انتظرت الناس رداً من وزير العدل بِشأن تكرار حوادث هروب االسجناء ، فخرج عليهم يبتسم ليخبرهم بانه كان متفرغاً من قبل حزبه " الفضيلة " لكتابة قانون الأحوال الجعفري ، طبعا لا اعتراض عندي على أن يجرب السيد حسن الشمري حظه في كتابة القوانين والدساتير لينضم الى قائمة كبار فقهاء الدستور والقانون في العالم ، ومثل ملايين العراقيين لا أملك أن امنع أي مسؤول من ان يمارس هوايته في السلطة ، ما دام يعتقد ويؤمن ان صندوق الانتخابات منحه هذا الحق.
ولكن في معظم دول العالم نجد أن العديد من المسؤولين ومعهم أحزابهم يمارسون فضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ حين يجدون معارضة قوية لقراراتهم ، وهذا امر يشكل اليوم جزءاً من نسيج الحكومات المتحضرة، وتاريخ الاعتذارات مليء بالمواقف الصعبة لعدد كبير من المسؤولين في الغرب ، وهم يخرجون للناس يقدمون اعتذاراتهم، ومعها خطاب الاستقالة بسبب أفعال أساءت لقطاع من قطاعات المجتمع.
عشر سنوات مرت ولم نسمع إن مسؤولاً عراقيا قال بصوت عال "سامحوني فقد أخطأت"، فهم لا يُخطئون.. وان أخطأوا "لا سمح الله" فهذا في مصلحة البلاد والعباد ولا يجوز الاعتذار عنه، ولابد من خروج تظاهرات تؤيد هذا الخطأ وتطالب بتكراره ، لان فيه صلاح ومصلحة الأمة ورقيها.
مبدئيا، أؤمن بحق كل مسؤول في أن يعبر عن رأية ضد أي شيء لا يعجبه، لكن ما يؤلم النفس أن البعض يصل به التضليل والخداع ليصف من يختلف معه في الرأي بأنه متآمر ويمارس الشذوذ السياسي و "الجنسي" مثلما شاهدنا في تظاهرات "نسوة" حزب الفضيلة المنقبات.
مع تظاهرة "منقبات " حزب الفضيلة سنكتشف أننا نعيش اليوم مشهدا طويلا من التراجع والتخلف الحضاري.. نعيش في ظل ساسة ومسؤولين لا يملكون مقاييس بسيطة للكفاءة، لم نشهد معهم سوى التراجع في التعليم والصحة والخدمات والأمن، وزمن من الخواء الفظيع الذي اصبح فيه الحديث عن الطائفية وتقسيم المجتمع، علامة نصر يرفعها البعض في وجه خصومه، من المخجل والمعيب ان ترفع نسوة عراقيات لافته تقول "انا شيعية قانوني شيعي وأنتِ سُنية قانونك سُني". وأسأل النسوة "المسكينات" ممن يحاول البعض القفز على عوزهن وفقرهن، عن أي قانون شيعي يتحدثن، وهل قدم السياسيون الشيعة لجمهورهم خدمات وامتيازات حتى نقول ان من حقهم ان يتفرغوا لقوانين الأحوال الشخصية، أليس العراقيون جميعا متضررين من فساد النخبة السياسية ومن انعدام الأمان ونقص الخدمات وأزمة السكن والبطالة والمحسوبية والرشوة والانتهازية وعصابات كاتم الصوت وسراق المال العام؟
قبل أشهر استمعنا الى خطب ومواعظ أطلقها العديد من نواب تابعين لحزب الفضيلة يحذرون من تظاهرات العراقيين، بل ان البعض منهم اتهم المتظاهرين باللصوصية، وكان رئيس كتلة الفضيلة في البرلمان عمار طعمة احد الذين أعلنوا عدم رضاهم عن التظاهرات، معتبرين ان توقيتها ليس في صالح العملية السياسية وقد استخدم السادة النواب كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإبادة هذه الاحتجاجات من خارطة مدن العراق.
اليوم يحاول البعض القفز فوق معطيات الواقع ليتحدّث عن تظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب بتطبيق قانون حسن الشمري ، بينما الملايين من شعبنا يعيشون تحت خط الفقر، ومع احترامي للسيدات اللواتي خرجن أمس في ساحة الفردوس وهن يحملن لافتات تقول "انا شيعية وافتخر" ، فقد كانت ساحات الوطن أَولى بأن ترتفع فيها أصوات نسوتنا ضد الجهل والتخلف والتفرقة وعدم المساواة وضد جرائم العنف ضد النساء، وضد التمييز، وضد عدم حصول المرأة على مكانتها الحقيقية في المجتمع.. ففي بلد تخرج نسوته لنصرة قانون يبيح زواج الفتيات القاصرات ويحول المرأة الى مجرد متاع وسلعة، فيما ساسته "المتدينين" يرفضون أن تتولى المرأة منصبا قياديا، ويستعيذون بالرحمن من أن تتجرأ امرأة وتمد يدها لمصافحتهم، في مثل هكذا اوضاع علينا الن نقف بوجه الفرقة الطائفية
أيتها السيدات، علينا ألاّ ننسى جميعا أن هناك فقرا وعوزا في العراق وان هناك عوائل تنام تحت سقوف من الصفيح، وان إرادة الناس مستلبة وان البلاد على شفا هاوية بسبب صبيانية وتعنت مسؤولينا الكبار.
كنت سأفتخر ويفتخر معي العراقيون كافة لو أن سيدات الأمس توجهن صوب مجلس الوزراء للمطالبة بان تأخذ المرأة مكانتها الحقيقية في مؤسسات الدولة ، لا ان يرفعن لافتة مقيتة تقول "انا شيعية وانت سُنية"، فهذا منتهى الاساءة لتاريخ العراق، ومنتهى العبث بنسيجه الاجتماعي والوطني.
" مُنقَّبات " ساحة الفردوس
[post-views]
نشر في: 14 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابو اثير
حزب الفضيلة أختار تسمية لا تليق به فألأجدر به أن يسمى حزب الفضيحة مالذي قدمه الحزب للمواطنين من أفكار وقوانين وخدمات لا شيء بل أن أعضاؤه المحسوبين عليه فشلوا في أدارة وزاراتهم وهيئاتهم ودوائرهم فهذه وزارة العدل أعطونا منجز واحد لها .. لايوجد نعم لا يوجد ل
ALI
عجيب ما انتم تروجون له ... القانون اختياري وليس اجباري .. انتم ترفضونه لانكم لاتعرفون معنى للحرية غير العيش من غير ضوابط اخلاقية وهو فهم غرائزي
داخل السومري
من مصلحة رجال الدين ان يبقى الشعب جاهلاا حتى ينقاد كالقطيع لتنفيذ مآربهم الرخيصه.لقد حشوا ادمغتنا- نحن العراقيين-بكثير من المحرمات،بحيث لا يجوز لك يا عراقي او يا عراقيه ان تناقش ما تأمر به من قبل رجال الدين.لا تسال لانك جاهل ورجل الدين هو فقط الذي يعلم.يا
ابو سجاد
حتى يخرج علينا احدا من الفضيلة او دولة الفافون او المجلس الايراني الاعلى وباعلى اصواتهم نحن لسنا طائفيين لانريد غير الصوت الوطني هل من الممكن بهؤلاء الطائفيين ان نبني وطن طبعا من المستحيل والمشكلة الكبيرة ان اتباع هؤلاء هم الاغلبية حيث تمت السيطرة عليهم م