TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "استهتار" ارض جو

"استهتار" ارض جو

نشر في: 14 مارس, 2014: 09:01 م

الانسان القديم فرض سيطرته على الارض بقدراته العقلية والقتالية ، مستخدما ابتكاراته في صنع الاسلحة لملاحقة الحيوانات والوحوش ، فاحتل المغارة والكهف، وطرد الكائنات الاخرى "الارهابية" من جغرافيا نفوذه ليوفر الاجواء الملائمة لمزاولة نشاطه في الزراعة والرعي ،السلاح في العصور الحجرية لا يتعدى الرماح والفؤوس ،واغصان الاشجار بمعنى اخر التواثي الثقيلة من عيار 180 ملم وبعد اكتشاف المعادن ، وباستخدام النار ، تعززت القدرة القتالية لاجدادنا الاوائل ، وبعد القضاء على كل الحيوانات "الإرهابية " في مقدمتها الديناصورات ، اخذ الصراع شكل نزاعات مسلحة بين بني البشر ، واستمر حتى الوقت الحاضر ، وعجز مجلس الامن الدوليعن الحد من التوترات ، وفشلت محاولات ايقاف سباق التسلح ، بين الدول المتخاصمة ،وبدخول التكنولوجيا الحديثة بات السلم الدولي مهددا ، فنشبت حروب اقليمية ، واخرى داخلية ، اتعسها واخطرها الحرب الاهلية بين ابناء الشعب الواحد .
في بلاد العرب التي توصف بارض الحضارات والامجاد ، والفروسية والكرم ونصرة المظلومين بحسب مؤلفات مؤرخي السلطات على مر العصور ، اندلعت مئات الحروب ،استمرت مئات السنين ، خلفت رمادا في اسفله جمر سرعان ما يشتعل بانفعال زعيما و حاكم يقود صولة لغزو الاعداء طلبا لثأر قديم ، ففقدت بلاد" الامجاد " استقرارها، ونشطت فيها تجارة الاسلحة ، وحملت السيوف اسماء اصحابها ، وتطورت الىصواريخ باسم العابد والظافر والناصر ، استنزفت الدخل القومي لتصل الى مقرات الاعداء العسكرية .
في قصيدة لشاعر من جيل ما بعد الحداثة من سلطنة عمان، وصف استخدام السلاحبانه تعبير عن "استهتار" الدول والاشخاص بالقيم الانسانية ، وفشلها في حلا لنزاعات عن طريق الحوار والتفاوض ، رؤية الشاعر في زمن انتشار السلاح النووي ،موقف شخصي لايمتلك قوة التاثير ، في اصحاب القرار ، لان هؤلاء غير معنيين بالشعر والفنون واستهتارهم وصل الى القيام بزيارات مكوكية الى الدول الكبرى لمنحهم اسلحة متطورة باموال ضخمة لتعزيز الترسانة العسكرية لغرض بسط الامن في مناطق التوتر وبمعنى ادق الحفاظ على وجود "السلطة المستهترة " بملاحقة الخصوم وتصفيتهم ، كما فعل الانسان القديم يوم استخدم توثية عيار 180 ملم في القضاء على اكبر ديناصور في المنطقة يحاول الوصول الى السلطة عن طريق تنفيذ انقلاب عسكري .
على وفق وصف الشاعر العماني، اسلحة "الاستهتار" تنوعت فهناك صواريخ ارض ارض ، وارض جو ، ولكل سلاح مواصفاته وقدراته وطريقة استخدامه ، ويجمعها قاسم مشترك انها مستوردة من الخارج باستثناءات قليلة جدا ، تمتلكها الجيوش حصرا ،وبالامكان تحويرها محليا لتكون من اسلحة الدمار الشامل ، وعندما تقع بيد عناصرالتنظيمات الارهابية تصبح ضمن اسلحة الاستهتار بالقيم الانسانية وعامل تهديد للسلم الدولي ، على حد وصف الشاعر العماني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram