TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > القهوة والمقاهي

القهوة والمقاهي

نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 06:21 م

rnد. محمد حسين الزبيديلقد اختلف المؤرخون في تحديد زمن اكتشاف القهوة (البن) وكذلك اول من استعملها لكن اقدم ذكر ورد بشأنها كان في ارجوزة شرف الدين العمريطي الذي اشار الى بدء استعمالها كان مابين 816 هـ 1414م وانتشر بعد ذلك في سنة 875هـ 1470م في عهد محمد بن سعيد الذبحاني.rn
rnوقد ادخل القهوة الى جزيرة العرب ابو الحسن علي بن عمر الشاذلي والي (مخا) (سنة 812هـ 1418م) وكان جمال الدين بن محمد بن سعيد اول من اصدر فتوى بعدم تحريمها ثم حدث الانكار عليها بمكة المكرمة خلال اعوام 917هـ 1520م على يدي شقيقين كانا مشهورين بالحكيمين وقد رحلا الى مصر اواخر دولة الغوري واقاما بها حتى قدم اليها السلطان سليم شاه (السلطان سليم العثماني) فأمر بقتلهما بعد ان حرضه الناس عليهما! rnوانتقلت القهوة الى اسطنبول في عهد السلطان سليمان وتبع ذلك افتتاح اول مقهى هناك سنة 926هـ 1554م وهو يعود لشابين عربيين احدهما من حلب والثاني من دمشق، وقد وجد علماء الدين انذاك ان في القهوة خدرا ربما يفوق الخمر فانتهزت السلطة العثمانية هذه الفتوى فمنعت شرب القهوة واغلقت مقهى العربيين بعد ان تسربت اليها انباء تقول ان هذا المقهى اصبح واحدا من اماكن التجمع والتحدث في السياسة ونقد السلطة، فاراحت واستراحت!.rnولكن هذا المنع لم يطبق بحرفيته ولاسيما الجزء المهم فيه الذي يقول ان (تحميص) القهوة كالفحم هو اشد من الخمر وعلى هذا الاساس اجاز الوعاظ شرب القهوة على ان لاتصل الى حد (التحميص) فاقبل على تناولها العلماء والمشايخ والوزراء وكبار رجال الدولة!rnوجاءت القهوة الى العراق خلال سنوات العقد الاول من القرن العشرين وانتشرت المقاهي على نطاق ضيق قبل ذلك بسنين كثيرة ويشير بعض مؤرخي تلك الفترة الى وجود (تحميصخانه) في الجانب الشرقي من بغداد قرب جسر الشهداء (اليوم) وكانت الحكومة تتقاضى رسوما عن هذا العمل فتعطيها بالالتزام والضمان ووجوب التزام اصحاب المقاهي بذلك ومنعهم من (التحميص) على نفقتهم الخاصة!rnواغلب الظن ان هذه الرسوم المجحفة الغيت بعد سقوط السلطان عبدالحميد سنة 1908 وظهور المشروطية.rnنعود الى بغداد فنقول انها عرفت المقاهي على يد الوالي جفالة زاده سنان باشا الذي بنى الخان الشهير (خان جفالة) والحق به مقهى صغير فصار العامة يسمونه (خان جغان) وهو يقع على نهر دجلة خلف المدرسة المستنصرية، وقد استخدم هذا الخان حتى وقت قريب كمخازن لدائرة الكمارك. rnوبعد (خان جفالة) يأتي مقهى حسن باشا الذي شيده والي بغداد حسن باشا كسوق وخان ومقهى عرفت جميعها باسمه وقد وصف لنا هذا المقهى الرحالة (تيكسيما) عبر رحلته الى العراق التي تمت في كانون الاول 1604 ومما قاله (ويستخدم في المقهى غلمان ملابسهم فاخرة يتولون تقديم القهوة وقبض الدراهم، وهناك الموسيقى تعزف وغيرها من وسائل التسلية واللهو)..rnواغلب الظن ان موضع مقهى حسن باشا كانت يقع قرب جامع الوزير الذي بناه حسن باشا ابن الوزير محمد باشا، والظاهر ان هذا المقهى هدم بعد توسيع شارع المأمون عند رأس جسر الشهداء الحالي.. هذه العجالة عن القهوة والمقاهي اوردها بمناسبة اغلاق وافتتاح مقهى الزهاوي مجددا!.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram