخل القومي لتصل الى مقرات الاعداء العسكرية .
في قصيدة لشاعر من جيل ما بعد الحداثة من سلطنة عمان، وصف استخدام السلاحبانه تعبير عن "استهتار" الدول والاشخاص بالقيم الانسانية ، وفشلها في حلا لنزاعات عن طريق الحوار والتفاوض ، رؤية الشاعر في زمن انتشار السلاح النووي ،موقف شخصي لايمتلك قوة التاثير ، في اصحاب القرار ، لان هؤلاء غير معنيين بالشعر والفنون واستهتارهم وصل الى القيام بزيارات مكوكية الى الدول الكبرى لمنحهم اسلحة متطورة باموال ضخمة لتعزيز الترسانة العسكرية لغرض بسط الامن في مناطق التوتر وبمعنى ادق الحفاظ على وجود "السلطة المستهترة " بملاحقة الخصوم وتصفيتهم ، كما فعل الانسان القديم يوم استخدم توثية عيار 180 ملم في القضاء على اكبر ديناصور في المنطقة يحاول الوصول الى السلطة عن طريق تنفيذ انقلاب عسكري .
على وفق وصف الشاعر العماني، اسلحة "الاستهتار" تنوعت فهناك صواريخ ارض ارض ، وارض جو ، ولكل سلاح مواصفاته وقدراته وطريقة استخدامه ، ويجمعها قاسم مشترك انها مستوردة من الخارج باستثناءات قليلة جدا ، تمتلكها الجيوش حصرا ،وبالامكان تحويرها محليا لتكون من اسلحة الدمار الشامل ، وعندما تقع بيد عناصرالتنظيمات الارهابية تصبح ضمن اسلحة الاستهتار بالقيم الانسانية وعامل تهديد للسلم الدولي ، على حد وصف الشاعر العماني .
"استهتار" ارض جو
[post-views]
نشر في: 14 مارس, 2014: 09:01 م